أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة بما بلغته في تعاونها وتنسيقها على المستوى الثنائي. وقال(إن هذه العلاقات ليست كأي علاقات بين دولتين تُقاسُ بنوعية الاتصالات السياسية أو العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتجارية والمالية والسياحية، أو غيرها من أنواع العلاقات التي تنشأ بين الدول؛ بل هي علاقاتٌ خاصةٌ بين دولتين تنظران إلى بعضهما على أنهما كُلٌّ في واحد. وإن الوصول إلى هذه القناعة لدى البلدين وقيادتيهما الرشيدة ليس وليدَ لحظةٍ أو مصلحةٍ عابرةٍ؛ بل هو إرثٌ حتمته الجغرافيا والتاريخ والدين وصلة الدم والقربى؛ حتى من قبل قيام الدول الحديثة بقرون. ويمكن القول نفسه أيضاً حول العلاقات بين دول الخليج بعضها بعضاً). جاء ذلك في محاضرة لسموه ألقاها في ندوة أقامتها هيئة شؤون الإعلام في مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين مساء أمس الأول عن العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بعنوان (العلاقات السعودية البحرينية) تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين . وتحدث سمو الأمير تركي الفيصل عن عمق العلاقات بين البلدين وما يربط القياديتين من وشائج وقال (لا ينبغي أن يستغرب أحدٌ ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال زيارته الأخيرة إلى مملكة البحرين التي تمت في شهر جمادي الأولى الموافق لأبريل الماضي؛ حين قال (تأتي زيارتنا هذه لا لتضيف جديداً، بل لتقول للآخر: إننا وطنٌ واحدٌ وشعبٌ واحدٌ في السرّاء والضرّاء) . ومضى سموه يقول : إن ما قاله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يختزل كُلَّ حديثٍ حول هذه العلاقات، ويختزل أيضاً كُلَّ المسافات التي عبرتها العلاقة بين الدولتين. مشيراً إلى أن البدلين يعملان على الدوام لتعزيز الثقة بينهما والسير في علاقاتهما من الأفضل إلى الأفضل، وتجاوز أية معوقاتٍ بيسر وسهولة حتى أضحت علاقاتهما اليوم نموذجاً للتكامل والتنسيق والتفاعل بين الدولتين والشعبين. وأفاد سموه أن كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية والإنسانية للتفاعلات بين البلدين تؤكد عمق علاقاتهما وتكاملهما بحيث أصبح ما يمسُّ أحدهما يمسُّ الآخر، فأمنهما واحدٌ ومستقبلهما كذلك. وزاد سموه يقول (هذا القول ليس جديداً؛ فجلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ، ذكر أنه سمع عن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله خلال زيارته للبحرين سنة 1348ه /1930م أنه قال لجده سمو الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة رحمهما الله (إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين).. وليس لي بعد هذا القول مكانٌ لإضافة أخرى في موضوع العلاقات السعودية البحرينية) . وتحدث سموه في إطار محاضرته عن منطقة الخليج العربي وما تواجهه من تحديات لما تجسده هذه المنطقة من أهميةٍ إستراتيجيةٍ واقتصاديةٍ وماليةٍ مبينا أن هذه الأهمية تستدعي الحفاظَ على أمن هذه المنطقة واستقرارها مؤكدا أن مسؤولية الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المهمة تقع، أولاً وأخيراً، على عاتق دول هذه المنطقة وشعوبها؛ إذ إنها صاحبةُ المصلحة الأولى في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي؛ وعليها أن تحقق الوَحْدَةَ فيما بينها في جميع المجالات. وتطرق سمو الأمير تركي الفيصل في محاضرته إلى العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية المتصلة بالمنطقة. وكان الجميع قد شاهدوا في مستهل الندوة عرضا وثائقيا مصورا عن العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين ثم ألقى معالي رئيس هيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة كلمة رحب فيها بسمو الأمير تركي الفيصل معبرا عن شكره لقبول سموه دعوة هيئة شؤون الإعلام لإلقاء هذه المحاضرة. وأكد معاليه أن موضوع المحاضرة يأتي لترسيخ المشاعر وتقوية الإحساس وبث الأمل ودواعي الفخر والاعتزاز بأواصر القربى والجيرة وروابط العقيدة واللغة والعادات والتقاليد والثقافة والتاريخ المشترك.