لو نظرنا الى أي تقدم منذ الخليقة لوجدنا ان الانضباط خلف كل تقدم وحضارة فالانضباط اساس النجاح والعطاء والرفاهية والقضاء على الموبقات وخلق جو مملوء بالحب والسعادة وعندما نتحدث عن الانضباط فلا بد ان نتحدث عن الانضباط السلوكي وانضباط الذات وكذلك الانضباط الاجتماعي والانضباط الوظيفي والخلقي والبيئي والانضباط الموروث والانضباط التربوي فلابد من التربية على الانضباط وقيمة الايمان هي أعظم القيم للانضباط السلوكي وهو جزء من الشريعة الاسلامية والقوانين الوضعية وقد يكون هناك الانضباط مع غياب الايمان فهذه ثقافة اجتماعية ونفسية وخلقية وعادة لا يستطيعون من يعيشون هذا الانضباط البعد عنها وهذا ما يجري في كثير من الدول غير الاسلامية المتقدمة اما من ناحية الانضباط السلوكي ورضا الذات فلابد ان نربي انفسنا وسلوكنا على الانضباط في المنزل وفي الشارع وفي العمل وفي المواعيد الأخلاق اللغة حب الغير التواصل داخل المجتمع انضباط يجعل النفس راضية عما تقوم به تجاه الذات وتجاه الآخرين انضباط الوصول الى الرضا بما نحن فيه ونعيش عليه ثم نأتي الى الانضباط المكمل للذات والسلوك وهو الانضباط الاجتماعي وهو أخطر وأهم أنواع الانضباط وهذا الانضباط دائماً او غالباً ما يرتبط بقانون ولكن هذا القانون اذا اردنا ان يكون ناجحاً فلا بد أن لا يوجد بداخله ثغرات للتمايل على هذا القانون او عدم العمل بالقانون، فلابد من الالتزام بالقوانين الاجتماعية في كل مؤسسات المجتمع الذي نعيش فيه ولابد من توافر القدوة الحسنة والأخلاق الحميدة وعدم تدخل الاستثناءات اي يكون القانون سارياً على جميع الأسر الاجتماعية واذا كان ما يحتاج من القانون الاجتماعي الى تحديث فلا مانع حتى يجاري جميع مجالات التربية والتعليم والعمل والعدالة الاجتماعية والخلقية والنفسية فهو ضرورة للحياة العامة لكل ما تشمل... وهناك انضباط وظيفي والقوانين الوضعية الخاصة بهذا الانضباط في التعامل مع الحضور والغياب والتأخر وضياع الوقت والاهمال فالواجب الالتزام بالمواعيد والنظام والانتماء وحب العمل ووجود الروح المثالية او المقاومة للاهمال والاهتمام بالوظيفة طالما هناك اتفاق فلا نجاح بلا انضباط... فالانضباط للمخالفات المرورية كالسرعة وقطع الاشارة والدخول في الممنوع وشتى أنواع المخالفات تؤدي الى تدمير وهدم المجتمع وقد وضع النظام ساهر للقضاء على المخالفات المرورية التي تؤدي الى وفاة شخص كل ساعة ونصف فكيف تقضى على كل ذلك دون الانضباط.. من المسؤول عن الانضباط: 1 البيت الصغير وبداية ترعرع الاطفال ان يكون الوالدان قدوة بالحوار والمواعيد والحقوق والسلوك وتربية جيل منضبط. 2 المدرسة والجامعة وذلك بانضباط اسرة التعليم في تربية الطلاب على الانضباط وعدم ضياع الحقوق بين المعلم والمتعلم. 3 الخطاب الديني ومسؤولية الانضباط بأن يكون متوازناً مفيداً منضبطاً. 4 رجال الدولة ورجال الأعمال والوقوف على الانضباط بالقوانين والعادات والالتزامات. 5 اوامر لا تصنع عادات فقد يكون الامر منفراً حتى لو من المسؤول اذا كان الأمر فيه ثغرات فلابد من غرس العادات عن طريق الحب. 6 غياب الثقافة يؤدي الى سوء الانضباط في الشارع والحديقة والمنشأة والحرص على النظام والنظافة. وأخيراً الانضباط قرين التفاؤل والايجابية فالممتازون متفوقون لانهم منضبطون عكس الذكي غير المنضبط لا يحقق نجاحا رغم ذكائه. أما غير الانضباط فيعمه الفشل والاكتئاب والفوضى وعدم التصرف والتأخر والاضمحلال.