استئنافا لما سبق.. الابداع هبة من الخالق قبل ان يكون درساً والاستاذ راضي واحد من المفطورين بهذا اللون ولعل احدا يسأل فيقول لماذا ظل هذا الشاعر مع تطوافه في العديد من البلدان وقراءاته الجادة ومن ثم حذقه لنتاج الآخر لماذا بقي حريصا على القصيدة العربية الاصيلة بناء وتصورا وتمثلا، ما الذي يحتج به وما سر تشبثه بهذا الصوت الموغل؟!! لن انوب عنه في الاجابة ولكن هذا النصر المعمق الذي قد يكون من آخر ما قاله دليلا واضحا على سمو موهبته وانه قد بلغ مكانة المؤشر اليهم في الذروة، والزمن وتعاقب الاجيال قد يكونان الكفيل بتخليد هذا ونبذ هذا.. اما قصيدتي التي أهديتها اليه رجعا لقصيدته السالفة فهي تتحدث عن تميز شاعريته وعن نبل المناط الجامع وقد صدرتها بعنوان (البوح المرهف) حيث أقول: الحب مذهبه الكبير تحرر والشعر منبره المؤثر ابهر!! ولقد حذقتهما ووجهك أبيض للشمس في قسماته ما تذكر والقابعون على الفتات كأنهم حجل يجمعه الهبيد وينثر فمن أي خارقة تدل وتبصر وبأي مفتنة الدروب تفكر قد كنت أعرف من حفولك بالدنى جوع القوافل وهي عون ضمر ولمست بوحك مرهفا ومدمدما هذا يهيم به وهذا ينهر لله ما لاءمت بين متونه ونزوق ما في شوقه يتدور واليوم تتركها وأنت مضفر وجحيم منطلق الهوى يتسعر والمشرق المقهور ينذر بعضه وطفولة الدمع القديم تهور كذبوا فللهوس العتيد فحولة ما بين أطباق الشموس تجرجر يا أيها الانسان افرطه الجوى ولذاذة الدنيا الغريضة تبطر وملاب جبهته نشيد خالد للمجد فيه محرك ومصور أسندت طهري للظلام وجل ما في الأرض منطمر المسارب أغبر وبرئت من خطل العقوق وظلمه حاشاك يحتشد القصور ويكثر فتركت موهبتي تمور ومدها عاتٍ له الخلق الفتين الأظهر حركتها بالشعر فانفلتت كما تتفلت النار التي تتفجر ونفضت فيها السحر بعد ركوده والأرض بعد هشيمها تتغير والمارد المخبوء يرخي ستره طورا ويحتلب السنا ويكركر والشعر تاريخ الشعوب وزهوها وبه تطول حياتها وتمصر والناس موهبة وصدر راعش يعرى ومحمرة الوجود تذمر وكذاك خلق الشمس يورق مثلما تختال بالعمد الطوال وتطفر غنيت فارهة الزمان فزدتها طيشاً مساكبه الرهيفة سكر .والمثخن الشعر الذي نشطت به كبرى المحافل من لهيبك يزفر والكرمة الحبلى التي ابستسها في الرمل من حرق التشهي تهدر ومراشف النعم الكبار رفيفها ما تنتمي في عشقه وتوتر تتنفس البشرى اليتيمة بالذي ترغي بدالية البيان وتسحر في الأفق تتبعك الطيور كأنها قطع من الغيم الخفيض يثرثر انت الذي أدميت آبدة الهوى والقدس تحجل والمدى يتضور ونفخت في اطفالها ودروبها والثأر والحجر الذي يتحدر روضت يا راضي حياة حرة تجلى بمعترك الرعود وتمهر عمقت جرح الارض حتى ضرمت اثداءها ورضيعها يتطهر والشعر من نفث الصدور صريحه ونياط قلبك غصة لا تفتر يا شاعر الكلم الاصيل عرفتني والحر قد يهدأ ولا يتعذر حرق توزعنا وتجمع بيننا وتغط في أرواحنا وتبعثر آلامك الأولى ورب مرزأ مأساته في كل يوم تكبر غورت في وجع الفصول قصيدة من عهد آدم طينها يتفطر (يتبع)