هانحن في موسم الحج وفي العشر الحرم والكل يتطلع الى اداء الركن الخامس من أركان الاسلام والحج كما هو معلوم لدى الجميع فريضة من فرائض الاسلام وشعيرة من شعائره الظاهرة وقد كرم المولى سبحانه وتعالى هذه البلاد المقدسة باستقبال حجاج بيته العتيق وشرفهم بضيافتهم وتقديم كل السبل ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وفي أمن وامان واطمئنان واستقرار وحملهم الباري عز وجل مسؤولية خدمتهم والسهر على راحتهم وتوفير كافة ما يحتاجون اليه حتى يعودوا الى بلدانهم سالمين غانمين فائزين وان حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وفقه الله عز وجل تسعى دائماً وابداً في كل عام حيث تبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة ضيوف الرحمن. اخواني وأخواتي ضيوف بيت الله الحرام: أود ان اهديكم بعضاً مما يجيش في صدري الذي اسأل المولى تبارك وتعالى ان يجد منكم آذاناً صاغية فاصغوا وامعنوا النظر فأنتم بحاجة ماسة الى ما تتزودون به في رحلتكم الايمانية وتأنسون به في وحدتكم ويعينكم على اداء مناسككم في راحة تامة. اقول وبالله التوفيق: اعلموا ان خير الزاد التقوى ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب وان من تقوى الله اخلاص النية للواحد القهار حيث قال جل وعلا في محكم التنزيل (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) فاقصدوا بسفركم الى البيت العتيق وجه الله عز وجل فالحج عبادة وكل عبادة تحتاج الى قصد ونية، والنية الخالصة هي سمة العبادة، فاياكم من وساوس الشيطان وتوهيمه واغرائه الذي يحاول أن يصد المسلم عن دينه فيسلك به في العبادة مسلك الرياء من السمعة حتى يحبط عمله. كما انه لابد لكم من رفيق تحبونه في السفر وتأنسون اليه وبه فإن وجد فليكن من خيرة الرجال الأفاضل وممن تتوسمون فيه الصلاح والتقوى حتى يكون عوناً لكم في اداء النسك يدلكم على الخير وينهاكم عن الشر وان لم تجدوا فعليكم بكتاب الله القويم الذي تنشرح به الصدور وتندفع به الشرور بإذن الله جل وعلا، كما ان عليكم ان تتخلصوا من المظالم التي علقت بكم حتى تبرأ ذمتكم، وليكن زادكم في رحلتكم الايمانية من مال حلال فإن المولى جل جلاله طيب لا يقبل الا طيباً وتذكروا ان كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به، واياكم من اللغو في الحج وهو ما فحش من الكلام فإن سباب المسلم فسوق وقد قال صلوات ربي وسلامه عليه: (من حج ولم يفسق ولم يرفث رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه) واكثروا من ذكر الله عز وجل والكلمة الطيبة صدقة فالحسنات يذهبن السيئات. احبتي : كونوا سفراء لبلدانكم في هذا البلد الطيب الطاهر، وكونوا رجال امن ولا يغرنكم زيف الزائفين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين الذين يحاولون النيل من كرامة هذه البلاد التي حفظها الله بالولاة المخلصين المتمسكين بدينهم حتى أصبحت محسودة على ما هي فيه من نعمة الأمن والأمان والاستقرار ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. واعلموا ان كل ذي نعمة محسود فأدوا نسككم في سكينة ووقار حتى تخشع قلوبكم وتلين جوارحكم وتطمئن نفوسكم ولا تتعمدوا مزاحمة اخوانكم حجاج بيت الله الحرام فإن اذية المسلم حرام. انكم تشاهدون بأم أعينكم اولئك الرجال الأشاوس المجندون لخدمتكم فكونوا عوناً لهم، ولا تقابلوا الاحسان بالاساءة.. وكما تعلمون أنتم في بلاد تطبق شرع الله القويم على الجميع ولا تأخذها في الحق لومة لائم فاياكم من قول أو فعل أو عمل يخل بدينكم وعقيدتكم وبالهدف الذي جئتم من اجله فإنكم محاسبون على ذلك فكونوا قدوة حسنة لغيركم فأنتم في عبادة فكل حركة أو سكون ان خيراً تؤجرون عليه وان غير ذلك تؤاخذون به. اسأل المولى جلت قدرته ان يتقبل من حجاج بيت الله حجهم وسعيهم وان يجمع شمل المسلمين ويوحد كلمتهم علي الحق وأن يحفظ قيادتنا الرشيدة بحفظه وأن يجزيهم خير الجزاء وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين انه سميع مجيب همسة: قال جل وعلا في محكم التنزيل: ( واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعِ اذا دعان).