أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن نجاح الجهود الدولية الأخيرة في إجهاض عدد من العمليات الإرهابية أكد أهمية وفاعلية تعاون الأسرة الدولية في محاربة الإرهاب ويحفز على تعزيزها خاصة في مجال تبادل المعلومات بين الدول. وعبر سموه عن تقدير حكومة المملكة للتأييد الكبير لنداء خادم الحرمين الشريفين للقيادات العراقية سواء من داخل العراق أو من خارجه على المستويات العربية والدولية كافة. وأعرب سمو وزير الخارجية عن استنكار المملكة الشديد للهجمات التي شهدها العراق مؤخراً ونجم عنها إزهاق العديد من الأرواح البريئة وعدد كبير من المصابين علاوة على انتهاكها لدور العبادة الأمر الذي لا يقره ديننا الحنيف ويتنافى مع جميع المبادئ والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية. جاء ذلك في بيان تلاه سموه في مستهل المؤتمر الصحفي الذي عقده في وزارة الخارجية أمس مع وزير خارجية جمهورية إيطاليا فرانكو فراتيني وفيما يلي نص البيان: يسرني أن أرحب بوزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني والوفد المرافق له بالمملكة كما يسرني أن أرحب بالوفد الاقتصادي والتجاري المصاحب لمعاليه ، وعن تطلعنا أن تتكلل زيارتهم بالنجاح بما يسهم في دعم العلاقات الثنائية لبلدينا وتعزيزها في العديد من المجالات. عقدنا اليوم جلسة مشاورات موسعة اتسمت بالعمق والشمولية استعرضنا خلالها العديد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة لبلدينا على رأس هذه الموضوعات عملية السلام في المنطقة والجهود القائمة لإحيائها وذلك في إطار حرصنا المشترك على بلوغ أهداف إقامة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين المستقلتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام. وفيما يتعلق بالعراق أود بداية أن أعبر عن استنكار المملكة الشديد للهجمات التي شهدها مؤخرا ونجم عنها إزهاق العديد من الأرواح البريئة وعدد كبير من المصابين علاوة على انتهاكها لدور العبادة الأمر الذي لا يقره ديننا الحنيف ويتنافى مع كافة المبادئ والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية. وخادم الحرمين الشريفين لن يتوانى عن بذل أي جهد ممكن لحقن دماء العراقيين وجمعهم على كلمة سواء ودعم أمن واستقرار العراق وازدهاره والحفاظ على استقلاله وسيادته بدعم ومؤازرة الجامعة العربية وأود أن انتهز الفرصة لأعبر عن تقدير حكومة المملكة للتأييد الكبير لنداء خادم الحرمين الشريفين للقيادات العراقية سواء من داخل العراق أو من خارجه على كافة المستويات العربية والدولية. كما بحثنا أيضا موضوع الإرهاب وبدون شك فإن نجاح الجهود الدولية الأخيرة في إجهاض عدد من العمليات الإرهابية أكد أهمية وفاعلية تعاون الآسرة الدولية في محاربة الإرهاب ويحفزنا على تعزيزها خاصة في مجال تبادل المعلومات بين الدول. وتطرقنا إلى الوضع في لبنان وقد عكست محادثاتنا الحرص المشترك على أمن لبنان واستقراره وسلامة إقليمه والمملكة وأشقائها العرب لن يدخروا جهدا لبلوغ هذه الأهداف غير أن تحقيقها يظل مرهونا بيد القيادات اللبنانية أولا وأخيرا واستشعارهم لمسئولياتهم التاريخية وتغليب مصلحة لبنان على ما عداها من مصالح حزبية ضيقة ،لذلك نحن نأمل من كافة الأطراف اللبنانية ضبط النفس والاستجابة للجهود المخلصة لفخامة الرئيس ميشال سليمان والجلوس على طاولة الحوار لحل المشكلات القائمة وفق أسس دستورية وبعيدا عن لغة التوتر والتصعيد. كما تم بحث الوضع في السودان الشقيق خاصة وأنه مقبل على مرحلة مفصلية في تاريخه تهدده بالانفصال الأمر الذي يحتم السعي لتخطى أي مخاطر قد يتعرض لها السودان نتيجة لذلك وفي تقدير المملكة فإن التعامل مع هذا الوضع يكمن في ضمان نزاهة الاستفتاء وعدم ممارسة أي ضغوط قد تؤدى لا سمح الله إلى نتائج لا تحمد عقباها. بعد ذلك ألقى وزير الخارجية الإيطالي كلمة قدر في بدايتها الدور الجوهري للمملكة الذي أسهم في استقرار الأوضاع في اليمن وباكستان وغيرها. وثمن عالياً دور المملكة وإسهامها من حيث تبادل المعلومات ومنع الهجمات الإرهابية التي يمكن أن تحدث. ونوه وزير الخارجية الايطالي بجهود خادم الحرمين الشريفين في الشأن العراقي لجمع الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة. وأكد أن ايطاليا والمملكة العربية السعودية يعملان معاً بجد وأن هناك اتفاق في وجهات النظر وهذا النجاح الكبير يتحقق في اجتماعاتهما. وطالب وزير الخارجية الايطالي إيران بالتعاون للحد من التهريب على الحدود الأفغانية. وأفاد أن دور ايطاليا في لبنان مهم فهناك ألفين جندي يحمون الجزء الجنوبي في الحدود مع إسرائيل // , مطالبا أوروبا أن تشارك بصورة أكبر لضمان التقدم في القضية الفلسطينية الذي لا يزال هشا حتى الآن. وتحدث عن مشاركة ايطاليا في أفغانستان من حيث التدريب والمشاريع الاقتصادية وغيرهما. بعد ذلك أجاب سمو وزير الخارجية ووزير خارجية إيطاليا على أسئلة الصحفيين ، فقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على سؤال عن الشأن الأفغاني قائلا “ كان هناك كلام كثير عن الوساطة السعودية وضعنا شرطا بعدم إعطاء طالبان مأوى للإرهابيين وتلقينا طلب الرئيس الأفغاني لبدء الوساطة وقلنا إذا كانت طالبان ستأتي بحسن نية وتتوقف عن إيواء الإرهابيين وإلا لن ندخل في مفاوضات الوساطة ,ولسوء الحظ توقفت الاتصالات عند هذا الحد “. وأكد سموه أن اليمن بلد حضارة وتاريخه يمتد إلى سنين عديدة , مطالبا بمساعدة اليمن في الجانب الاقتصادي بالإضافة إلى التدريب وتطوير قواعد التنمية , قائلا “ اتفقنا أن نجعل الاجتماع القادم للمانحين يوفر لليمن احتياجاته , وأن لا نبخل في مساعدة اليمن “ . وفي الشأن الفلسطيني أوضح وزير الخارجية الإيطالي أن القرار الحكيم في الشأن الفلسطيني هو إعطاء المزيد من الوقت للسلام , وأن نصل إلى اتفاق نهائي للتسوية ,مبينا أنه سيزور إسرائيل وفلسطين قريبا , مشيرا إلى أن أمريكا تدفع الأمور وتحث إسرائيل على وقف بناء المستوطنات , آملا استمرار السياسة الأمريكية في حث الأطراف للوصول للسلام . وتحدث سمو وزير الخارجية عن الشأن الفلسطيني قائلا “ سنعطيهم شهرا لتمديد إيقاف التوسع في الاستيطان وسنرى ماذا يفعلون بعد ذلك فإذا لم يلتزموا سنذهب للقانون الدولي ومجلس الأمن , وسنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن وسيرون هل هذه المنظمة ستكون أداة لصنع السلام أم لا “ . وعن دور جامعة الدول العربية في مبادرة خادم الحرمين الشريفين للمصالحة العراقية أوضح سموه أن الاتصال مستمر مع الجامعة لتنفيذ ما يمكن فعله في هذا الإطار. وبين الأمير سعود الفيصل موقف المملكة من الاستفتاء الحاصل بالسودان مشيراً إلى أن تغيرات بهذا الحجم في السودان أكبر دولة عربية قد يؤدي إلى تصادم كبير, وقال “ نحن أكدنا أولا ضرورة أن يكون الاستفتاء نزيها فهو موضوع لإيقاف القتال بين الجنوب والشمال , وسيكون من التناقضات أن يؤدي هذا الاستفتاء إلى إشعال الحرب مرة ثانية , فهل الهدف الاستفتاء أو وقوع القتال , فهو بدأ لإيقاف القتال فإذا أدى الاستفتاء إلى تجديد القتال فلم يكن أدى الحل المطلوب وهذا ما نخشاه ونسعى إلى أن نتجنبه “.