أشارت أحدث التقارير العلمية إلى أن أهم أسباب تراجع مجال البحث العلمي في العالم العربي، وهجرة هذه العقول إلى أوروبا وأمريكا وكندا تعود إلى عدم احترام العلم والعلماء بالقدر الكافي في الدول العربية، وعدم توافر البيئة المناسبة للبحث العلمي والإبداع، وضعف أو انعدام القدرة على استيعاب هذه الكفاءات البشرية في ميادين العمل المختفة. فقد أشار تقرير الأممالمتحدة للتنمية البشرية في الوطن العربي إلى أن أكثر من مليون خبير عربي من حملة الشهادات العليا أو الفنيين المهرة مهاجرين ويعملون في الدول المتقدمة ليسهم تواجدهم هذا في تقدمها أكثر وتزيد آثار التخلف في الوطن العربي ويتعمق الارتهان للخبرات الأجنبية.. وفي تقرير صدر عن مؤسسة العمل العربية بالقاهرة أشار إلى أن حملة الشهادات العليا من العرب المهاجرين إلى أمريكا وأوربا يزيد من 500ألف عربي مما يعني أن الولاياتالمتحدة توفر مليارات الدولارات نتيجة للهجرة إليها ويخسر الوطن العربي أي فرصة للنهوض التنموي والاقتصادي، وأضاف التقرير إلى أن بعض الدول العربية قامت ببعض الخطوات الإيجابية لإغراء العقول حيث افتتحوا بعض المراكز المعنية بالبحث العلمي إلا أنها لم تنجح هذه الخطة، حيث فضل المهاجرون البقاء في البلاد الغربية، فالعراق مثلاً هاجر منها ما يزيد عن ال 8000 عالم في شتى المجالات، وجاء في التقرير أن سبب ذلك يرجع إلى ظروف الحصار الدولي الذي طال الجوانب العلمية. ، وأشار تقرير آخر إلى أن الولاياتالمتحدة لديها إغراءاتها وخططها وتعرف جيداً ماذا تفعل لتنجح في استقطاب هذه العقول إليها؟ وقد ساعدهم على ذلك مدى حاجة الشركات الأمريكية إلى كافة الاختصاصات والخبرات، كذلك أصدر الكونجرس الأميركي في بداية التسعينات تشريعاً خاصاً لمساعدة الشركات الأجنبية في كيفية استقطاب العقول العربية والخبرات والكفاءات في كافة المجالات إليها. هذا وقد فاجأتنا إحدى التقارير الصادرة من بعض المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات جامعة الدول العربية واليونسكو بالإشارة إلى أن 50% من الأطباء، 23% من المهندسين، 15% من العلماء العرب يهاجرون إلى أوروبا والولاياتالمتحدةوكندا، وأن نسبة كبيرة من الطلاب العرب الذين يسافرون إلى دول الغرب للدراسة يفضلون البقاء في هذه الدول لرؤية ما يحدث حولهم من تقدم، وفي المقابل تدهور الدول العربية وقلة فرص العمل بها، وأشارت إلى أن الأطباء العرب الذين يعملون في بريطانيا يشكلون حوالي 34% من مجموع الأطباء بها. أما الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بالقاهرة فقد أشار في تقرير إلى أن مصر قدمت حوالي 60% من العلماء العرب والمهندسين إلى الولاياتالمتحدة وأن أمريكا يوجد بها حوالي 318 خبيراً مصرياً في أندر التخصصات، وفي كندا 100، وفي استراليا 70، وفي بريطانيا 30، وفي ايطاليا 80، وفي اسبانيا 10، وفي المجمل فإن أمريكا يوجد بها حوالي 40% من العقول العربية، وبكندا يوجد 13% منهم ويعملون جميعهم في أهم التخصصات الاستراتيجية. جدير بالذكر أنه قد أثار تقرير صادر عن جامعة شنغهاي الصينية صدمة العلماء والباحثين المصريين والعرب، عندما ذكر التقرير على تراجع البحث العلمي في مصر والعالم العربي ومن ثم تراجع الجامعات المصرية والعربية في التصنيف العالمي لأفضل الجامعات العربية في قائمة بلغت 100 جامعة. ومن جانبه يرى الدكتور علي حبيش نقيب العلميين، أن السبب في هذا التأخر يعود لتراجع البحث العلمي. ولأن هذا التقرير هو استفادة طلاب الصين وفقاً لتصريح الدكتور علي الشقيبي رئيس مركز تطوير التعليم بجامعة عين شمس فمن هنا لابد من مراجعة المسؤولين أنفسهم ويلقون الضوء على جودة التعليم بما بتوافق مع متطلبات المستفيد، والمقصود منها سوق العمل والمجتمع والمواطن نفسه. كذلك يجب إعداد المدرس الجامعي اعداداً جيداً وكذلك الأجهزة والمعدات والمناهج والدراسات وتقويم أداء الامتحانات ولابد أن يكون هناك تطوير والحكومة تحاول تطبيق هذا من خلال قانون الاعتماد والجودة في التعليم وهو سوف يطور التعليم ولكن هذا التطوير يحتاج لإمكانيات. يذكر أنه تم ترتيب الجامعات وفقاً لمعايير طلاب الصين فقامت بترتيب الجامعات وفقاً لمعايير معينة مثل جودة التعليم ونوعية وعدد الأساتذة الحاصلين على جوائز عالمية مرموقة مثل نوبل والأبحاث المنشورة في المجلات الدولية العلمية وحجم الجامعة هذه المعايير التي على أساسها تم اختيار أفضل 300 جامعة التي خرجت منها الجامعات العربية والمصرية.