ألقى المحاضر بالمعهد العالي للقضاء في جامعة طيبة وخطيب جامع قباء بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن عواد المغامسي، محاضرة، ضمن فعاليات معرض وسائل الدعوة إلى الله ( كن داعياً ) الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في محافظة الأحساء، تحت عنوان (الإيمان وأثره في حياة الإنسان). وقال الشيخ صالح المغامسي في محاضرته التي عقدت أمس الأول بجامع سعد الحسين بالأحساء، “ إن الحياة الدنيا هينة على الله ودلّ على ذلك العقل والنقل، فالعقل دلّ هوان الدنيا على الله فلا أحد يستطيع أن يعصى الله إلا بإذنه، ولو أن الدنيا ذات كرامة على الله لما أذن الله قدراً أن يعصى فيها هذا الدليل العقلي، أما الدليل النقلي فإن الله يقول : (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون)، ثم قال في آخر الآية : ( والآخرة عند ربك للمتقين) هذا المدرك الأول. ومضى قائلاً “ أما المدرك الثاني أن يعلم أنه قد قضى الله لا راحة للمؤمن حتى يلقى الله - سبحانه وتعالى-، فتبقى المصيبة كل المصيبة من يلقى الله ولا يرتاح فلا راحة للمؤمن دون راحة الله ، وإن لم يكن العلماء العاملون أولياء لله فليس لله ولي وعلى النقيض من ذلك يكون أبعد الخلق من يملك العلم ولا يعمل به والعياذ بالله”. ولفت إلى أن الإنسان إذا جمع هذا كله تهيأ له بعد ذلك أن يعرف أثر الإيمان على حياته، حيث أن الإيمان إذا أطلق فإنه يراد به الإيمان بالله، لأن بقية الأركان الخمسة من الأركان الستة هي تبع للأول، والإيمان بالله - جلا جلاله - هي فطرة فطرها الله - جل وعلا -،ليدل عليها كل شيء، وتلك الفطرة، إما أن تسقى بنور الوحي فتنبت ، وإما أن تجتالها الشياطين عما هي عليه. وأوضح الشيخ المغامسي أن السبيل الأمثل لمعرفة الله تبارك وتعالى هو بقراءة القرآن، وتدبره والعمل به، حتى يكون الإنسان ذا حياة مطمئنة، مبيناً أن مما يتضمن به الإيمان بالله تبارك وتعالى، إيمان العبد لفقره إلى ربه – جل وعلا - ، وأنه فقير كل الفقر إلى خالقه جل ذكره وتبارك أسمه ، وأن الانكسار إلى الله هو أعظم براهين ثبوت اليقين، والإيمان في قلب العبد المؤمن، ويعقد ذلك محبة أن يعظم الله. وختم محاضرته بقولة “ إن الجنة دار أعدها الله لأهل طاعته ، والنار أعدها الله لأهل معصيته ، ومن لذة نعيم أهل الجنة أن أدناهم منزلة لا يعلم أنه أدناهم منزلة ، وأن أهل النار أقلهم عذاباً يرى أنه أشد أهل النار عذاباً والعياذ بالله من ذلك ، وأن أعظم ما يؤتيه أهل الجنه هو رؤية الله - جل وعلا- ، وأعظم ما عوقب به أهل النار أنهم محجوبون عن رؤية وجه الله الواحد القهار”. كما ألقى الاخصائي النفسي وليد بن سعيد الزهراني، محاضرة بعنوان : (فن التعامل مع الآخرين) ، تناول فيها بعض النقاط الجوهرية في فن التعامل مع الآخرين ، منها اختلاف الطباع وأساليب التعامل ، وهي المعرفة بنفسيات الناس ومعرفة الدخول إلى قلوبهم ، والتعامل مع الناس بحسب مستوى الكلام أو طريقة الكلام ، أو السلوك المصاحب للكلام وكذلك الدوافع التي تحرك المسلم إلى حسن التعامل ، وأن يكون من خير الناس أو خيرهم وأن الأخلاق الحسنة مأمور بها ومن وسائل المعاملة الحسنة أن تعفو عن الناس ، وعرّف الزهراني، التواصل الإنساني، بأنه عملية معلوماتية معقدة يتم التعبير من خلالها بين مرسل ومستقبل ، مبيناً أن العوامل المؤثرة في التواصل مع الآخرين هي الكفاية والخبرة المشتركة ، ومفهوم الذات وطبع الآخرين، والتعميم الخطأ، والاستدلال الزائف وأثر المكانة، والتحيز الذاتي.