لو ألقينا نظرة فاحصة على المسألة الاحترافية المتعلقة باللاعبين المحترفين الأجانب والمحترفين الوطنيين من اللاعبين الوطنيين السعوديين في الأندية السعودية لكي نلقي الضوء على المبالغ الخرافية التي تقدم للاعبين المحترفين الأجانب والمحليين في أنديتنا والتي تصل في بعض المرات إلى أرقام فلكية تذهل كل من يقرأها أو يتابعها عبر الصحف السيارة او عبر المنتديات الاليكترونية فكيف لنادي من أنديتنا الرياضية أن يقدم على التعاقد مع لاعب كرة قدم لفترة لاتتعدى السنوات الأربع أو الخمس بمبلغ خرافي يصل إلى 30 مليوناً أو 25 مليوناً بينما يتم التعاقد مع المحترفين الأجانب بمبالغ كبيرة وخرافية تتعدد أصفارها ويصعب على المواطن العادي التعرف على قيمتها الحقيقية بحكم أنها أرقام خرافية تخلب الألباب ويحق لنا أن نقف برهة لنتساءل في براءة شديدة هل أن اللاعب المحترف المحلي أو الأجنبي يستحق أن تصرف عليه الأندية كل تلك المبالغ الخرافية ؟ ثم ماهي النتائج التي حققتها بعض الأندية الكبيرة دون أن نسمي أحدها في الموسم المنصرم والبعض منها قد وصلت ميزانيته السنوية إلى مايعادل آل 50 مليون ريال أو آل 70 مليون ريال ورغم ذلك خرجت من مولد التنافس المحلي والخارجي صفر اليدين ولم تحقق الطموحات المرجوة إذن فلماذا كل ذلك الصرف البذخي والنتيجة صفر؟ ولماذا لايهتدي رؤساء الأندية القيادية على وجه التحديد إلى تبني فكرة قيام أكاديميات كروية على قرار الأكاديمية الأهلاوية الرائدة التي يتبناها الأمير الإنسان خالد بن عبد الله رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الأهلي والتي بدأت ثمارها ناضجة ومثمرة وواضحة لكل ذي عين بصيرة حيث ينتظر أن تكون الأكاديمية رافداً قوياً ومغذياً لكل فرق الأهلي السنية ناشئين وشباب وفريق اول وقطعا فأن ذلك سينصب في المستقبل القريب لمصلحة الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي وقد يساهم بصورة أو أخرى في تقليص عدد اللاعبين الأجانب الذين سيحتاجهم الأهلي كما انه سيساهم بصورة مباشرة في اكتفاء الإدارة الأهلاوية من مغبة الاستعانة باللاعب المحلي من الأندية الأخرى في المملكة حيث سيكون الاعتماد على اللاعب القادم من اكاديمية الاهلي والمشبع بالروح الاهلاوية السمحة وهنا يكمن الفرق . وبدلا من أن تصرف الأندية في كل موسم وعند كل فترة من فترات التسجيل الأولى أو التكميلية في منتصف الموسم وهو الدور الإيجابي الذي ينبغي بل يجب أن تلعبه إدارات الأندية لتشجيع الصناعة الوطنية والاهتمام بها حتى نتحرر من عقدة الخواجة إن كان لاعبا أو مدربا ولننظر الى محترفي الهلال السعودي السويدي ويلي هامسون والكوري لي يونج والروماني رادوي والبرازيلي نيفيز ومعهم المدرب البلجيكي جيريتس فلننظر كم يكلفون الخزينة الهلالية من اموال طائلة ولكنهم ورغم المبالغ الضخمة التي يتقاضونها فشلوا في ان يقودوا الهلال الى منصة التتيوج الاسيوي وخرجوا بالفريق بتلك الصورة المؤسفة التي جعلته يتلقى الهزيمة (رايح جاي) هنا في الرياض وهناك في ايران . ولعل تفوق ناشيء الأهلي في الموسم الماضي في الفوز ببطولة الدوري الممتاز لفئة الناشئين ليعطي دلالة أكيدة على نجاح فكرة الأكاديمية الأهلاوية التي يتبناها الأمير خالد بن عبد الله وفي أنديتنا الأخرى الأندية القيادية على وجه الخصوص اعرف أكثر من اسم داعم ولديه المقدرة المالية على تبني فكرة الأكاديمية الكروية لكي تنطلق في تلك الأندية وتؤدي دورها المنوط بها في تقديم الروافد المغذية لتلك الأندية وأتمنى صادقا أن يكون هنالك تحرك فاعل من أولئك الرجال الداعمين المقتدرين في تلك الأندية لكي يعملوا على قيام تلك الأكاديميات لكي تساهم بدورها في انتعاش الكرة السعودية بتفريخ المواهب المتفتحة التي تمثل المستقبل المشرق للكرة السعودية الرائدة في المجالين العربي والآسيوي فنحن تواقون إلى اللحظة التي تكون فيها ملاعبنا تعتمد على اللاعب الوطني وحده في تطوير مسار الكرة السعودية بعيدا عن الاستعانة باصدقاء من الدول العربية والخليجية او الاجنبية غير الناطقة بالعربية . وارجو وان لايطول انتظارنا لذلك الوقت الذي يصبح فيه الاعتماد على اللاعب الوطني هو الاداة الفاعلة التي تقود رياضة الوطن لتحقيق الانجازات القارية والاقليمية بصناعة وطنية خالصة على نحو مافعل الكابتن احمد القروني ورفيق دربه احمد زايد وليذهب الخواجه بغير رجعة غير مأسوف عليه . فاصلة ... أخيرة مشكلة الحزم هل تتمثل بالفعل في ابتعاد عضو شرفه الفاعل الاستاذ خالد البلطان وبقائه بعيدا عن اسوار النادي ودعمه ام انها تتمثل في مجلس ادارته الذي عجز عن ان يوجد موارد مالية متعددة من خلال استثمار منشآت النادي وتحويلها الى اداة فاعلة لتفي باحتياجات النادي من الموارد المالية بالدرجة التي لا تجعله مطية لاعضاء الشرف ان هم قدموا الدعم سارت عجلة النادي بخطى واثقة وإن هم احجموا عن الدعم وانزووا في ركن قصي دخل النادي في دهاليز الازمات المالية . إن مايحدث للحزم في دوري هذا الموسم يدل على جحود واضح من اعضاء شرف الحزم وبيوتاته التجارية واقطابه الذين ظلوا يقفون موقف المتفرج على المجلس وهو يعيش الازمة المالية الطاحنة بالدرجة التي جعلت منسوبيه يفكرون جديا في اتخاذ خطوة قد تكون الاولى من نوعها بتسليم مفاتيح النادي لرعاية الشباب فهل يعقل ان يصل نادي الحزم العريق الى هذا المنحى وذلك المنعطف الاخير ؟ ثم اننا نتساءل هل مدينة الرس لاتعرف غير الشيخ البلطان وهل يمكن لنادي الحزم ان يبقى اسيرا لدعم البلطان أو ان يعيش النادي في مثل هذه المواقف التي لايحسد عليها على الاطلاق . والكرة الان في ملعب رجالات الشرف في ان يكونوا او لايكونوا قبل ان تنتهي علاقة الحزم بدوري الاضواء ويعود من جديد الى دوري المظاليم بين اندية الدرجة الاولى التي غاب عنها سنينا عديدة.