إن ميدان التربية الخاصة يعتبر أحد الميادين الحديثة التي لاقت اهتماما متزايداً من قبل المختصين والعاملين في مختلف المجالات المهنية الأخرى ، وقد شهد تطور هذا الميدان انطلاقة قوية وسريعة نتيجة لعوامل ومتغيرات اجتماعية وثقافية عديدة منها انسانية وأخلاقية وتشريعية تنادي بضروة توفير الحقوق الأساسية للأطفال ذوي الحاجات الخاصة والتي تتعلق بالصحة والتربية والعمل على الوصول بهم إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها طاقاتهم وقدراتهم أسوة بأقرانهم. وقد تمثلت مظاهر التطورفي هذا الميدان بالتقدم في أساليب التعرف والفحص والتشخيص لفئات التربية الخاصة ، وازدياد عدد الأشخاص المخدومين ، والتحسن في نوع الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير البرامج الخاصة بهم في المجالين الوقائي والعلاجي، كما تمثلت في ازدياد عدد المختصين والعاملين في مجال تربية وتأهيل الأطفال ذوي الحاجات الخاصة وتطوير برامج أكاديمية وتدريبية لتخريج مختصين للعمل معهم ، بالاضافة إلى صدور عدد من التشريعات والقوانين التي تحمي حقوق هؤلاء الأطفال ، وانتشار الكتب والدوريات و المقالات والندوات والمؤتمرات التي تتصدى لفهم الحاجات الخاصة لهؤلاءالطلبة وتدعو إلى توفير الخدمات التربوية والبرامج العلاجية والتأهيلية الملائمة. رسالة من ضمن الهيئات العالمية التي تهتم بدمج الأفراد ذوي الحاجات الخاصة مع الطلبة الآخرين مركز دراسات التربية الشاملة في بريطانيا ، هذا المركز الذي يطالب بفتح المدرسة لجميع الطلبة دون تمييز بين الطلبة الذين لديهم اعاقات أو مشكلات تعليمية وغيرهم من الطلبة. يعتبر هذا المركز أن التربية الشاملة أو المدرسة مفتوحة لجميع الطلبة وأنها حق انساني، ويبرز نظريته تلك بأن هذا النمط من التعليم يعطى ثمارا جيدة ويطور الاتجاهات الاجتماعية بسرعة. مباديء المركز كحقوق للإنسان 1- إن كل الطلبة بدون استثناء لهم الحق في التعلم معنا وجنباً إلى جنب. 2- يجب عدم تقسيم الطلبة أو تمييزهم على أساس وجود اعاقات أو صعوبات تعليمية لديهم. 3- للمعاقين المراهقين والكبار الحق في اختيار المدارس المناسبة لهم. 4- لا توجد أسباب أو مبررات لتقسيم الأطفال أو توزيعهم على أساس الاختلافات في التربية ، وأنه لابد من توفير كل الفرص لكافة الأطفال دون تفريق. ومن بين هذه المباديء التي تؤكد هذه التربية الجيدة والمتميزة: 1- الدراسات أكدت أن الأطفال يستفيدون ويتعلمون أكاديمياً واجتماعياً بشكل أفضل في مواقف الدمج. 2- لايوجد تدريب أو رعاية في المدارس المتخصصة تختلف فعليا عما هو في المدارس العادية. 3- تقديم الحماية والمساعدة والدعم يساعد على الاستفادة من كل مصادر التعليم والتربية. ومن مباديء هذا المركز أيضاً في الجانب الاجتماعي التأكيد على: 1- كل الأطفال يحتاجون للتربية التي تساعدهم في تطوير العلاقات التي تهيؤهم للعيش والتعود على الدمج . 2- إن اتجاهات الدمج هي التي تساعد في شكل كبير في بناء وتطوير العلاقات وتفم المعاقين بشكل مناسب. وأخيراً فإن هذه المباديء تشكل أفكاراً وموجهات تساعد في تطوير الكثير من أساليب العمل والاستراتيجيات والمناهج التي تساعد العاملين مع المعاقين في ترجمة وتحقيق مبدأ الدمج بطرق علمية مناسبة للمعوقين ولغيرهم من أفراد المجتمع.