اعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس الجمعة عن الامل بان يتم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية “خلال ايام” وذلك قبل ساعات من مغادرة الوفد العربي والاطراف اللبنانيين الى الدوحة. وقال موسى في تصريح الى تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال “ال بي سي” “لقد تم التوافق على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا ويجب ان نتحرك لانتخابه سريعا وارجو ان يكون ذلك خلال ايام”. وردا على سؤال حول حكومة الوحدة الوطنية قال موسى “نحن كجامعة عربية لن نتدخل في تفاصيل الحكومة واختيار الوزراء، الامر منوط برئيس الجمهورية فقط”. وقال موسى انه في حال تمكن القادة اللبنانيون ال14 “من نزع فتيل انعدام الثقة سينجح كل شيء”.وانطلق أمس الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة حوار الفرقاء اللبنانيين (الموالاة والمعارضة) بحسب الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الوزارية العربية برئاسة قطر، ويتوقع أن يرعى افتتاح الحوار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.وترأس الحوار رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، كما يشارك فيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأعضاء اللجنة الوزارية المكونة من ثمانية وزراء خارجية عرب. وأكد رئيس الوفد العربي إلى بيروت قبل مغادرته لبنان أن القيادات اللبنانية التي ستشارك في الحوار هي من الصف القيادي الأول، إلا أن حزب الله سيتمثل برئيس كتلته النيابية محمد رعد بدلا من زعيمه حسن نصر الله لأسباب أمنية. وقد تم الاتفاق بين الفرقاء اللبنانيين على عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة، والإنهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكافة صورها، واستئناف الحوار على مستوى القيادات (الصف الأول) وذلك وفق جدول أعمال يشمل نقطتين هما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات الجديد. ويشمل الاتفاق كذلك تعهد الأطراف “بالامتناع عن أو العودة إلى استخدام السلاح أو العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية”. والتزام الأطراف بعدم استخدام لغة التخوين والتحريض السياسي والمذهبي.وردا على سؤال عن وجود ضمانات فعلية لعدم اللجوء إلى السلاح مجددا، أكد حمد بن جاسم وجود هذه الضمانات ضمن بنود الاتفاق.واعتبر رئيس الوفد العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين الجامعة العربية أن هذا البند هو أهم البنود التي تم الاتفاق عليها.كما أشار إلى وجود بعض الاعتراضات على الاتفاق من قبل رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون بخصوص رئاسة الجمهورية وطبيعة الحكومة، تم تجاوزها دون تعديل الاتفاق.ونفى المسؤول القطري أن يكون اتفاق الدوحة بديلا عن اتفاق الطائف، مشيرا إلى أنه مبني على الدستور اللبناني وحوار الطائف وموضحا أن السعودية وسوريا أيدتا اللجنة الوزارية والاتفاق.ورحب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر بالاتفاق، ودعا كل الأطراف داخل لبنان وخارجه إلى بذل كل الجهود الضرورية كي تفضي المشاورات إلى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة ووضع قانون للانتخاب بشكل سريع.كما أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن ارتياحه، وشكر لوفد الجامعة العربية “وساطته الناجحة” داعيا كل الأطراف لإيجاد نقطة بداية لوضع حد للشلل السياسي في لبنان.وداخل لبنان حرصت الأطراف المتنازعة على الترحيب بالجهود العربية التي أفضت لهذا الاتفاق، وأعرب النائب إبراهيم كنعان من التيار الوطني الحر المعارض عن أمله أن تجد المبادرة العربية طريقها إلى النجاح مشيرا في الوقت نفسه إلى “أمور كثيرة لا تزال بحاجة إلى تذليل”. أما نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله فقال “نحن نريد أن نعود إلى تسوية تؤدي في النهاية إلى ألا يكون هناك غالب ولا مغلوب”.