رعى معالي وزير التجارة والصناعة عبدالله بن احمد بن زينل على رضا مساء أمس الحفل الافتتاحي لتدشين اعمال اول ندوة عالمية على مستوى الشرق الاوسط والعالم تحت عنوان التسويق الاستراتيجي 3 من خلال القيم والمبادئ التي تنظمها كلية دار الحكمة للبنات بجدة بحضور البروفيسور فيليب كوتلر رائد علم التسويق وافضل عشرة مفكرين في الادارة والتسويق في العالم الذي اختار المملكة العربية السعودية من اجل اطلاق نظريته الجديدة في مجال التسويق. وحضر الحفل رئيس مجلس الامناء لكلية دار الحكمة المهندس زهير فايز وعدد من الشخصيات الاقتصادية ورجال الاعمال. ورحبت عميدة الكلية الدكتورة سهير حسن القرشي بمعالي وزير التجارة والصناعة والبروفيسور فليب كوتلر والوفد المرافق في المملكة العربية السعودية. وقالت ان اختيار كوتلر لاطلاق نظريته الجديدة من هذا الوطن دليل على المكانة التي تتبوها المملكة على المستوى العالمي حيث سيطلق كوتلر بحضور اكثر من 1000 خبير ومهتم ومتخصص في مجالات التسويق والإدارة نظريته الجديدة 3 في مجال التسويق القيم والمبادئ مشيرة الى ان ندوة التسويق الاستراتيجي التي تمتد نحو 7 ساعات متواصلة سيتم ه ربطها الكترونيا بين كلية دار الحكمة واكثر من 30 جامعة في دول امريكا واوروبا والعالم من اجل معرفة ماذا سيقوله فيليب كوتلر عن نظرية التسويق الاستراتيجي الجديدة من اجل انقاذ العالم من الازمات الاقتصادية والانهيارات التي مني بها في الفترة الاخيرة. وشكرت الدكتوره القرشي معالي وزير التجارة والصناعة على رعايته الحفل الافتتاحي للندوة مشيرة الى اهتمام معاليه بما سيتم طرحه في الندوة بهدف توفير التعليم والتدريب بمعايير عالمية لصناع القرار وللقطاع المهني، بما يضمن استثمار القطاعات الوطنية للحد الاقصى من قدراتها وامكاناتها حيث وجه معاليه باهمية التواصل مع الوزارة والمركز البحثي من اجل الاستفادة من هذه الندوة ونشر ثقافة مجتمعية تسهم في النمو الاقتصادي. بعد ذلك القى معالي وزير التجارة والصناعة عبدالله بن احمد زينل كلمة رحب فيها بالبروفيسور فليب كوتلر والوفد المرافق والحضور. وقال انني سعيد ان اكون اليوم وسط نخبة من العلماء والخبراء في مجال التسويق الاستراتيجي في كلية دار الحكمة. واضاف معالي ان الاقتصاد العالمي اليوم يواجه الكثير من التحديات والظروف التي تتطلب بذل المزيد من الجهود من اجل التغلب عليها مبينا ان هناك الكثير من الاسباب التي ادت الى هذه الازمة العالمية التي تعاني منها الكثير من الدول في العالم. ولفت الى ان المملكة العربية السعودية كانت من اقل الدول تاثرا بهذه الازمة ورغم ذلك فان الازمة العالمية اثرت بشكل كبير على الانسانية. وبين معالي وزير التجارة ان من اهم اسباب هذه الازمة العالمية المالية سببها الاساسي هو عدم التعامل والالتزام باخلاقيات العمل موضحا معالي ان الدين الاسلامي الحنيف حثنا على الاخلاق في التعامل. وشدد زين ان من اهم الاسباب التي جعلت المملكة العربية السعودية تتصدى لهذه الازمة المالية والى حد كبير ان اساس التعامل كان مبنيا على اسس التعاملات المالية المبنية على اسس الشريعة الاسلامية ومرتكزاتها. ولفت معاليه ان من ابرز القيم التي يدعو اليها الاسلام في التعاملات هو الصبر حيث يحثنا الدين الاسلامي على ان الصبرضرورة في كل مناحي الحياة وعلى وجه الخصوص التعاملات المالية والاعمال وان الانسان لابد ان يتوخى الحذر ولابد ان تكون لديه نظرة بعيدة وان الشجع والطمع للكسب قد تكون نتائجه وخيمة وان الصبر هي احد وصايا القران والالتزام من اجل خلق مجتمعات صحيحة ومتعافية في كل تعاملاتنا. واكد وزير التجارة ان القيم والمبادئ في التعامل هي ركيزة مهمة للتواصل من اجل وجود اقتصاد متطور ومتنامي وان هذا لن يحقق الا ان يكون هناك الكثيرمن الشفافية والثقة بين الناس والا فان عدم وجود هذا النوع من التعامل سيؤدي الى هدم كل الاساسيات التي من شانها وجود اقتصاد متطور في عالمنا. وبين ان من اهم المشكلات التي تواجه قطاع الاعمال الان هي بناء الثقة بين المتعاملين وهي احد المشكلات الجوهرية. واضاف ان الاسلام حث على الامانة واذا كان كل انسان امين فان ذلك سيؤدي هذه الى وجود الثقة والرقي في التعامل والقيم ولابد ان تكون الثقة في المؤسسات والقطاعات بين العاملين والموردين والمستهلكين باعتبار ان الثقة عبارة عن منظومة متكاملة بين الافراد بشكل عام ، وشدد زينل على ان بناء الثقة تعد احد القيم الجوهرية التي يجب الاعتماد عليها. واكد معاليه على اهمية بناء راس المال البشري وان تكون هناك شفافية ومساواة وعدل في كل من له علاقة بهذا الجانب سواء كان ذلك مؤسسة او قطاع او سوق ماليه وغيره. وحث معاليه ان رأس المال البشري هو اساس لاي دولة قوية وبالتالي لابد ان تكون احد مشاريعنا بناء الطاقات البشرية. وان المملكة العربية السعودية تركز اليوم في كل خططها على بناء راس المال البشري مبني على المعرفة والتعامل حتى نستطيع ان نبني مجتمع جديد واقتصادي متنامي. وبين معاليه ان كل ذلك لن يتحقق الا بتنمية وتحفيز التعاملات المبنية على القيم والاسس والمبادئ واخلاقيات العمل في كل مؤسساتنا وقطاعاتنا وفي كافة المجالات. وشدد زينل على ان اهم مرتكز في التنمية هو الانسان وان مسوؤليتنا هو بناء انسان سليم ومعافى وصحيح وذا قيم من اجل خلق مجتمعات متكاملة. وأوضح ان المملكة اليوم تسعى لبناء هذا الانسان ليس من حيث الخبرات فقط وانما من حيث الرقي بالانسان المتكامل والمشبع بقيم العدل والمساواة والنزاهة في التعامل بحيث لا ننظر فقط على ان الانسان لديه الخبرات وانما لديه ايضا مبني على القيم واخلاقيات العمل. وأكد ان ندوة التسويق الاستراتيجي ووجود مثل البروفيسور فليب كوتلر في المملكة من شانه ان ان يحقق الكثير من الاهداف الايجابية باعتباره صاحب علم ونظريات خاصة وان نظريته تتطابق مع الدين الإسلامي الحنيف. وختم معاليه كلمته بقوله (ان المملكة بدل من ان تكون محطة بنزين للعالم سوف تتحول الى مركز ومصدرومقر للتميز والابداع والمعرفة). ونحن ندرك ان المملكة امامها الكثير من اجل تحقيق هذه الاهداف ولكن لاشك ان مثل هذه المنتديات والمؤتمرات والتطوير هو الطريق الصحيح. وشكر كلية دار الحكمة على تنظيمها لهذه الندوة واستضافة البروفيسور فيليب كوتلر. بعد ذلك القى البروفيسور فيليب كوتلر كلمة رحب فيها بوزير التجارة ورجال الأعمال والاقتصاد في المملكة وقال كوتلر انه بالرغم من تخصصه في الاقتصاد الا انه اتجه إلى التسويق باعتباره الناحية العملية للاقتصاد. وشدد على ان التسويق يعد ركيزة مهمة في النمو الاقتصادي من خلال السلوك والقيم والمبادئ. وأكد كوتلر ان اختيار بلد اقرا المملكة العربية السعودية لاطلاق نظريته التسويق 3 القيم والمبادئ جاء نتيجة ان المملكة تنطلق من مبادئ اخلاقية وقيمية في التعاملات مما جنبها الخسائر التي منيت بها دول العالم. وأضاف قائلاً: (أريد ان اطلق نظريتي من بلد القيم والمبادئ والاخلاق ولا يهمني الربح أو الخسارة المهم ان اعلن من هنا هذه النظرية التي تندرج في اطر المبادئ الاخلاقية). بعد ذلك حضر معالي وزير التجارة توقيع اتفاقية ثنائية بين كلية دار الحكمة والبروفيسور فليب كوتلر لتنفيذ برامج ومشروعات مستقبلية. كرم بعدها معالي وزير التجارة كافة الرعاة المشاركين في الندوة وأعضاء اللجان المنظمة وقدمت عميدة الكلية الدكتوره سهير القرشي هدية تذكارية لمعالية بهذه المناسبة. الجدير بالذكر أن كوتلر هو أستاذ التسويق العالمي البارز في معهد (جيه إل كيلوج) للإدارة بجامعة (نورث وسترن) بالولايات المتحدةالأمريكية. وإلى جانب التدريس والتأليف، يعمل كوتلر كخبير تسويق واستشاري لدى نخبة من أهم وأكبر الشركات الأمريكية.