يقود خادم الحرمين الشريفين حوار الحضارات والذي ينعكس وبشكل مباشر على تقارب الاديان،وفرض التعايش والتوافق كقيمة يتفق عليها الجميع دون استثناء،ولهذا اعتبرت المملكة أن هذا الامر قضية اساسية في سياق العلاقات داخل المجتمع الدولي وبدياناته السماوية الثلاثة،وهذا هو الطريق الامثل والسوي اذا اردنا كسب المزيد من الاصدقاء والمناصرين للقضية العربية والاسلامية والى منابر الدفاع عن تلك القضية.وقد اقترنت المجهودات المتواصلة للمملكة في هذا الاطار بتوجهات ايجابية على صعيد اعطاء واثبات مصداقيتها للمجتمع الدولي،ثم الذهاب في قضية التعامل السمح الذي اسس له ديننا الحنيف مع المسيحية على سبيل المثال وعلى امتداد التاريخ.ففي الشام حينما زحف الاسلام من الجزيرة العربية الى تلك الديار ليحررها من استعمار الامبراطورية البيزنطية ،فلقد رفض النصارى العرب في حينها ان يحاربوا في صفوف الجيش الروماني وانضم كثيرون منهم لصفوف المسلمين وقاتلوا جنود القيصر،كذلك نتذكر حينما انضم “المثنى بن الحارثة على رأس قبائل بني شيبان” الى جيش سعد ابن ابي وقاص في فتح بلاد الفرس وقتال كسرى،وكان شباب بني شيبان المسيحيون الارثوذكس على ابواب القادسية يهتفون للفتح العربي القومي ويحاربون لتحرير العرب من استعمار فارس.ويبقى ان اقول ايها السادة:” بأنه لامناص من تقبل الاخر والدفع باتجاه مواجهة المد المتصاعد للنزعات الاهلية والتطرف الديني،ولهذا اتفق تماما مع ما طرحه رئيس الوزراء الاسباني السابف عندما دعا لتحالف الاديان والحضارات باعتبار ان ذلك الامر سيدفع باتجاه ضرورة تكوين صف واحد وضد عدو مشترك هذا العدو هو الارهاب.”