ما أن حددت الرباعية موعد استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حتى بادر نتنياهو وكما هي عادته دائما وضع العراقيل امام هذه المفاوضات حيث أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي أن الاعتراف الفلسطيني بما وصفها يهودية إسرائيل أحد شروط التوصل إلى اتفاق سلام ، إذن نتنياهو هنا يدعو إلى شروط مسبقة في وقت ينادي فيه بمفاوضات غير مشروطة ..فهو هنا يناقض نفسه ويضع شرطاً لا علاقة له بعملية السلام أصلاً فهو يريد اضافة إلى حرمان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية من حقوقهم حرمان عرب إسرائيل كذلك من حق المواطنة ، وهو ما سعى إليه نتنياهو منذ وصوله إلى الحكم ويسعى لفرضه فرضاً رغما المعارضة الشديدة التي يجدها من داخل الأحزاب الإسرائيلية وما معنى يهودية إسرائيل وتعليق الاعتراف بها من قبل الفلسطينيين إذا لم يكن نتنياهو يريد حقيقة التهرب من عملية السلام..وبهذا الشرط الذي لا معنى له فإن نتنياهو ينسف المفاوضات من قبل أن تبدأ لأنه يطرح شرطاً تعجيزياً ولا علاقة لعملية السلام به فهناك قضايا محددة للمفاوضات لم يكن في يوم من الأيام يهودية إسرائيل من بينها ومن المفترض أن تتناول المفاوضات الانسحاب الاسرائيلي من كل الأراضي الفلسطينية وأن تتيح للفلسطينيين في نهاية الأمر استعادة كافة حقوقهم أما بهذا الشرط التعجيزي فإن المفاوضات مع اسرائيل لن تحقق شيئاً ولو استمرت مائة عام.