رغم التقدم الطبي الذي يجوب العالم ورغم انشغال الباحثين في أحدث العلوم التي ترتبط بدراسة الجينات والمشاكل الوراثية، إلا اننا لا نزال نعاني من عبارة قل ما نسمعها في بلاد الغرب وهي عبارة (خطأ طبي ) . كم من أسرة فقدت شخصا عزيزا عليها بسبب ما أسميته ب( الإهمال الطبي ) فليس هناك ما يسمى خطأ طبي . لأنه كما يعلم الجميع أن الأطباء هم أصحاب الحظ الوافر من الدخل الشهري ( اللهم لا حسد ) ولكن بالرغم من هذا وذاك فليس لديهم أدنى مشكلة بأن يسترخوا بين فترة وأخرى . ما نراه في العديد من المستشفيات هو أمر هزيل ، فمسألة الأخطاء الطبية تفاقمت ووصلت ذروتها . ولا أرمي باللوم على الأطباء فحسب، ولكن عملية الاسترخاص التي يتبعها بعض المستثمرين في بناء المستشفيات الخاصة تزيد من مخاطر الأخطاء الطبية . فما يفكر به المستثمر هو جني الارباح وتغطية رأس المال في أقصر فترة، فيكون ذلك على حساب جودة بعض الأطباء الذي يقوم بالتعاقد معهم . فإما طبيب جديد ويقلد مهام رئيس قسم مباشرة ، أو جراح ليس له خبرة واسعة يكون سعره رخصيا في السوق الطبي فسرعان ما يتعاقد معه بعض أصحاب المستشفيات . بالرغم من سماعنا بين الحين والآخر عن طريق الصحف المحلية بمسألة وفاة شخص ما بخطأ طبي، إلا أن العقوبة الواقعة حيال هذه الأخطاء تكاد لا تذكر . فصاحب الحصانة المقنع (الطبيب) يعلم تماما أن هذه المهنة شرفية وأن أي خطأ يقع أثناء إجراء عملية أو وصفة طبية من أبسط الأمور التي يمكن تغطيتها بألف حجة وعذر طبي، ولا ننسى أن أشهر مقولة عند الوقوع في خطأ طبي أو بالأحرى إهمال طبي هي (قدر الله وماشاء فعل ، سوينا إللي علينا لكن ...). ولذلك وبسبب عدم وجود عقوبه صارمة. ان هذه الأمور لا تحدث عند الغرب ، فمسألة روح الانسان عندهم غالية جدا وسوف تكلف الملايين والملايين على المستشفى المعالج وعلى الطبيب المسؤول وتصل في معظم الأحيان إلى سحب الرخصة الطبية من الطبيب وإذا كان الخطأ الطبي فادح قد تصل إلى اغلاق المستشفى، فأين نحن من هذه الأفعال؟ حتى وإن اجتهدنا في مقولة أن بعض المستشفيات غير مجهزة ببعض الأجهزة الطبية اللازمة إلا أنني لا أزال ألقي باللوم على الأطباء بقيامهم ببعض التطبيبات والعمليات التي يجب أن لا تعمل في هذه المستشفيات غير المجهزة . فالمسألة ليست مسألة (أنا اقدر أسويها وما عليكم). المسأله هي مسألة روح وجسد فهل حافظ بعض الأطباء على اليمين الذي نطقوا به يوم التخرج؟