لوّحت إسرائيل بمقاطعة لجنة تحقيق دولية أصرت على استجواب الجنود الإسرائيليين الضالعين في الهجوم على أسطول الحرية نهاية مايو الماضي، جاء ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يتحمل المسؤولية كاملة عن قرار الاقتحام بعدما ألقى بها بدايةً على كاهل وزير دفاعه إيهود باراك الذي مثل أمس أمام لجنة التحقيق الإسرائيلية وقال إنه كان يطبق أوامر القيادة السياسية. وقال بيان لمكتب نتنياهو (إسرائيل لن تتعاون ولن تشارك في أي لجنة تسعى لاستجواب جنود إسرائيليين)، وهو تهديد جاء بعد ساعات من نفي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجود اتفاق سري يقضي بعدم استجواب العسكريين الإسرائيليين. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى رفض كشف هويته إن هناك اتفاقا مسبقا مع بان كي مون بألا يطلب الجنود للاستجواب. وتحدث وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور قبل أسبوع عن مفاوضات مع الأممالمتحدة استمرت أسابيع توجت باتفاق يناسب إسرائيل يخص تفويض اللجنة وتركيبتها. وبدأت اللجنة عملها أمس وترفع بعد 35 يوما تقريرا أوليا في الهجوم على سفينة مرمرة الذي انتهى بمقتل تسعة أتراك. وعينت إسرائيل دبلوماسيا متقاعدا عضوا في اللجنة التي يرأسها رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالم، وتضم الرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي والإسرائيلي جوزيف سيخانوفر والتركي أوزدم سانبرك. واعتبر بان أن لجنته -التي يجتمع بها - (تملك تفويضا قويا يتمثل في دراسة وتحديد الوقائع والظروف وسياق الحادث). وأطلقت إسرائيل تحقيقها الخاص لقطع الطريق على اللجنة الأممية التي كان قبولها التعاون معها سابقة بعد عقود من مقاطعة اللجان الأممية. ومثل نتنياهو أمس أمام اللجنة الإسرائيلية التي تعرف ب(لجنة تيركل) وتبعه اليوم باراك الذي أكد أنه يتحمل مسؤولية الاقتحام، لكنه قال أيضا إنه كان يطبق أوامر القيادة السياسية. وكان نتنياهو حمّل أمس في الجلسة وزير دفاعه مسؤولية إصدار القرارات الخاصة بالهجوم، وقال إنه أوكله التعامل مع القضية لأنه كان في الولاياتالمتحدة، وأوكله أيضا صلاحية دعوة الحكومة المصغرة إلى الاجتماع عند الضرورة. واعتبر أن البدائل لاستخدام القوة تدارستها القيادة العسكرية وأن القيادة السياسية اهتمت بالجانب الإعلامي والدبلوماسي. واتهم باراك تركيا بأنها كانت مستفيدة من وقوع مواجهة، وكان بمقدورها منع القافلة من مواصلة طريقها إلى غزة، وهو اتهام وصفه عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي سعاد كينيكلي أوغلو بالسخيف. واعتبر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان مثول نتنياهو دليلا على (قوة الديمقراطية الإسرائيلية).