ويعود إلينا رمضان بأجوائه الروحانية العظيمة.. وبعبق ايامه ولياليه الحافلة بالدعاء.. والخشوع.. المبللة بالطهر والعفاف. رمضان شهر الخير والبركات حين تشرق شموس الاحسان.. وتخفق القلوب بالالتفاف.. ويرتقي الانسان صارية الصدق.. والنزاهة.. وسوية التعامل مع النفس والناس. رمضان.. الشهر الذي يتصف بالسكينة.. وخالص التوبة الى الله طلباً في التوبة.. والمغفرة.. حين تتوارى الكراهية.. وتسمق المحبة.. وينسى الناس احقادهم.. وشرورهم.. وغضبهم.. ويتسلحون بالصبر الجميل.. وبالتسامح الشامخ.. ويكونون أنقياء حتى النخاع. رمضان.. حين تصفو كل الدروب.. وتزدهي بالحلم كل الخطوات.. وتمضي مراكب الخير.. عامرة بروافد المؤازرة .. والمعاضدة .. والالتفاف. وفي شهر الخير.. لابد ان يشمخ أهل الخير بعطائهم.. والتفافهم.. وليكون الانسان مع الانسان.. قوة.. وساعداً موشوماً بالاتحاد.. ومشواراً حافلاً بنعمة اليد التي تمتد لتمسح جراح المعاناة.. ودموع الحاجة.. وليكون الأمل هو المنطلق الأبقى .. والأزهى.. لكل الناس في هذا الشهر العظيم. دعونا نقتسم اللقمة.. والرغيف.. والأمل.. ودعونا نقتسم البسمة.. والرضا.. والفرح. هذا شهر رمضان المبارك.. شهر الاحسان.. والخير.. والعمل الطيب.. فلا تفوتكم الفرصة يا اهل الخير.. فما نقص مال من صدقة.. ولا خاب من أثلج صدر المحتاجين ولا غاب الاحساس بالرضا بالعطاء ابتغاء مرضاة الله. نعم.. دعونا نهتبل هذه الفرصة الغالية فنقدم لرصيد الحسنات ما يشفع لنا بحسن الثواب يوم لا ينفع مال ولا بنون. ان النفس السمحة.. والطيبة.. والمليئة بهتاف الخير تجد في تقديمها للمحتاجين.. والمحرومين.. لمسة وفاء.. واحسان.. ما يبهجها.. ويفتح أمامها المزيد من الرزق. يارب.. لا تحرمنا الثواب.. ولا تحرمنا الاسهام في دعم المحرومين.. ولا تحرمنا السعادة بأن نهدي الناس من حولنا القدرة على ان يفرحوا مثلما يفرح كل الناس. تذكروا بأن هناك اناساً تهدمت إمكاناتهم فلم يجدوا إلا الضعف.. والفقر.. ومع ذلك فانهم لا يمدون ايديهم.. ولا يجاهرون بحاجتهم .. وكما قال الشاعر: إن الكريم ليخفي عنك عثرته حتى تحسبه غنياً وهو مجهود إننا نرحب بشهر الصوم.. ونمضي مؤملين أن نتمكن من طرد الدمعة بالبسمة.. وطرد الحزن بالفرح. كل عام وقامة الخير بخير.. كل عام وقلوبكم عامرة بالمحبة والالتفاف. آخر المشوار قال الشاعر: تأسَّ إذا ما الرزق جفت مناهله فقد يعقب الحرمان.. ما أنت آمله