أهدى إليّ الشاعر اللواء محمد حسن العمري ديوانه الجديد (تباريح الفصيح) لعام 1431ه من القطع المتوسط ويحتوي على (47) قصيدة من الشعر العربي الفصيح الموافق (لديوان العرب.. وزنا ولغة وقافية) يضيفه الى دواوينه الشعرية الثلاثة (شروق الشوق) 1412 (وينابيع الربيع) 1415 (وجراح وانشراح) 1422 وكتابه النثري (حياتي في قريتي وبقايا الذكريات) 1427. | والشاعر من المجبولين على حب (اللغة العربية) والمنافحة عنها شعراً ونثراً.. ومن حراس حماها الأوفياء باعتبارها لغة القرآن الكريم.. فما رأيته يميل في شعره قط للعامية أو يدعو لها.. أو يؤمن بالتقليد الأعمى في مساره الشعري منذ أول ديوان صدر له حتى الان؟ فالشعر في رأيه ورؤيته هو ما تعارف عليه علماء اللغة العربية وشعرائها قديماً وحديثاً؟ بعيداً عن المبتدعات والمستوردات التي بلينا بها في هذا العصر؟. | ولعل تسمية ديوانه الجديد (تباريح الفصحى) المعني في هذه القراءة يؤكد منهجه الشعري وغيرته على التمسك بتراثه الشعري الأصيل كما جاء في ثنايا قصيدته (اعتراف) ص (15) وغيرها من قصائد الديوان الصاخبة (حماسا وغيرة وأصالة) في زمن اختلط فيه التفريق بين الغث والسمين وبين الأصيل من الدخيل؟. دفاعي عن الفصحى بغير توقف وان قيل للفصحى الفتى يتعصب تعصب للفصحى وللحق والعلا أمام جيوش للتتار تخرب ترى اللغة الفصحى التي لا أملها بكل جميع العالمين ترحب وحتى شموخاً واعتزازاً بأنني شربت هوى الفصحى ولازلت اشرب ولازلت ممن يحفظون ودادها إذا ما تخلى عن هواها مذبذب ومن كلمة للشاعر تصدرت الديوان ص (5) تقطر ألماً وحسرة على ما يحاك ضد لغتنا الجميلة في محاولة خدش جمالها ونصاعتها يقول (هذا الديوان (تباريح الفصيح) هو في الحقيقة تباريح هويتنا العربية الإسلامية التي تمر بأخطر مرحلة من مراحل حياتها.. حيث تتعرض اللغة العربية التي هي الإسلام والإسلام هي : للمحو والمسخ في بعض ما ترى وتسمع؟ انك ترى معظم اللافتات في شوارعنا مكتوبة بلغات أجنبية من مثل (بلازا .. وسوبر ماركت .. وكوفي شوب.. وابهامول وغيرها مما لا يكاد يحصى؟). وجملة القول : فالديوان اضافة الى قصائد الغيرة والحماسة والدفاع عن لغتنا العربية.. لغة القرآن الكريم التي تضمنها فقد كان أيضاً نابضاً بالقصائد الوطنية والاجتماعية والاخوانية والقضايا العربية والوجدانية لا تتسع مساحة المكان لايرادها.. وحسبي أن الشاعر كان مخلصاً وغيوراً في تفاعله مع معظم قضايانا وسبكها في قوالب شعرية أخاذة وبأسلوب السهل الممتنع .. حرية بالقراءة والاقتناء .