لايشتد الألم في جرح يصيب الجسد ولا ضعف يفقد البصر ولا حتى انسداد شريان قلبي قد يودي بحياة إنسان فشدة الألم تأتي على القلب مؤلمة بوفاة عالم جليل وشيخ نهلنا من معينه كلمات وجملا أنارت عقولنا وهدت قلوبنا وأرشدتنا للصواب وليس لنا في وفاة علمائنا وأساتذتنا سوى ترديد قول الشاعر : لو كان يخلد فينا عالم أبداً ### لَخُلِّد المصطفى في هذه الدار وفي بداية حياتي الصحفية داخل أروقة العزيزة “ الندوة “ كان أخونا العزيز الصحفي فيصل زيني شفاه الله أول متحدث في الندوة عن قدوم شهر رمضان المبارك وليلة عيد الفطر المبارك وحديثه يبنى دوما على حسابات العالم الفلكي الشيخ / محمد عبدالرحيم الخالد رحمه الله الذي لم يخطيء يوما في حساباته وكثيرا ماكنا نطالبه بإمساكية شهر رمضان المبارك لنضبط بها مواعيد الإمساك والإفطار مشفوعة بحبات التمر السكرية التي تطفئ جوع من يفطر عليها بالجريدة. . وحينما تلقيت نبأ وفاة الشيخ / محمد الخالد رحمه الله مساء الثلاثاء الماضي توقفت فجر الأربعاء متذكرا قول الشاعر : لعمرك ما الرزية فقْد مالٍ ### ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ ولكن الرزية فقد حبْر### يموت بموته علمٌ كثيرُ وإلى جانب خبرات الشيخ / الخالد رحمه الله في علم الفلك فقد كان حريصا على متابعة نتاج الشباب عامة ومنسوبي الندوة خاصة داعيا إياهم إلى ضرورة التمتع بالثقافة العامة خاصة المتعلقة بمجالي علم الاجتماع والتاريخ إذ يرى أن فيهما سير وتراجم لأمم سادت ثم بادت ومعالجات لحالات يومية يتعرض لها الإنسان. وان كان هناك من مآثر تركها فقيدنا ودلائل تؤكد تفوقه وقوة ذكائه الحاد التي لاتحتاج إلى جداول مد وجزر وهذا مانراه في عضويته بلجنة الإشراف على تقويم أم القرى الذي صدر أول عدد منه عام 1346ه من مطبعة الحكومة بمكة المكرمة. فحينما شكلت لجنة الإشراف الأولى على تقويم أم القرى في 18/11/1400ه برئاسة رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعضوية عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وعدد من أهل الاختصاص وفي 21/8/1404ه عين الشيخ محمد بن عبدالرحيم الخالد عضوا بها بعد ان اعتذر الشيخ عبدالله بن خميس عن العضوية ليكون بذلك واحدا من أوائل أعضاء اللجنة. وفي التشكيل الثاني للجنة في عام 1412ه بقي الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد عضوا باللجنة. وفي عام 1414ه حينما حل الأستاذ محمد بن عبدالله السكران مدير عام مصلحة مطابع الحكومة المكلف بدلا من الأستاذ محمد بن علي العماري ظل الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد عضوا باللجنة . وفي تعديل اللجنة عام 1416ه بقي الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد في عضويته. وفي التشكيل الثالث للجنة في 16/11/1418ه دخل الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد إلى عضوية اللجنة . وفي تعديل 25/7/1420ه الذي حل فيه الأستاذ عثمان القرني بدلا من عبدالعزيز المرشد بقي الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد في عضويته. وفي عام 1421ه الذي تم فيه ضم الدكتور عبدالله بن ناصر الراجحي مدير معهد علوم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدلا من الدكتور فضل أحمد بقي الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد في عضويته أيضا. ورغم أن اللجنة شهدت تعديلا في عام 1422ه بضم الدكتور زكي بن عبدالرحمن بن عبدالرحمن المصطفى مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدلا من الدكتور عبدالله بن ناصر الراجحي بقي الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد في عضويته أيضا . وفي تشكيل اللجنة في 19/7/1424ه وبعد تكليف الأستاذ عثمان بن جروان القرني مديرا عاما لمصلحة مطابع الحكومة وإحالة الأستاذ سعد السواجي على التقاعد ضم الشيخ محمد عبدالرحيم الخالد إلى عضوية اللجنة. واليوم وان كنا قد فقدنا شيخنا محمد عبدالرحيم الخالد رحمه الله فإننا لانفقد معانيه الواضحة ومواقفه الإنسانية الرائعة خاصة حينما كان أستاذنا عيسى خليل سكرتير تحرير الندوة رحمه الله يداعب أخانا فيصل زيني بقوله نريد تعريفا لأسماء الأشهر الهجرية مع الإمساكية وحبات التمر إن كان الشيخ الخالد فلكيا فجاء أخونا فيصل مرة بالإمساكية والتمر وحمل ورقة واحدة توضح الأشهر الهجرية لكنه في بدايتها ردد قول الشاعر : في الخير دايم والصراحة طبيعة ### شيخ سما في قمة المجد ما فات وبعدها بدأ في التعريف بالأشهر الهجرية من خلال ورقة معه فرد عليه أستاذنا عيسى خليل رحمه الله قائلا إنني اعرف علم الشيخ محمد الخالد وما أردته هو الاحتفاظ بهذه التعريفات لأبنائنا منسوبي “ الندوة “ وتعريفهم بها فأكثرهم شباب لايعرفون. وإلى جانب خبرات الشيخ الخالد رحمه الله في علم الفلك فقد كان الفقيد حريصاً على تثقيف ذاته بقراءاته الكثر للصحف اليومية والكتب والمراجع ومن زاره في منزله يدرك كم كان شغوفا بالعلم ساعيا للاستفادة مما يدونه الآخرون دون الإقلال من مكانتهم وخبراتهم. رحم الله فقيدنا الشيخ / محمد عبدالرحيم الخالد وأسكنه في فسيح جناته