كما هو معلوم لدينا جميعاً أن الأسر درجت على استقبال زوجة الابن بالأفراح والزغاريد.. ولكن ما أن تمضي على هذه المناسبة شهور معدودة حتى تتم اعادة تشكيل العلاقة بين هذه الضيفة الجديدة (زوجة الابن) ووالدة الزوج (الحماة) ومن خلال ذلك يتحدد شكل المسار المستقبلي لهذه العلاقة فاما ان تسير كعلاقة بين الأم وابنتها او تبدأ كعلاقة عدائية يحاول كل منهما أن يلغي وجود الآخر وينال منه ويقتنص زلاته أمام الطرف الثالث : (الزوج أو الابن) كبعبع ينبغي الحذر منه بل والخلاص منه!. || أرسلت لي احدى الاخوات رسالة عبر البريد الالكتروني اوضحت فيها : انها في بداية حياتها الزوجية وتشكو الأمرين بسبب حماتها التي تعيش معها في عش الزوجية حيث تقول حياتي انقلبت (180) درجة منذ ان سكنت حماتي معنا في شقة واحدة.. حيث كنت احلم قبل زواجي ببيت يضمني وشريك حياتي وابنائي في المستقبل ولكن وآه من كلمة لكن دخلت علينا هذه الحماة وهي تحمل معها كل وسائل الهجوم، والمراقب اليقظ، والناقد لكل التصرفات ولكل الأقوال والافعال، ومع كل ذلك ومع شعوري بالملل من هذه الحياة التي أصبحت كابوساً مخيفاً الا انني تحاملت على نفسي ولكن الى متى هذا الوضع المؤلم؟! والى متى اقول اتحملي يابنت (فلأجل عين تكرم مدينة) انها حياة لا تطاق!. وبعد ان قرأنا قصة هذه الاخت الكريمة وتأملنا حالتها اقول وبالله التوفيق لها ولكل من تعاني معاناتها: يجب ان تعلمي جيداً أن حماتك الآن تعيش وحيدة وليس لها بعد الله سبحانه وتعالى سواك وابنها.. وان البديل صعب جداً.. فهي اما ان تعيش وحدها بين اربعة جدران لا ونيس ولا أنيس، واما ان يستودعها زوجك احدى دور المسنين.. والسؤال هنا: هل يقبل ذلك على أمه؟! وهل تقبلين انتِ ذلك على امك.. أجزم بأن اجابتكما لا وألف لا. ان اي أم في سن حماتك لديها شعور نفسي بانها هي الاحق بابنها منك لأنها من ربته طفلاً ونظفته وتحملت اذاه وكبرته حتى أصبح رجلاً يافعاً وعندها قدمت لك عريساً وهكذا هي سنة الحياة. أخواتي الكريمات كثير من الحموات يشعرن بغيرة شديدة من زوجات ابنائهن لأنهن يشعرن انهن أخذنهم منهن وان من الحكمة التماس العذر لزوجك فهو في صراع بين ارضاء امه وارضائك، ولكن ما عليكِ الا ان تحتسبي وتصبري وستنالي الاجر في الدنيا والآخرة. وتذكري دائماً محاسن حماتك كما تذكري افضالها وكفاها فضلاً عليكِ ان قدمت لك شريك العمر وحبيب الروح ورفيق الدرب وتذكري اختي الفاضلة ان الدين المعاملة واحرصي على شغل فراغ حماتك واصطحبيها معك لحضور درس علم او خطبة او محاضرة واستمري في دعائك وتضرعك بتأليف القلوب. واود ان اشير هنا بان الاباء والاجداد وكبار السن يحكون لنا بأن الفتاة كانت توصى يوم زفافها من الجميع وخاصة (امها) بحماتها (أم زوجها) وبضرورة طاعتها قبل ان تطيع زوجها لكن جيل القنوات الفضائية والانترنت تغيرت مفاهيمه واصبحت الفتاة واهلها يشترطون على من يتقدم للزواج منها ان يبعد امه عن ابنتهم، ولكن على الازواج ان يفكروا جيداً في كيفية تعامل زوجاتهم مع امهاتهم وان يحترم زوجته ويقدرها ولكن ليس ذلك على حساب الأم التي اشتعل رأسها شيبا.. واقول لهم (اللي ما له خير في أمه ما له خير في زوجته) والحياة كما تدين تدان (واللي قدم السبت لقى الاحد) والله الهادي الى سواء السبيل. همسة: (وبالوالدين احسانا).