جذب الخط العربي المُشْتهر بجماله الأخاذ الزوار اليابانيين في جناح المملكة المقام في معرض طوكيو للكتاب حالياً ، واصطفوا بانتظام للحصول على بطاقة صغيرة مكتوب عليها اسم كل واحد منهم بالخط العربي الذي زينه الخطاط السعودي ابراهيم العرافي بألوان مختلفة بحسب رغبة الزائر . ويقف بجانب الخطاط السعودي العرافي الخطاطة اليابانية نوبوكو ساجاوا ، وهي في المقابل تلبي رغبات الزوار الذين يريدون كتابة اسمائهم باللغة اليابانية ليشكل هذا المظهر نموذجاً حياً للتعاون الثقافي السعودي الياباني . في الجانب ذاته شهدت الخيمة السعودية حضوراً كثيفاً من قبل الزوار اليابانيين حيث يحضى الزائر برشفات من القهوة السعودية المحضرة داخل الخيمة بعناية وبتناول تمر السكري والبرحي والخلاص والعجوة في جو يعكس جانباً من طبيعة الحياة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وتصور أحد زوايا التراث الشعبي في المملكة. ولم يعتمد جناح المملكة المعروض في طوكيو اليابان على نمط فني معين بل يمتد ليشمل الفنون التشكيلية والرسوم التصويرية باستخدام تقنية ثلاثي الأبعاد لتعريف الزوار بالمملكة ومناطقها ومجسماً للحرمين الشريفين وركن خاص بالطفل والعديد من الإصدارات المتخصصة فى الانتاج العلمى والفكرى والثقافى لعلماء وأكاديميين سعوديين. ويتربع جناح المملكة المشارك في معرض طوكيو على مساحة أربعمائة متر مربع يحكي تاريخ ومنجزات المملكة في عدد من المجالات العملية والإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية حيث بلغت الكتب المعروضة في الجناح 527 عنواناً منها 350 عنواناً باللغة العربية ,و110 عناوين بالإنجليزية ,و67 عنواناً باليابانية , إضافة إلى كتاب شامل عن المملكة تمت ترجمته إلى اللغتين اليابانية والأنجليزية يحصل عليه زائر المعرض. وضم جناح المملكة في إحدى جنباته مجسماً للمسجد الحرام في مكةالمكرمة ومجسماً للمسجد النبوي بالمدينة المنورة يبرزان اهتمام وعناية حكومة المملكة العربية السعودية بالمشاعر والجهد المبذول لراحة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين . ويحظى الطفل في جناح المملكة بإهتمام بالغ حيث أوجد المسئولون عن المعرض قسماً خاصاً به ، يتعرف من خلالها الطفل على المملكة ومعالمها، بالإضافة إلى نموذج المكتبة المتنقلة ومرسم للأطفال وبعض الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تعرف بالطفل السعودي وما لديه من اهتمامات وقراءات قصصية، وقامت المكتبة بترجمة قصتين من قصص الأطفال هي (قطرة ماء) و(عصفور الحنطة ) بالاضافة لبعض المطبوعات التعريفية بالخدمات التي تقدمها المكتبة بصفة خاصة للأطفال .ويحرص المشرفون على المعرض بتوزيع الهدايا على الأطفال الزوار التي من بينها قصص وأقلام ملونة خاصة بالرسم تحمل شعار المملكة العربية السعودية ووزارة التعليم العالي ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة ، وتقوم الأخيرة بتوزيع بعض المطويات التعريفية المترجمة إلى اللغة اليابانية للتعريف بالمكتبة وما لديها من إمكانات علمية ونشاطات ثقافية. وتعزيزاً للحوار مع زوار المعرض ولإعطاء صورة أدق عن بعض أوجه الحياة الثقافية والاجتماعية في المملكة , تضمنت مشاركة المملكة عدداً من المحاضرات والندوات تناولت (واقع الصحافة المحلية في المملكة العربية السعودية , والشعر في المملكة – لمحات تاريخية - ,وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ..الرؤية والهدف ) . وتركزت الندوات على دعم العلاقات السعودية اليابانية حيث تناولت ندوة العلاقات الاقتصادية بين السعودية اليابانية على مجمل للموضوعات التي تهم البلدين ، وارتفاع مؤشر العلاقة السعودية اليابانية من الشراكة إلى التكامل الإقتصادي إلى جانب تطرق ندوات أخرى لللعلاقات السعودية في مجال التعليم العالي والحديث حول آليات تفعيل التعاون بين الجامعات لسعودية واليابانية ودور الجامعات في تحقيق اقتصاد المعرفة.وتخصصت بعض المحاضرات للحديث عن المرأة في المملكة ودورها في التنمية في عصر المعرفة إلى جانب الحديث عن المرأة والتعليم في المملكة. شارك في هذه الفعاليات عدداً من المفكرين والباحثين اليابانيين بينهم النائب في البرلمان الياباني طوشياكي كويزومي الذي قدم ورقة عمل عن (اليابان والسعودية..من الدبلوماسية إلى الشراكة ) والبروفيسور يوزو ايتاغاكي ورقة عمل بعنوان (التقاليد والعولمة في كلاً من اليابان والسعودية..تعايش أم مواجهة) .وحرصت وزارة التعليم العالي (الجهة المشرفة على المعرض ) بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة والهيئة العامة للسياحة والآثار على أن يظهر الجناح السعودي بالصورة التي تحقق الهدف المرجو منه ويعكس صورة الثقافة السعودية حيث تم عرض المنتجات فيه وفق الموضوعات وليس وفق الجهات المشاركة . كما كان للطلاب السعوديين المبتعثين الدور الهام من خلال انتشارهم في جميع جنبات جناح المملكة وتزويد الزوار بكل مايريدونه من معلومات واستفسارات عن المملكة.