تعود الناس هنا مجرد تعود على أن يتم تجهيز فستان الفرح للعروس بمبالغ باهظة أقلها عشرون ألف ريال ثم تتصاعد لتفوق مئات الألوف.. مع أن الناس هنا تعودوا مجرد تعود على أن العروس لا تدخل قاعة الاحتفال الا في نهاية الحفل لتمكث حوالي الساعة على الأكثر ثم ينتهي الفرح ويكون ضيوف الحفل هم من فرحوا.. واستمتعوا .. أما العروس والتي أقيم الاحتفال بمئات الالوف من اجلها فليس لها الا ساعة واحدة فقط!!. فالفستان المكلف بعشرات الالوف .. وتسريحة الشعر والماكياج.. هذا كله من اجل ساعة واحدة ظلت فيها محبوسة داخل غرف التجهيز.. والتجميل.. ثم الانتظار!. وقد حاولت مرة في زواج ابنتي أن أكسر هذه القاعدة الغبية والسيئة وأن أجعل العروس تنزل من أول السهرة الى قاعة الاحتفال للاستمتاع بفرحها.. ومع ضيوفها.. فوجدت هناك تصدياً مخيفاً لاني سأحطم التقليد الذي سارت ولم تزل عليه الأفراح في بلادنا .. وحاولت ان اؤكد للجميع بأن هذه عادات خاطئة.. وكسيحة.. فكيف تقام الأفراح والعروس غائبة فلم اجد اذناً صاغية!!. وأصحاب الدخل المحدود مساكين.. فمهما كانت ظروفهم فإن فستان الفرح لابد أن يكون غالي الثمن وكلما كان الفستان غالياً.. ومكلفاً.. كلما ازداد الثناء عليه من رواد الحفل : (شفتي يا أختي فستان يجنن) وترد اخرى بكل برود : (بس فستان نجلاء الاسبوع الماضي كان أحلى)!!. والعجيب ان فستان الفرح هذا لا تلبسه العروس الا الساعة التي يسمح لها بالدخول فيها الى القاعة وبعد ذلك يدخل الفستان الدولاب ولا يرى النور لأنه مصمم على طريقة لا تصلح لاستخدامه مرة أخرى في السهرات العادية!!. روى لي البعض بأن بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود جربت عرض فستان الفرح بعد انقضاء المولد للايجار او للبيع لعل اسرة أخرى تستفيد وتم عرض الفستان عن طريق الكوافيرات وظل الفستان سنة كاملة وكان مائتا ريال هو أغلى سعر تم دفعه في الفستان وقيمته مائة ألف ريال!! وقررت الاسرة الفقيرة اهداء الفستان للأقرباء بدلاً من بيعه بمئتي ريال!!. والحل في رأيي الاقتصاد اولاً في قيمة الفستان ثم الاقلاع عن العادة القبيحة بحبس العروس وعدم السماح لها بدخول قاعة الفرح الا في نهاية الحفل.. ولابد للعروس من استقبال ضيوفها والفرح معهم والاستمتاع بمظاهر الاحتفال كما يحدث في كل الدنيا!!. والعادة .. ليست قاعدة.. ويمكن تجاوزها وتعديلها ما دام انه ثبت لنا سوءها!!. وفساتين الافراح التي تم عرض شرائها هنا بمائتي ريال، شهد مزاد في لندن بيع فستان سهرة طويل اسود اللون ارتدته الأميرة الراحلة ديانا خلال خطوبتها للأمير تشارلز بمبلغ 192 ألف جنيه استرليني (277 ألف دولار!!). ... والدنيا حظوظ!!. آخر المشوار قال الشاعر: فأصرخ في الليل كالمستجير وآتي اليك لتقتل ظني فأغفو على راحتيك كطفل صغير بقلب بريء يغني