عندما نتحدث عن الصراع فاننا نتحدث عن سلوك من سلوكيات البيئة التنظيمية الحياتية والتي لا يمكن تفاديها ولكن هذا الصراع يختلف في درجته حسب اطراف الصراع.. فالصراع هو حالة بين طرفين يتم فيها تعارض او اكثر نتيجة للتفاعل بينهما يؤدي الى وجود حالة من التوتر في العلاقات بين أطراف الصراع نتيجة اضطراب في الاداء وارتباك في اخذ القرار وهنا يجب ان نأخذ في عين الاعتبار وكيفية اختيار الاسلوب الأمثل والمناسب لحل هذا الصراع ويكمن الجواب في التعرف على محتويات الصراع من حيث الاسباب والآثار وتحديد اطراف الصراع لمعرفة اهدافهم وغاياتهم ومدى تأثيرهم والتعرف على البدائل لاختيار الانسب لحل هذا الصراع لأنه يعتمد على المواقف والاطراف.. كما ان هناك البعض لا يلجأ الى الحل بالطرق العلمية عن طريق التحليل ولكنه يدير الصراع حسب شخصيته كأسلوب تجنب الصراع اذا كانت شخصيته انسحابية او لاسباب ادخلته في الانسحاب او قد يكون قويا فيأخذ بأسلوب الاجبار او ضعيفاً يأخذ باسلوب التكيف او بأسلوب التوفيق اذا كان اصولياً اما ان كان واقعياً فانه سيأخذ بأسلوب التعاون.. ولاشك ان للصراع اسباباً كثيرة منها اختلاف القيم والاتجاهات واختلاف التجارب والخبرات والاهداف والغايات بل قد تختلف العادات والتقاليد والاطباع وقد تتداخل المسؤوليات والصلاحيات واختلاف انماط الشخصيات فإن أحوال الخلاف تتغير وتتبدل حيث يبدأ الخلاف خفيفا ثم خلاف ملاحظ يتطور الى محسوس ثم الى جلي أو ظاهر واضح للجميع ومن صراعات البيئة التنظيمية ما هو ايجابي وما هو سلبي فالايجابي تتغلب فيه المصلحة العامة على الخاصة عن طريق التطوير وتغيير العلاقات السائدة والسلبي تتغلب فيه المصلحة الخاصة على العامة مما يؤثر سلبيا على قوة وتماسك وتفاعل الجماعة وتحقيق الأهداف.. وقد ينشأ الصراع بين الاطراف بطريقة تلقائية وبطرق متعمدة احياناً وقد يأخذ الصراع بين الاطراف اشكالا مختلفة من التوتر والقلق والخوف والاعتراض وعدم الاستجابة ورفع الصوت واستخدام الالفاظ النابية، ومن أهم الصراعات الصراع الذاتي كأن يطلب من الموظف اعمالا تتعارض مع قيمه وآرائه ورغباته او تتعارض في كل هذا مع الآخرين كأن يطلب من الموظف اعمالا يؤديها وتكون متناقضة من عدة مديرين او تعارض العمل من حيث الاولويات اما المديرون يواجهون صراع الدور عند تخطي خطوط السلطة عند تعارض مطالب الادارة مع طلبات الموظفين.. وهناك اساليب لادارة الصراع في البيئة التنظيمية منها اسلوب تجنب الصراع مع الطرف الاخر عن طريق التأجيل او التجاهل أو استخدام اسلوب القوة لاجبار الطرف الآخر القبول عن طريق استخدام قوة النظام والتنازل عن المطالب واسلوب التوفيق بالتنازل مقابل تضحية الطرف الآخر ببعض المطالب واستخدام اسلوب التعاون عن طريق العمل.. وهنا يكون السؤال ما هو الأسلوب المناسب الذي تختاره لحل صراع معين وهنا يكمن الجواب في تحليل المشكلة وأسبابها وأطرافها وكذلك التعرف على الأهداف والغايات ومدى التأثير ثم دراسة البدائل المتاحة لاختيار الأنسب فالصراع يعتمد على المواقف والأطراف وأخيراً فإن محتويات الصراع غير حضارية ومعطلة للأعمال كما انها ناتج عدم رضا وقلة قناعة وقد تكون اضطرابات نفسية أو خلقية أو اجتماعية فقد يوجد في العمل من لا يستطيع العيش دون صراع محاولا دائماً خلقه والا يترك المكان لعدم وجود صراعات لأنه لا يستطيع العمل والاخلاص فيه دون ضغط وصراع للاحساس بقيمة العمل الذي يقوم به.