وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه ناشئ الفتيان هو ذلك الرجل الذي حظى بتربية مثالية تلقاها عن والده وأسرته وظل على احترامه لها وتمسكه بها في مسيرة حياته ودروب أعماله هو بهذا السلوك القويم يكون أهلا لاحترام الناس وجديرا بأن تتكلل أعماله بالنجاح وخطواته بالسداد وحياته بالبركة والنماء فيكثر خيره وتتضاعف ثروته ويحظى بحب أبنائه وبرهم وعطفهم ووفائهم وهو جدير أيضا بأن يكون موضع فخر واعتزاز قومه وعشيرته وأمته . تواردت هذه الخواطر على نفسي حينما أتيحت لي فرصة اللقاء بأبناء المطوف الشيخ محمد أمين كاتب – رحمه الله – والتعرف بهم عن قرب والتعامل معهم بأسلوب مباشر فوجدت فيهم أخلاقا كريمة وقلوبا صافية ونفوسا شفافة وصلة وثيقة بربهم وخالقهم وتقوى لله رب العالمين ، وحبا لوطنهم وولاء لملكيهم . كانت الواجهة المشرفة لهذه الأسرة في بداية تعاملي معها هي شخصية التربوي الناصح والإداري الناجح والمطوف الحصيف أخي الأستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب ، وهو في غنى عن أي تعليق بفكره ودوره الريادي في الحياة ومجالات الخير والنماء التي يدعمها ، وفي غمرة انشغالي في أعمال مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا تعرفت على أشقائه الذين لا يقلون عنه أدبا وخلقا ووفاء ، ثم كان لقائي مع شخصية فذة من أبناء كاتب وهو الأستاذ عبدالحميد كاتب مؤسس ملتقى الأحبة في مكةالمكرمة ولا أريد الاسترسال في مدح هذا الرجل والثناء عليه فقد سبقني إلى ذلك أحباؤه الكثيرون الذين عرفوه أكثر مني ووقفوا على حبه لمليكه ووطنه ووفائه لمحبيه ومعارفه الكثير والكثير ولكني هنا أكتفي بالإشارة إلى ولاء ذلك الرجل هو وإخوته ووفاؤهم لوالدهم – رحمه الله - . لقد حرص والدهم على تنمية مواهبهم فعمل على توفير فرص الانطلاق أمامهم وإتاحة فرصة التعبير عن آرائهم ومواهبهم بحرية تامة ، والحرص على تلاقح أفكارهم بأفكار إخوانهم من الناشئة في حي المسفلة فأنشأ لهم مقرا مناسبا في أحد أركان البيت يلتقون فيه بإخوانهم وأصدقائهم ومعارفهم ليتجاذبوا أطراف الحديث ويقفوا على أهم وأحدث القضايا الفكرية المطروحة على الساحة حينئذ ومزاولة بعض الهوايات المحببة إلى نفوسهم . وقد أطلق على هذا المكان مسمى ( المقعد ) وقد اتسعت شهرة هذه المقعد وذاع صيته في حي المسفلة وأقبل عليه شباب الحي ليتمتعوا بما كان يطرح فيه من قضايا العصر التي كانت تفرض وجودها على المجتمع في ذلك الحين من أدبية وعلمية وتربوية ومناقشتها واستيعابها ، مما جعل إقبال أبناء الحي وغيرهم على هذا المقعد يتضاعف عددهم ويسهمون في نقاش وعلاج كثير من هذه القضايا وغيرها من القضايا الاجتماعية ذات الأهمية البالغة . وقد أطلق على هذا المقعد فيما بعد مسمى ( بيت الكاتب ) وكان له أثره الكبير في تكوين شخصيات هؤلاء الأبناء البررة ، حيث مكنهم من استيعاب أسلوب الإدارة والتعامل مع الآخرين وتوثيق عرى المحبة والمودة بينهم وتقوية علاقاتهم مع المجتمع وقدرتهم على حل الخلافات التي كانت تنشأ بين زملائهم ومعارفهم وتوطيد أسس الإنسانية على وجه العموم . وقد ظهرت آثار هذا المقعد واضحة جلية في حياة هؤلاء الأبناء البررة فتراهم الآن وقد تربعوا على عرش العمل الخيري كل في مجال عمله بكفاءة عالية حتى استطاعوا تقديم خدمات طائلة لمجتمعهم ووطنهم وأمتهم في مختلف مجالات الحياة من تربية وتعليم وطب وطوافة وإدارة وإعلام وصحافة ودين ومؤسسات اجتماعية وخيرية .. الخ . ولعل ( ملتقى الأحبة ) الذي أسسه بكل حب وإخلاص الأستاذ عبدالحميد كاتب يمثل أهم ثمار مقعد ( بيت الكاتب ) الذي أرجح أنه ثمرة من ثماره وفيض من نبع هذا الملتقى الحبيب وثمرة من ثمار ( بيت الكاتب ) الذي أسسه والده الشيخ محمد أمين كاتب – رحمه الله – ويمثل انطلاقة طموحة من روح وثابة للراحل الكريم الذي نجح بعفويته وشفافيته في رسم المسيرة المثالية لأبنائه وجعل خطاهم راسخة على طريق الحب والبذل والعطاء خدمة لوطنهم الغالي وإسهاماً في رقيه وازدهاره وولاء لمليكهم ونشرا لرسالة دينهم الحنيف .. فهنيئا لآل كاتب .. ولله درهم !.