تظل سيرة الرجال الأفذاذ حية في وجدان وضمير السواد الأعظم من الناس بحكم المعطى المؤشر الذي يقدمه هؤلاء الرجال في ميدان الإنجازات الملموسة وبلادنا عبر مسيرة تاريخها أنجبت رجالاً مؤثرين على صعيد الوطن وفي العالم الخارجي ومن هؤلاء الذين نفخر بهم باسم الوطن الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الذي شارك مع والده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود في توطيد وإثبات كيان الوطن عندما قاد المعارك لقمع المتمردين ولتأسيس الوطن مثل فتح عسير وقمع التمرد الثاني فيه في عام 1338ه والقضاء على ثورة الإدريسي في جازان في عام 1352ه بالإضافة إلى أنه يملك حدة الذكاء مما جعل والده يعينه نائباً عنه في الحجاز وتولي الشؤون الخارجية في المملكة العربية بعد تأسيسها تحت تسمي المملكة العربية السعودية عام 1351ه وقد شارك في تأسيس منظمة الأممالمتحدة بعد انتهاء عصبة الأمم حيث حضر التأسيس في العام 1945م وجعل المملكة أحد الأعضاء المؤسسين لهذه المنظمة الدولية كما أوفده والده إلى بريطانيا وكان عمره صغيراً جداً لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية مع لندن ونجح في مساعيه وهذا يدل على أنه يمتلك حنكة سياسية وحكمة متميزة تضعه يحتل مكانة رجل الدولة الأول وقد كسب ذلك من خلال ممارسته العمل الوظيفي القيادي وهو ابن الخمسة عشر سنة وظل يقدم العطاء الوطني المتقدم حتى توفي رحمه الله وعندما رحل والده الملك عبدالعزيز رحمه الله عن الدنيا عام 1373ه تولى الملك فيصل ولاية العهد مع الإشراف على الشؤون الخارجية للمملكة وكان الساعد المهم والقوي لشقيقه الملك سعود رحمه الله مع توليه رئاسة مجلس الوزراء ثم بعد ذلك تولى سدة ملك للبلاد وفي عهده تطورت المملكة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية ورسخ الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله السمعة والمكانة العالمية بين العالم الخارجي الأجنبي والعربي للمملكة ولم ينس العالم الإسلامي حيث عمل على رفع شعار التضامن الإسلامي بين جميع الدول الإسلامية وعمل على جمع الكلمة الإسلامية وحقق على أرضية الواقع من خلال اهتمامه برفع شعار (التضامن الإسلامي) إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي لازال مقرها جدة وكذلك إنشاء البنك الإسلامي ووكالة الأنباء السعودية وغير ذلك من المؤسسات التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي لازال يرفد العمل التضامني بين المسلمين وقام بزيارات متعددة إلى أغلب الدول الإسلامية وحقق بذلك التقارب والمحبة بين المسلمين كما قام رحمه الله أيضاً بإنشاء رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة التي تقوم بدور مهم بين المسلمين كما أراد الملك فيصل رحمه الله فقد كان فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله رجل الدولة الأول والرجل الذي يدين له كل منصف بعمله المؤثر المفيد في مسيرة بلادنا والعالم الإسلامي معاً عمل من أجل دينه ووطنه وتلمس الحلول المجدية لكل ما ينفع الناس. أسكنه الله فسيح الجنة.