ليس هناك شك أن الطالب المنتظم في استذكاره منذ بداية العام الدراسي ، والمتقن لأداء المهام والأنشطة المطلوبة منه حسب توجيهات معلمه ، فإنه لن يجد صعوبة في الاستعداد للاختبارات حيث إن ما عليه سوى الاسترجاع والتأكد من الإتقان لكافة المحتوى التعليمي المطلوب والتركيز على النقاط المهة أثناء المراجعة . فالاختبار ما هو الا المحصلة النهائية لما تم اكتسابه من خبرات ومهارات ومعارف وعلوم والتي تم التدريب عليها وممارسة جزء كبير منها بشكل كافٍ . ولكن المشكلة وللأسف أن بعضاً من الطلاب والطالبات يهملون هذه الجوانب ولا يلجأون إلى المراجعة والمتابعة للدروس سوى فترة الاختبارات وبذلك يجدون صعوبة كبيرة في تحقيق الأهداف المطلوبة ، فهناك كم هائل لا يستطيعون مراجعته والتمكن منه خلال فترة الاختبارات . وتعلن حالات الطوارئ في المنزل وحالات استنفار كاللجوء للدروس الخصوصية ومواصلة الليل بالنهار للمتابعة والمراجعة ، وهذا يستدعي شرب المنبهات وغيرها مما تسبب الكثير من التوتر والقلق لدى الطالب. كما يعتبر دور المعلم أساسيا في تهيئة الطالب نفسيا ودراسيا داخل الفصل منذ بداية العام الدراسي للاختبار من حيث إعطاء تدريبات كافية على أساليب الأسئلة وأنواعها من موضوعية ومقالية وطرق الإجابة عليها بطريقة صحيحة. أما قبل فترة الاختبارات فلا بد من تخصيص حصص للمراجعة يقوم من خلالها المعلم بمراجعة لبعض الدروس الصعبة وتوجيه الطلاب لطريقة الإجابة على الأسئلة وتوجيههم إلى أهمية تنظيم الإجابات وحسن الخط وتسلسل الأفكار وترتيبها فكل ذلك عوامل تساعد الطالب على تركيز إجاباته بحيث لا يلجأ إلى الدروس الخصوصية والتي تكلف الأسرة الكثير وترهق ميزانيتها - خاصة إذا كان لدى الأسرة أكثر من طالب - . وتكون المراجعة ليس بطريقة تقليدية تثير الملل لدى الطالب وإنما عن طريق المسابقات والجوائز البسيطة والألعاب التعليمية مما يثير روح التنافس الشريف والحصول على درجات ومن ثم إتقان المادة . كما ان للأسرة دوراً مهماً في تفوق أبنائها لذا لابد من توفير الشعور بالحب والحنان الدائم للأبناء ثم متابعتهم وتشجيعهم وإعطائهم الثقة بالنفس ومساعدتهم على تحديد أهدافهم في الحياة لأنها السبيل لنجاحهم في المستقبل ، وهذا يساعد على التفوق وتحقيق الذات والرضا بالنفس . كما لابد من تهيئة الجو المناسب للأبناء داخل البيت خلال فترة الامتحانات وخلق جو هادئ يساعد على الاطمئنان والراحة والبعد عن أي مشكلات او خصومات تسبب التوتر والقلق. وهناك نقطة هامة وهي أن سبب التوتر لدى الأبناء وخاصة في المرحلة الثانوية إنما يكون بسبب الضغوط عليهم من قبل آبائهم وأمهاتهم الذين يرغبون في حصول أبنائهم على درجات كاملة وتوبيخهم اذا نقصوا نصف أو ربع درجة وذلك تمهيدا للقبول في الجامعة وهذا كثيرا ما يثير القلق والخوف لديهم . بل لابد من متابعتهم بعدم السهر والإرهاق وأن تكون مدة النوم لا تقل عن 4-5 ساعات قبل الذهاب للاختبار حتى يعطي الجسم والعقل راحة كافية . وتوفير جو هادئ وأن تكون المذاكرة بعيدة عن الضوضاء والأصوات المزعجة لأنها تسبب التوتر في الأعصاب . وكذلك مساعدتهم على تنظيم الوقت للمذاكرة والنوم والترفيه لبعض الوقت لإبعاد الملل والضيق عنهم . كما أن عليهم مساعدة أبنائهم على تحديد أوقات وجبات الطعام لمساعدة الجسم على التكيف البيولوجي السليم والهضم . وان تراعي الأم أن تكون وجبات الطعام غنية بالفيتامينات والمعادن اللازمة لتنشيط الدماغ والبعد عن الوجبات الدسمة لأنها تسبب النعاس والكسل وكذلك تجنب اللحوم الحمراء لأنها تثير العصبية والتوتر والتركيز على اللحوم البيضاء والفواكه والخضروات والعصيرات وشرب كميات كبيرة من الماء لتغذية المخ . وهناك نقطة هامة وهي متابعته الأبناء صباحا للذهاب للمدرسة فكثير من الطلاب والطالبات الذين وبعد سهر وتعب في المذاكرة ينامون ساعات الفجر الأخيرة وبالتالي يتأخرون في الحضور صباحا ويكون السبب في ذلك عدم وجود من يوقظهن للذهاب للمدرسة ونوم الأم والأب أيضاً ، وربما يحرم الطالب من الاختبار إذا كان سبب التأخير غير مقبول أو إذا تكرر ذلك منه عدة مرات. ونصيحتي لبناتي وأبنائي الطلاب خلال فترة الاختبارات وضع خطة عامة للاستذكار الجيد حسب المواد في الجدول المدرسي الموضوع للاختبار وما تتطلبه كل مادة من عناصر هامة . كذلك لا بد من البعد عن دواعي الخوف لأنها تسبب التوتر والقلق والاستذكار الجيد المركز وقوة الإرادة والتفاؤل بالخير ، وصرف النفس عن التشاؤم وقبل هذا وذاك التوكل على الله سبحانه وتعالى والثقة به والاطمئنان إلى قدره خيره وشره.