أكد علماء ومفكرون أن «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف» يعد في مقدمة المنظمات والهيئات الإسلامية العالمية التي تضطلع بجهود متواصلة لنشر الترجمات الصحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغات المختلفة. هذا إلى جانب الدور الذي قامت به «رابطة العالم الإسلامي» من قبل بإعداد ترجمات باللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية وغيرها من اللغات المتداولة مثل الأسبانية واللهجات المحلية مثل اليوريا والهوسا والزولو والأفريكانوا والأوغندية والبنغالية والتاملية والتايلاندية علاوة على اللغات التركية والصينية والكورية وقامت بتوزيعها على المسلمين المتحدثين بهذه اللغات، حتى تصل المفاهيم الإسلامية الصحيحة النقية من الأخطاء إلى كافة المسلمين في جميع أنحاء العالم. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد كمال أبو المجد –وزير الإعلام المصري الأسبق- أن مشروع ترجمات معاني القرآن الكريم الذي أنجزه مجمع الملك فهد، جدير بالاحترام والتقدير، بسبب الجهود المبذولة في هذا المجال، والذي استطاع في سنوات معدودة أن يتوفر لكل مسلم ومسلمة نسخة من المصحف الشريف ومعه ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة التي يتحدث بها. وأشار الدكتور عبد الحليم عويس –مستشار رابطة الجامعات الإسلامية- إلى أن هذا العمل له أثر بعيد في نشر هداية الإسلام بين الأمم التي لا تدين بالإسلام، ذلك بأن أساس الدعوة إلى الدين الإسلامي إنما هو الإدلاء بالحجة الناصعة والبرهان المستقيم، وفي القرآن الكريم من الحجج الباهرة والأدلة الدامغة ما يدعو الرجل المنصف إلى التسليم بالدين والإذعان له. وفائدة أخرى للأمم الإسلامية التي لا تعرف العربية وتشرئب أعناقها إلى اقتطاف ثمرات الدين من مصادرها الرفيعة، فإذا ما قدمت لها ترجمة صحيحة تصدرها هيئة لها مكانتها الدينية إلى العالم مثل مجمع الملك فهد، اطمأنت إليها وركنت إلى أنها تعبر عن الوحي الإلهي تعبيراً دقيقاً. الدقة والإتقان وقال فضيلة الشيخ يوسف البدري- عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة- إنه اطلع على بعض النسخ التي أنجزها مجمع الملك فهد لترجمة المصحف، وأنها غاية في الدقة والإتقان، لأنه يورد الآية المراد ترجمتها باللغة العربية ثم ترجمة معانيها باللغة الإنجليزية ثم كتابة الآية بحروف لاتينية حتى يستطيع القارئ قراءة الآية باللغة الأجنبية بحيث تنطق عربياً. وقد جاء في نص الفتوى: «إن كتابة المصحف توقيفية لا يجوز إحداث تغيير فيها.. فقد سئل مالك هل يكتف المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء فقال: لا . وقال في موضع آخر، سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الواو والألف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك قال: لا. وقال الإمام أحمد: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان. وقال البيهقي: من يكتف مصحفاً فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير ما كتبوه شيئاً.