يوم عن يوم يتزايد ارتفاع درجة الحرارة في منطقة الحجاز (مكةالمكرمة – جدة – والمدينة المنورة) كان يوم الثلاثاء الماضي 4/6/1431ه من أصعب الأيام ونحن لا زلنا في بداية شهور الصيف وصلت درجة الحرارة فيه (53) درجة وبناتنا في المدارس يتلقين دروسهن في هذا الصيف الشديد ذكرت لي إحدى المعلمات في مكةالمكرمة عن حالة المكيفات بالمدارس فقالت هناك نوعان من المكيفات الوحدات (سبلت) التي تم تركيبها حين استلمت المدارس الجاهزة وهذه عفا الزمان عليها بعضها سحب للصيانة ولم يعد والبعض الآخر موجود بالفصول ليعشش الحمام عليها فيثير القلق والفزع بين الطالبات ووحداتها الخارجية الموجودة في أسطح المدارس لا نعلم أين ذهبت ربما أخذها الحمام ليعشش بها في مكان آخر. أما النوع الثاني فهي مكيفات الشباك والطبيعي جداً ان واحداً يعمل والآخر لا يعمل كما أن التي تعمل توجد في مواقع غريبة داخل الفصول الدراسية فأغلبها مركب أمام باب الفصل في اتجاه وقوف المعلمة فإذا رفعت شبك المكيف إلى الأعلى تبعثر الهواء ولم يغطي مساحة الفصل وكثافة الطالبات وأصبح حالها كالطلبات وهي التي تقف طوال الحصة لشرح الدرس وإذا وجهت الشبك على الأرض تسبب هواء المكيف في مشاكل أخرى علماً بأن أغلب المكيفات ليس لها شبك يتحرك بصورة جيدة ويوزع الهواء داخل الفصل أما الطالبات فحالهن يرثى له بعد الحصة الرابعة الجميع في حالة إعياء وثلاثة أرباع الفصل رؤوسهن على المكاتب من شدة الحرارة ولا حياة للمعلمة التي تنادي وتشرح الدرس. هذا حال البيئة التعليمية في مدارسنا. دائماً أتساءل وقد كنت مديرة مدرسة لمدة خمس سنوات واعرف مقدار ما يدخل من المقاصف المدرسية على المدرسة لماذا لا يتم توفير احتياجات المدارس المكتبية السنوية من إدارة التعليم ، ويستخدم كامل المبلغ المحصل من المقصف خلال العام الدراسي في ترميم وإصلاح المدرسة (بعد سحب جزء أسهم الطالبات) وتوفير المكيفات اللازمة للمدرسة لو تم العمل بهذه الآلية خلال خمس سنوات سيكون لدينا مدارس نموذجية وبيئات مدرسية على أحسن مستوى ويمكن لإدارة التعليم بعملية إدارية واعية تشكيل لجنة لمتابعة هذه الأعمال وأنا على يقين أنه بالإمكان الاستفادة من عوائد بعض المدارس لتحسين مدارس أخرى. أتذكر في إحدى السنوات وقبل أن تحول المقاصف إلى شركات استطعت خلال سنتين بموافقة مدير تعليم المنطقة ومن احتياطي المدرسة من المقصف أن أغير جميع المكيفات المعطلة في الفصول الدراسية. لأن عوائد المقاصف المدرسية ليست بسيطة إنها مبالغ كفيلة بأن تجعل المدارس في أفضل مستوى لها. إن جميع من يعملون في المدارس يدركون أن هناك أكثر من طريقة للوصول للجودة أو لنقل تطوير وتحسين البيئة التعليمية وتلمس إدارة التعليم ذلك.