نظم وادي الرياض للتقنية أمس الاول ورشة العمل الأولى في مجال المياه “الحاجة الوطنية.. الحلول المبتكرة”. وقد تحدث معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان عن الدور الذي تبناه معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين في إنشاء شركة وادي الرياض للتقنية مثمناً جهوده في إنشاء مثل هذه الشركات ودعمه المتواصل خاصة وان وجود شركة مثل وادي الرياض سوف تفتح أفاقا جديدة أمام جامعة الملك سعود لخدمة الوطن. وأشاد بعنوان الورشة “ الحاجة الوطنية والحلول المبتكرة “ مؤكداً أن الإبداع والابتكار والاختراع والتميز أصبح جزء رئيسي من أدبيات التعليم العالي والبحث العلمي في هذا القرن. وقال إن من حسن حظ جامعة الملك سعود أنها تمتلك خبرات وطنية عملاقة في مجال المياه وفرت لهم الجامعة كل الإمكانيات من اجل الإبداع والتميز مؤكدا أن وزارة المياه والكهرباء سوف تولى هذا الموضوع كل الاهتمام وتوفر لهم كل الإمكانيات للنهوض بهذا المجال والتعاون من اجل حلول جيدة وسريعة لمشكلات المياه. وأشار الدكتور العثمان إلي أن المياه وأبحاثها وابتكاراتها أصبحت ضمن الخطة الإستراتيجية لجامعة الملك سعود والتي توليه الجامعة جزء كبيراً من اهتمامها وذلك نظرا للحاجة الوطنية الملحة جدا للحفاظ على المياه والترشيد من الاستهلاك وخاصة وان المملكة العربية السعودية من اشد البلاد حاجة للمياه. بعد ذلك اثنى معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين على الورشة واختيار الماء ليكون عنواناً لها، مما يعبر عن مدي اهتمام الجامعة بهذا الموضوع الحيوي للمملكة, وذكر معاليه أن مشكلة المياه في العالم تتمثل إما في ندرتها بما يلبي احتياجات النمو السكاني المطرد سنوياً، أو بتلوث هذه المياه في حالة توفرها بالملوثات المختلفة من صناعية أو مواد بترولية وكيماوية وفضلات بشرية ومبيدات حشرية كما أن قلة الوعي لدى كثير من مستخدمي المياه من خلال عدم الاهتمام بالمحافظة على المياه من التلوث والاستنزاف الجائر لهذه المياه يعتبران من أهم مشاكل المياه, وخلال الخمسين عاماً القادمة سيزيد استهلاك الماء بنسبة كبيرة جداً على فرض توفره إلى أكثر من مائة في المائة , كما تشير التقارير العالمية من البنك الدولي وخلافه. وقال “ نحن في انتظار ما تجود به التقنية من حلول ولابد من معالجة واقعنا ونرشد من استهلاكنا للمياه , ففي الثلاثين سنة الماضية استهلكا قرابة 500 مليار متر مكعب من المياه زراعيا ومدنياً , وتلبي تحلية مياه البحر التي تم تبنيها كخيار استراتيجي لمعاضدة مياه الشرب نصف الاحتياجات من مياه الشرب في المملكة ، حيث ننتج حوالي 20% من إنتاج العالم من مياه البحر المحلاة وما نسبته 42% من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي على الرغم من ارتفاع تكلفة مياه البحر المحلاة. وأشار معاليه الى انه من الأهمية الانتباه للهدر في مياه الري للاستفادة القصوى منها , والاستهلاك البلدي يعاني الكثير من سوء الاستخدام , كما نعاني كذلك من تسرب المياه في الشبكة فلدينا تسرب مياه في الشبكة لايقل عن 20% ومعني هذا أننا نفقد يومياً قرابة مليون و200 ألف متر مكعب من المياه في الشبكة قبل وصولها للمستهلك. وقال معالي وزير المياه والكهرباء “ نأمل أن نهتم بهذا الجانب حيث خصصت الوزارة مليار و200 مليون ريال للكشف عن هذه التسربات وإصلاحها وستعطي إن شاء الله ثمارها ونأمل خلال 10 سنوات أن نصل بالتسرب إلي نسبة 5%. من جهة اخرى أوضح مساعد وكيل الجامعة بوادي الرياض الدكتور رشيد بن مسفر الزهراني أن الهدف من إقامة هذه الورشة هو الإسهام في تحقيق رؤية جامعة الملك سعود في تقديم الحلول الناجحة في معالجة مشاكل المياه عن طريق التعاون والتنسيق بين كراسي البحث والبرامج المختلفة لأبحاث المياه في الجامعة وذلك بالتعاون مع المنظمات الحكومية والخاصة المهتمة بمشاكل المياه وحلولها التطبيقية. وسيستعرض باحثون وعلماء مختصون في مجال المياه تحديد المشاكل والحلول المستدامة للمياه في المملكة عن طريق الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال البحوث والتطوير. فيما أوضح مشرف إدارة البحوث في وادي الرياض للتقنية الدكتور خالد بن محمد الخرفي أن الورشة ناقشت المشاكل المتعلقة بالمياه والمبادرات الحالية والمستقبلية لمعالجة تحلية وحفظ وتحليه المياه في المملكة العربية السعودية والمنطقة، بالإضافة إلى استكشاف حلول مبتكرة وتقنيات حديثة من أجل الحفاظ على المياه وملاءمتها للاحتياجات المحلية ودراسة الجوانب الاستثمارية لأبحاث المياه وإمكانية الاستفادة منها في وادي الرياض للتقنية. وأفاد مستشار الطاقة في وادي الرياض للتقنية الدكتور عصام بن عبدالعزيز العمار بأن الورشة قد جاءت في خضم تحديات تواجه المملكة في إنتاج المياه بسبب محدودية المياه نتيجة شح الموارد المائية الجوفية والسطحية وارتفاع التكلفة مقارنة بباقي دول الخليج العربي. وأشار أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية تعتبر أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، حيث تقوم حالياً بإدارة 30 محطة تحلية يبلغ إجمالي الانتاج من الماء قرابة ثلاثة ملايين متر مكعب يومياً. وهنا يبرز تحدي في مستقبل المياه في السعودية في ظل التنامي السكاني والاقتصادي التي يزداد الطلب بنسبة 7 في المائة سنوياً في المملكة، وهذه نسبة نمو هائلة تشكل عبئاً مالياً على إنتاج مصادر الطاقة في المملكة، يتطلب 70 مليار ريال لإنشاء محطات تحلية. وقال “ إن تطوير واستخدام تقنيات الطاقة الشمسية في تحلية المياه المالحة بتكلفة لا تزيد عن 1.5 ريال للمتر المكعب مقارنة بالتكلفة الحالية التي تتراوح من 2.5 إلى 5.5 ريال للمتر المكعب. واوضح أن تحلية المياه المالحة هو الخيار الاستراتيجي لتأمين مياه الشرب، نظراً لارتفاع معدل استهلاك الفرد في المملكة من المياه يصل ما معدله 286 لتراً من المياه يومياً، وهو ثالث أعلى معدل استهلاك في العالم بعد الولاياتالمتحدة وكندا. وهذا يمثل تحدي آخر ولذلك يجب التعاون على إنجاح حملة “ترشيد استهلاك المياه في المملكة العربية السعودية”.