الحياة سلسلة متعاقبة ومراحل متتالية ؛ والنجاح شيء مهم وضروري لحياة كل إنسان , ومن منا لا يتمنى تحقيق النجاح ؛ فهو ذلك الشعور العجيب الذي يضمن السعادة الغامرة بالإضافة لكونه دافعا للمزيد من العمل والكد وبذل الجهد والكفاح. أما مفهوم التميز Excellence لدى الفرد فيشير إلى قدرته على إنجاز نتائج غير مسبوقة يتفوق بها على نفسه وعلى الآخرين , وأن يتحاشى قدر الإمكان التعرض للخطأ أو الانحراف ؛ وذلك من خلال الاعتماد على وضوح الرؤية وتحديد الأهداف والتخطيط السليم والتنفيذ المتقن والتقويم المستمر , وبالطبع فإن الالتزام بهذا المفهوم سوف يؤدي إلى نجاح وتميز الفرد سواء كان في عمله أو في حياته بشكل عام. إن الوصول إلى ذروة الأداء الشخصي عملية ديناميكية تجعل الإنسان في حالة رضا ذاتي عن نفسه وعن عمله , غير أنه يرتقى بنفسه عن أقرانه فيصبح شخصية منتجه جذابة وقوية , ويعد الإخلاص والتفاني والأداء الجيد في بيئة العمل عملية مطلوبة من كل المنتسبين لمنشأة معينة ابتداء من رئيسها ووصولا إلى أصغر عامل فيها. ويعد الوصول إلى النجاح والتميز عملية ليست سهلة , بل تحتاج إلى إرادة قوية وصبر طويل ورؤية واضحة ومراجعة مستمرة للنفس , بالإضافة إلى القدرة على توظيف خبرات الفشل والنجاح الحاصلة مسبقا للاستفادة منها في المواقف الجديدة والمختلفة. وهنالك العديد من الطرق التي ينبغي الإشارة إليها لتحسين الأداء في بيئة العمل , ولعل أهمها يتجسد في التنمية العقلية الذاتية , وتحسين المهارات العملية , والقدرة على إدارة الذات والتحكم فيها , والحرص على دراسة أهداف السلوك الإنساني والعمل على استغلالها وتوجيهها على النحو المطلوب , وتحسين مهارات التواصل والاتصال البشري , بالإضافة إلى توظيف الحوافز الإيجابية والسلبية , والقدرة على اكتساب بعض الصفات الاجتماعية الموجبة والتعامل من خلالها. يقول العالم والإداري فليرFlair : إن عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل , والناجحون هم أناس عاديون تميزوا بمستوى عالٍ من التفكير , وقاموا بتطوير إيمانهم بقدراتهم وبأنفسهم وبما يفعلون وينتجون , فهم أناس أيقنوا بأن النجاح ليس ببعيد , وهو فقط يحتاج إلى تخطيط وتنظيم واستعداد وتفاعل دقيق وسليم في سبيل الحصول عليه والاستمتاع به. وقفه لنرتقي : هنالك خط رفيع بين النجاح والفشل , وبين العادي والمتميز , ولنرتقي بأنفسنا علينا أن نملك الرغبة القوية والقدرة المترافقة بالعمل لنصنع مستقبلا زاهرا ومتألقا.