أخطر الاضرار في الحياة هو الغش والتزوير واستغلال طيبة الناس وثقتهم المفرطة في الطيبة وهذا لاشك ملموس ومشاهد في ميدان الممارسة الحياتية بل اصبح التزوير والغش ظاهرة من جملة ظواهر مشينة موجودة ضمن المشاكل الموجودة بفعل ما طرأ على مسار حياة المجتمع السعودي نتيجة التواصل مع الشعوب الأخرى والاستفادة من الحاجة الى عاملين في البلد والجري وراء المادة والجاه وغير ذلك وبذلك تسود هذه الظاهرة المخيفة لانعدام الوازع الديني والأخلاقي دون مراقبة صارمة من الأجهزة المسؤولة واخطرها في مجال الصحة عندما يصبح الغش والتزوير في مجال الطب والغذاء والتعليم فقد نشرت جريدة عكاظ يوم 9/5/1431ه استطلاعاً صحفياً بعنوان أطباء وفنيون بشهادات مزورة وفيه ان الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ضبطت (1200) شهادة مزورة ورفضت الهيئة (1700) شهادة أخرى ومنع (15202) ممارس من العمل وكشف خلال الست اشهر الماضية (162) حالة تزوير ووجد أن معظم التزوير حدث من دول في شرق آسيا محصورة في البصريات والتمريض وفني أشعة وغيرها وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية تلاحق السلطات فيها (180) خليجياً نشرت اسماؤهم في القائمة السوداء حصلوا على شهادات دكتوراه مزورة والكثير حصل حرف على الدال من دول عربية مجاورة بلغت قيمة شهادة الدكتوراه فيها بحوالي خمسة عشر ألف ريال فقط دون المطالبة بشهادة الماجستير من الجهات المانحة لهذه الشهادات المزورة وقد منحت بعض الجهات الرسمية عدم الاعتراف بهذه الشهادات وفي ظني ان من يحاول استخدام كلمة دكتور بشهادة غير معترف بها يعاني في حقيقة الامر من أمراض نفسية وأن من يحاول غشر الناس بأي وسيلة يعتبر مجرماً في حق نفسه والأخرين وخاصة في ميدان الطب والغذاء لأن هذا الشخص ومن تعاون معه وسهل له الغش مارس عدة أمور تنافي مبادىء ابسط الحقوق الانسانية ووقع في أساليب الغش والتدليس مع ضعف في الشخصية السوية لأنه فقد مقومات الانسان العاقل المتزن وسار بالفعل ضمن مسارات خاطئة في السلوك الانساني واتجه للعبثية وارتكب الاخطاء المتكررة في حياته وضد من يستهدفهم بالخدمة وبصفة خاصة في الصحة والحياة واقول ان أبا الطب ابقراط قد سن قانون الطب العالمي ومن ضمنه هذا القانون القسم المعروف الملزم لكل ممارس لهذه المهنة الشريفة المسمى في قانون ابقراط (القسم) واين هذا القسم المفروض على الاطباء من الالتزام به ان الواجب يدعونا الى المحاسبة والمتابعة لكل مزور في جميع التخصصات الخدمية وايقاع العقاب على هذا المزور سواء من ابناء الوطن أو غيرهم كما يجب محاسبة قاسية مع التشهير لمن جلب هؤلاء المزورة شهاداتهم بفعل المصالح الشخصية وخاصة لجان التعاقد في الخارج والداخل وعمل لوائح وأنظمة تضبط العملية والاسلام يحارب الغش على مختلف انواعه (من غشنا فليس منا) أي أن الغشاش يخرج من ملة الإسلام لأنه يضر المسلمين وغيرهم والمجتمع الصالح يجب أن يحمي نفسه من الفساد والمفسدين ويعمل جميع أفراد المجتمع متوحدين ضد الأضرار ببنية الأمة ومحاربة أنواع الغش والتدليس بكل قوة والتحلي بالأخلاق الفاضلة والأمن والامان ولا يجب استمرار الاخطاء القاتلة التي تحدث من خلال تفشي الغش والتزوير في السنوات الأخيرة وهذا نجده يومياً ينشر في الصحافة السعودية تحت عنوان (أخطاء طبية) فيه الوفاة والاعاقة المستديمة نتيجة أخطاء هؤلاء الاطباء المزيفين فمتى يقضى على هذه الاخطاء الطبية من اجل سلامة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة؟ حمى الله الوطن والمواطن من الفساد والمفسدين والسلامة من كل أذى.