افتتح معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة مساء أمس الأول الملتقى الحواري الثالث عن “ الترجمة ودورها في تعزيز التقارب بين الثقافات “ وذلك في منظمة اليونسكو في باريس ، والذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة “ يونسكو “ وأوضح بن معمران كثيرا من كنوز المعرفة والتي تشكل ثقافة عالمية مشتركة للجميع ما كانت لتعرف لولا الترجمة وجهود أناس مخلصين عملوا لإثراء المعارف العالمية بإسهامات جليلة علمية وأدبية ، وقال : هذا الملتقى يأتي لتعزيز هذه الفكرة ومنحها دفعة جديدة والتذكير بدور الترجمة في تجديد معارفنا وإثراء حياتنا عبر تقريب المسافات بين الحضارات المتنوعة ، ولأن المعرفة إحدى غايات الإنسانية السامية أنشئت جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة ،والتي تأتي في سياق دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات الإنسانية ، ضمن مبادراته الهادفة إلى بناء وتمتين جسور التواصل الثقافي بين الأمم ، سعيا لتجاوز الاختلاف الذي يولده الجهل والخوف ، وبهدف الوصول لعالم آمن مطمئن ، وأضاف : من هذا المنظور الإنساني والكوني الشامل تنطلق إستراتيجية مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بهذا المشروع العالمي للترجمة بطموحات تهدف إلى تأكيد الدور الثقافي في قضايا التنمية ، والاهتمام بتكامل الوسائل والوسائط المعرفية والثقافية وذلك من المنظور الذي يرتقي بكل حواس الإنسان وقدراته ، وتوسيع دائرة القراءة المستنيرة التي تدعو الى قيم الحوار والتنوع ، وتشجيع الترجمة وإطلاق فعاليتها من منطق معرفة الآخر والتواصل معه ، والمساهمة في الحفاظ على التراث الحضاري والإسلامي المضيء ، كما تهدف إلى الإسهام في المنظمات الدولية والوطنية لدعم ثقافة التنوع الخلاق والإفادة من خبرات الآخرين والتعاون معهم في الأهداف الإنسانية المشتركة وقال فيصل بن معمر : إننا في جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة نتطلع إلى أن تكون الجائزة إضافة نوعية لمشاريع الترجمة القائمة في العالم وأن تعطي أعمال الترجمة قوة دفع تستكمل الجهود السابقة والقائمة وترفدها بأعمال جديدة تعم فوائدها مجال الترجمة الحيوي الذي يشمل بدوه كل مجالات المعرفة الإنسانية الأخرى . وقد شارك في الملتقى ثلاث متحدثين هم الدكتور تشونغ جيكون رئيس قسم الأدب واللغة العربية بجامعة بكين والسيدة كاتريا ستينو رئيسة قسم الثقافة بمنظمة اليونسكو والدكتورة هند السديري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ، وقد رأس الجلسة الدكتور ديمونيك بوديس مدير معهد العالم العربي بباريس ، وقد أكد المشاركون أهمية الترجمة في تعزيز مفهوم الحوار بين الثقافات والتبادل الفكري والمعرفي بين شعوب العالم ومد جسور التواصل والوصول بالمعلومة إلى الآخر ، وقد ثمن المشاركون دور جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في إحداث حراك معرفي وثقافي عالمي يهدف إلى تعزيز مفهوم الحوار بين الثقافات ، كما ناقش المشاركون أهمية الوسائل الفاعلة في دعم نشاط الترجمة والنهوض بمستواها من خلال عدة قنوات فكرية وجهات تعليمية ، وإشكالية المصطلح وكيفية تجاوزها. التأسيس لمعايير علمية للترجمة من وإلى اللغة العربية. كما دعا المشاركون إلى النهوض بالترجمة من وإلى اللغة العربية إلى مستويات أفضل؛ عبر استحداث ودعم المترجمين وبرامج ومؤسسات الترجمة، وتذليل كل الصعاب التي تواجه صناعة الترجمة لاسيما في الدول العربية. بالإضافة إلى ضرورة توحيد جهود الترجمة العربية تحت مظلة جامعة تحقق الترابط بين المؤسسات والأفراد؛ بما يضمن عدم تكرار الجهود أو تشتتها ، وتحديث وتطوير برامج التدريب المقدمة للمترجمين من المبتدئين وطلاب كليات اللغات في الجامعات العربية، وتعزيز دورهم في خدمة الحراك الثقافي والعلمي.