ضمن البرامج الدعوية والثقافية المصاحبة لمنافسات الدورة الثانية عشرة للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد حالياً في فندق قصر الرياض بمدينة الرياض، القى الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة الأستاذ صلاح فطاني مساء أمس الأول محاضرة في قاعة الاجتماعات الرئيسية بالفندق بعنوان : (الإعجاز العلمي للقرآن الكريم). وقد استهل الأستاذ فطاني المحاضرة - التي ألقيت بعد صلاة المغرب وحضرها المشاركون في المسابقة ، والمرافقون لهم - قائلاً: إن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز ، الموحى به إلى خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم والمحفوظ في المصحف الشريف ، بنفس اللغة التي أوحى بها (اللغة العربية) وعد الله بحفظه فقال ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وأمر بتدبره حيث قال (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) وذم المعرضين عن تدبره بقوله (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). وعرف فضيلته الإعجاز العلمي بأنه: مطابقة الحقيقة العلمية لدلالة النصوص الكونية الواردة في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة قال: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد). لقد كانت معاني كلمات القرآن الكريم واضحة المعاني لدى الصحابة أجمعين ، ولكن الكيفيات كانت غير معروفة في بعض الأحيان، وقد وعد الله بكشف هذه الكيفيات بعد حين ، يقول عمر بن الخطاب كنت أتلو قول الله (سيهزم الجمع ويولون الدبر) فكنت أقول في نفسي !. أي جمع سيهزم؟ وكيف سيولي الدبر؟ ثم قال ولما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في درعه يوم بدر ويتلو قول الله تعالى : (سيهزم الجمع ويولون الدبر) يقول فعرفت أي جمع وكيف ولى الدبر!. لقد تكشف لعمر رضي الله عنه معان أوسع للآية الكريمة لم تعرف عند نزول هذه الآية وهذا تحقيق قوله (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين). وواصل الشيخ صلاح فطاني قائلاً: وإذا تدبرنا القرآن الكريم نجد أن هناك أكثر من ألف آية تحتوي على اشارات كونية لم تكن كيفياتها معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي ، ولا لقرون متطاولة من بعده، ثم أخذت هذه الكيفيات تتكشف في زمن العلم، لتشهد على صدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أربعة عشر قرناً من الزمان. بعد ذلك توقف الأستاذ فطاني عند عدد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية حول اعجاز القرآن الكريم شارحاً إياها فقال: في مجال علم الفلك: قوله (فلا أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم ) ، وقوله: (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ، لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) وفي مجال علم الأرصاد قوله: (والسماء ذات الرجع) ، وقوله (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) وفي مجال علم الأرض : قوله: (والجبال أوتاد) وقوله (أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هم تمور) وفي مجال علم البحار، قوله (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).