كم هي هذه الدنيا غادرة لم لا وهي التي سُميت بالفانية ولكنها تحمل في طيات صفحاتها حكايات كانت قصة الأمس قصص الأمس بما فيها من فرح وسرور واتراح وقبور وابتسامات وحبور وقلب مكسور هذه الاحوال صنيعة الانسان والجان وان كان انتشارهم في الأرض وتكاثرهم لعبادة الواحد القهار وفي ذات لعمارتها، بالتكاثر وهذه من مهمات السنة الشريفة على صاحبها افضل وأزكى التحيات المباركات والصلوات الطيبات ويمضي قطار العمر مسرعاً وصدى السنين يردد وضاع العمر يا ولدي ولكن العزاء الوحيد والسلوان الفريد هو ما تحقق من سجل ناصع البياض مسجل بالصوت والصورة والزمن وحتى الخطى المحسوبة بدقة متناهية الصغر عند خالق الذرات رب الارضين والسموات سبحانه وتعالى وهناك امثال تضرب وتذهب مذاهب الحكم ومنها الانسان ابو شعر اسود وفي ظني ان هذا المثل واشباهه كناية عن عدم تقدير المواقف والظروف والحكايات التي تنسجها الخيالات في غفلة عن الحقائق الغائبة، ولو شئت قل الحقائق المغيبة بفعل فاعل وان كانت هذه الحقائق دامغة ومسجلة في الكتب المنشورة يوم العرض الأكبر والاستجواب مع الملك الديان سبحانه وتعالى بلا ترجمان ولكن؟ ضع تحتها عشرات الخطوط بكل ألوان الطيف. كم من ظلم وقع من الانسان على اخيه الانسان، مرة باسم تسميه الاشياء بمسمياتها المغلوطة ومرة ثانية باسم انا ومن بعدي الطوفان وثالثة باسم صنعة أبوك لا يغلبوك ورابعة سر الصنعة وخامسة الصمت المطبق وسادسة استعمال الاشخاص في زمن محدد، لدور محدد ولأهداف محددة ثم تطمس حقائقه او انجازاته لو شئتم، أليس هو الأجير، حتى الثناء عليه يمزج بالهوى والسيطرة لانه اجير، حكومي، أهلي، خاص فكم من الويلات والنكبات ابتلي بها الانسان من هكذا تصرفات تجير لتسمية الاشياء بغير مسمياتها والتي سردت بعضاً منها في بداية هذه السطور المسجلة عند كتابتها من لدن رقيب عتيد. وفي كل الأحوال هذه الدنيا كتاباً وانت يا من تمشي في مناكبها فيها الفكر، وعندما تطفىء الشموع وتخبت القناديل، تشتعل صراعات التكريم الباهت والتمجيد لمن ارم تحت الثرى منتظراً اخذ الحقوق التي لا مساومة عليها ولا ضغط ولا اكراه، يوم العرض الأكبر او تحتمل فوضى غير خلاقة وغير أخلاقية التي سكنتها في وجدان بني البشر كوندليزا رايس وعصابتها خصوصاً في المساحة الجغرافية من هذه الارض الكروية التي تسقط من عليها ساعة دورانها لولا الجبال الأوتاد التي خلقها من بيده الامر كله سبحانه وتعالى. وهذا سيد الثقلين يعلمنا (اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان) او كما قال صلى الله عليه وسلم ونرى اليوم من يُحرف الكلم عن مواضعه ويحاسب على النيات وحتى الحركات والسكنات بزعم الخيال الذي نسجه وفق الافق الضيق والمساحة التي يعيشها وحده دون غيره، ومن هنا تتكالب الاكلة على القصعة، دون ان يفرنقعوا خصوصاً عند المتلونين الذين يعطون من طرف اللسان حلاوة ويروغون كما تروغ الثعالب، وليت هذا الصنف من البشر يحاول اصلاح ما افسده الدهر. فكم من يتجنب الاضواء الحارقة وهي تلاحقه اتدرون لماذا؟ لانها مشيئة الله، والسبب؟ ان فوق كل ذي علم عليم، وبنظرة فيها الكثير من الآمال وبصيص الغير محال (يتحقق : ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال) فليت شعري يُقرأ ويفهم او يدفن تحت الثرى يوم يدفن كاتبه. وكم من بشارات اصبحت في حكم اللامنتهي وابشر موضوعك منتهى وتبقى الآمال معلقة حتى اشعار آخر، فسبحان مقلب القلوب والاحوال الذي نسأله تعالى بأن يحول حياتنا الى احسن حال انه ولي ذلك والقادر عليه. (من خير الكلام) (ولا تمنن تستكثر) صدق الله العظيم