لا ادري حتى الساعة ما هو المدى الذي وصلت اليه دعوة حقوق الانسان ممثلة في السيدة التي كان حديثها في جدة ومن ثم البحرين.. واضحا عن حقوق المرأة في الخليج العربي بل في العالم العربي.. تلك السيدة التي كان همها اولا واخيرا هو احترام النصف الآخر واعطاؤه حقوقه كاملة.. اقول لا ادري لكنني متأكد ان الرسالة قد دوت واخذت مسارها ومن هنا لابد ان نعي اننا أمة ليست خارج التاريخ الحديث وان المفترض ان نتدبر الآلية وان نتيقن ان الحضور البشري له التزاماته ومفهوم حضاريته في هذا الزمن.. والمكاشفة في الاصل لابد ان تأخذ وقتا كافيا لكي تستكمل الدراسات وتأخذ شكلها الطبيعي.. والخطوات الفعلية هي التي تؤكد للمواطن مصداقية هذا من عدمه ولا أظن الا اننا مقبلون على ما هو في خير المواطن الانسان من كل الوجوه هذا تفاؤلا والمسؤولون فيما يرشح من اللقاءات المتكررة مهتمون بهذا الجانب وعلينا ان نكون متفائلين وان نساعدهم ما استطعنا مع التأكيد على سعة الهامش وانه آن اوان المراجعة والبحث الجدي. اما المرأة وأولويات ما تتوخاه من الحوار الوطني او من جدوى خطابها المزمن الملح وهمها كانسان له حقوقه وواجباته فعليه اقول : وهذا رأيي ان المرأة هي السيدة الام والاخت ولعل ما تتحمله من الاعباء اضخم مما يتحمله الرجل ولكن باحمال هي نصف جسد المجتمع، وبدونها يعتل هذا الجسد ولا يمكن ان يؤدي ما عليه كاملا. كنا في الجنوب الغربي من بلادنا ونحن اطفال صغار نرى امهاتنا وخالاتنا يزاولن الأعمال في الرعي وفي الحقل وفي القيام بالأمور المشاهدة وليس هناك تبعيض فيما يقمن به ولا ادري ما هو المانع من اعطاء المرأة حقوقها وخيارها في العيش خاصة وان الزمن الحاضر له معطياته ومقتضيات مناشطه.. والانسان العاقل من يدرك خيوط اللعبة ومن ينأى بنفسه عن الاشياء التي تتورم وتأخذ شكلا يصعب السيطرة عليه، والسيدة في هذه البلاد قد حذقت كثيرا من الدعاوى ووصلت الى مراحل من العلم والدراية كما ان العالم اصبح مفتوحا وميسرا بفضل حركات التوصيل بشتى أنواعها والذي يشفع ان المرأة عندنا ذات فطرة وعقيدة وانها لم تصل الى العمر المهيأ لمثيلاتها الا وقد حصنها الأهل والمجتمع بمعرفته وخصوصيته.. واظن ان من يخمن انه لازال يقرأ ويكتب ويفكر للناس قد صارت من عداد الماضي والذي لا يريد لنسائه ان يأخذن حقهن كنساء البشر فعليه تبعة ذلك. وكما قلت آنفا انا لا أبعض مطالب المرأة.. انا ارى ان للمرأة خيارها في الالتحاق بما تريده من التخصصات الدراسية ولها ان تلتحق بالجهات التي تطمح الى المشاركة فيها مهما كانت.. وان استئثار الرجل بمناشط كانت من حقه دون سواه في عرف المجتمع لم يعد لها قبول البتة.. بل ربما ستكون من معوقات هذا المجتمع ومما يحسب عليه تاريخيا واؤكد ان هناك فئات من المؤججين والحاقدين علينا بودهم ان لا نصلح انفسنا وان لا نتدارك ما فات برؤية البصراء، فلتقد المرأة السيارة ولتلتحق بالمرفق الذي تريد ان تكمل تعليمها فيه ولتخدم وتعمل في الجهة التي تريدها ويبقى النظام والعدالة لمن خالف او كابر او اجترأ على المصلحة العامة..