اختتمت مؤخراً في مسقط ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان (الفقه الحضاري - فقه العمران) التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان ، واستمرت لمدة أربعة أيام وكان من بين المحاضرين فيها السيد د. عبدالله فدعق والذي أشار في بحثه إلى أن (مقاصد الشريعة وحماية البيئة) فضاء فسيح يتسع لكثير من المقاصد والمعاني التي خاضها ويخوض فيها الناس بمختلف اختصاصاتهم ، وبعد أن عرف المحاضر المقاصد الشرعية وحدد مفهوم البيئة قسم بحثه مقاصد الشريعة إلى أربعة أقسام ، مقاصد عقدية وفقهية وثقافية واجتماعية ففي المقاصد العقدية تكلم عن معرفة الله تعالى وأورد بعض الآيات القرآنية التي تدل على الكون العظيم المحيط بنا من أرض وسماء منها (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) كما تكلم عن شكر النعم ، أما قسم المقاصد الفقهية فأشار فيه إلى رعاية ووقاية البيئة من خلال أمور كثيرة منها عدم الإضرار بالبيئة تبعاً للقاعدة الفقهية لا ضرر ولا ضرار ، واحياء الأرض الموات وهي الأرض التي تعمر حيث شبهت العمارة بالحياة وتعطيلها بفقد الحياة ، كما تكلم عن اقامة المحميات والغرز والزرع والنهي عن قطع الشجرة تبعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار) وأشار إلى احياء الحسير وإنقاذ حياة الحيوان والنهي عن قتل أنواع منها مثل النمل والطير بغير حق ، والضفدع والهرة أما المقاصد الثقافية فتكلم فيها عن توفير الحياة الآمنة، وحماية المصالح العامة وتكلم في المقاصد الاجتماعية عن النظافة وحث الدين عليها (التطهير) والنهي عن التخلي في الطريق والتبول في الماء الراكد واماطة الأذى عن الطريق ، وختم المحاضر بحثه بقوله : الحفاظ على مكونات البيئة يعتبر أمراً شرعياً وذلك حتى لا يحدث خلل في الكون ولابد من تربية النشء على الوعي البيئي وتبصيره بحقيقة الموقف الإسلامي الأصيل من البيئة ورعايتها عبر وسائل التثقيف المختلفة، وإيقاظ الضمير الديني في رعاية البيئة. شرح