افتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة (سابك) مساء أمس أعمال اجتماع (سابك) الفني التاسع تحت شعار (تحفيز الإبداع) والذي يستمر لمدة أربعة أيام وذلك في قاعة الهيئة الملكية للمؤتمرات بالواجهة البحرية بالفناتير . وبدئ الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم . ثم ألقى نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث والتقنية رئيس اللجنة العليا المنظمة لاجتماع (سابك) الفني التاسع الدكتور عبدالرحمن بن صالح العبيد كلمة أوضح فيها بأن الاجتماع يمثل أهمية كبرى لتعزيز الابتكار الفني، وتنامي تبادل المعرفة والخبرات بين الشركات المحلية والعالمية، وتكريس العمل الإبداعي، حيث يطرح 160 ورقة عمل بحث مقدمة من شركات (سابك) ومراكز أبحاثها في داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى عشرين ورقة بحث ستقدمها الجهات المشاركة في المعرض، وبحضور ما يقارب 1500 مشارك، وتتناول هذه الأوراق المتميزة عدداً من المواضيع الحيوية التي تشمل تطوير عمليات التصنيع وتأكيد الجودة والبحوث التحليلية في تجمع فني صناعي فريد يضم متحدثين عالميين ذوي خبرة في عالم الصناعة والإدارة والجودة المهنية والأبحاث العلمية. وأشار إلى أن نجاح اجتماعات سابك الفنية تأتي كثمرة لحرص واهتمام الإدارة العليا ورؤيتها بأهمية هذا الحدث الذي يؤكد مدى اهتمام (سابك) بالأبحاث ويشكل إضافة لما حققته من نتائج باهرة في نيلها العديد من براءات الاختراعات وسوف يكون ذلك عائد على أداء الشركة وعلى تطوير منتجاتها المقترن بخفض التكاليف. ونوه الدكتور العبيد بأن الملتقى يبرز دور الشباب السعودي في المشاركة وفي تقديم أوراق عمل علمية تنافس عالمياً مما يؤكد دأب (سابك) على تنظيم هذا الملتقى باعتباره رافداً لإطلاق القدرات الإبداعية التي تثري عملياتها الإنتاجية والتسويقية والتقنية حيث تتبنى (سابك) الابتكار وتحفز أصحاب الملكات الإبداعية مدركة أن ذلك هو السبيل إلى تنمية إسهاماتها الوطنية وتحقيق طموحاتها الريادية بين كبريات الشركات العالمية. بعد ذلك ألقى سمو الأمير سعود بن ثنيان كلمة عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في افتتاح (اجتماع سابك الفني التاسع) ، الذي يشكل منعطفاً مهماً في مسيرة الشركة ، وإيذاناً بانطلاق حقبة جديدة ترتكز على المعرفة العلمية والثقافة التقنية في إطار جماعي تكاملي تحت مظلة (سابك) بجميع مواقعها حول العالم . وقال سموه إنه حين تأسست (سابك) عام 1396ه كان في طليعة أهدافها الاستراتيجية نقل أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة .. وهاهي الآن بعد نحو ثلاثة وثلاثين عاماُ قد أصبحت شريكاً في عالم التقنية ، تطور وتبتكر وترخص التقنيات الصناعية ، التي تعزز مكانتها الريادية على خريطة العالم الصناعية . وأوضح سموه أن رؤيا (سابك) لتصبح ( الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات) وإستراتيجيتها الطموحة (2020) تعتمد بشكل أساسٍ على البحث العلمي والتطوير التقني ، القائم على الإبداع في جميع الميادين التشغيلية والإنتاجية والتطويرية والإدارية ، ما ينعكس بصورة مباشرة تطويراً وابتكاراً للمنتجات والتطبيقات التي توثق علاقات الشركة بمستهلكي منتجاتها ، وتعينهم على تحسين الإنتاجية من الناحيتين الكمية والنوعية . ولفت سموه القول إلى أن تداعيات (العولمة) وتصاعد حدة المنافسة في عالم صناعي يموج بالتقلبات تضع الشركات أمام تحديات جسيمة ، وعندئذٍ يكون الفوز في مضمار المنافسة للشركات التي تملك التفوق التقني والقدرة على الإبداع والابتكار المتواصليْن ، والجمع بين الميزتين التنافسيتين المعروفتين، وهما الجودة والنوعية ، مع خفض الكلفة الإنتاجية ، الأمر الذي عُنِيت به اجتماعات (سابك) الفنية في جميع دوراتها السابقة ، والحالية أبلغ درجات العناية . وفي ختام كلمته أعرب سموه عن شكره وتقديره لجميع المشاركين في هذا الملتقى من أرباب الصناعة والتقنية ، والعلماء والخبراء والمتحدثين الذين سوف يثرونه بطرحهم جلسات عمل الاجتماع مثمناً في الوقت ذاته جهود اللجنة المنظمة للاجتماع ، وحسن اختيار شعاره (تحفيز الإبداع) ، الذي يحمل في نفس الوقت قيمتين من قيم (سابك) المهنية الأربع ، هما (التحفيز) و(الإبداع) .. أما القيمتان الأخريان (المشاركة) و(الإنجاز) ، فهما ما نطمح إليه جميعاً من هذه الصفوة العلمية القادرة – بإذن الله – على جعل هذا الاجتماع محققاً لأهدافه المنشودة . عقب ذلك عقدت الجلسة الرئيسية الأولى تحدث خلالها صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لشئون معاهد البحوث المتحدث الرئيس في اللقاء عن الإبداع وكيفية تحفيز ورعاية الإبداع في المملكة مفصلاً الحديث عن أنواع الإبداع وهياكله وأهمية الإبداع في العمليات الإنتاجية وأهمية تصاعد الإبداع في التعاملات الإلكترونية ، مبيناً الفرق بين الإبداع والابتكار وأن الإبداع هو المفتاح للتغير الإيجابي الخلاق. ثم عقدت الجلسة الثانية وتحدث خلالها الخبير العالمي في الإبداع والابتكار العلمي الدكتور باول سلوان والذي ألف 20 كتاب عن أسرار الإبداع ومكامنه تناول أحدث الابتكارات في عالم الصناعة والإنتاج والإدارة، ضارباً أمثلة متعددة عن قصص وملاحم الإبداع في العالم والتي أحدثت تغيرات جذرية في كثير من العلوم والمفاهيم الصناعية. إثر ذلك قام راعي الحفل صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان بمنح جوائز سابك للإبداع حيث أعلن عن فوز مشروعين إبداعيين في برنامج سابك لتشجيع الإبداعات والذي من خلاله يتم تقدير الأعمال الإبداعية التي تؤدي إلى زيادة في الإنتاج وتحسين الربحية بعد تطبيقها لمدة عام، ويتم الترشيح لهذه الجوائز عن طريق شركات سابك التابعة وتمنح جوائز للفائزين. وقد فاز في هذه الدورة شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا) والشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) وتم تكريم فرق عمل المشاريع الفائزة وشركاتهم. وفي ختام الحفل أدلى سمو الأمير سعود بن ثنيان بتصريح صحفي عبر من خلاله عن اعتزازه بما حققته سابك من منجزات ابتكارية لا حد لها أضافت للمملكة قوة ومتانة علمية معززه بذلك قدراتها الصناعية والاقتصادية والتنافسية في مجال التكنولوجيا وتطوير التقنيات وملهمة بذلك قطاعات الوطن الصناعية والإنتاجية لإطلاق العنان للإبداع وترويض التقنيات المستعصية والتحول من معتمد على التقنية إلى مرخص لها وذلك لم يكن ليتحقق لولا ما ضخته سابك من مبالغ وفكر وعمل مضني مثمر أسهم في اتساع حضور الشركة في كافة أنحاء العالم وتواجدها القوي في أهم الأسواق العالمية. هذا وقد افتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة سابك اليوم المعرض التقني المصاحب لاجتماع سابك الفني التاسع الذي يقام في الواجهة البحرية بالفناتير. وقد تجول سموه في أروقه المعرض متفقداً تجهيزاته ومحتوياته التي تشمل أحدث وابرز المبتكرات التي أنجزتها (سابك) والشركات الصناعية العالمية الرائدة على الصعيد المحلي والدولي . واستمع سموه لشرح من قبل العارضين حيث يحتشد في هذا المعرض المميز جمع غفير من رواد التقنية والصناعة والمعرفة، بمشاركة 300 عارضاً يبرزون أرقى التقنيات والمعدات والخدمات ذات الصلة بصناعات (سابك) ومنتجاتها، وما يتناغم مع اهتمامات خبرائها وزبائنها على حد سواء. ويفتح المعرض أبوابه للجماهير منطلقاً من شعور (سابك) بمسئولياتها الاجتماعية، ودأبها على التواصل مع قطاعات المجتمع كافة، والإسهام الفاعل في النهوض بالوعي الحضاري. وبعد الجولته في المعرض كرم سموه رئيس اللجنة التنظيمية العليا لاجتماع سابك الفني التاسع الدكتور عبدالرحمن بن صالح العبيد ونائب رئيس اللجنة المهندس احمد الشيخ ورؤساء وعضاء اللجان . من جانب آخر كرم سموه اليوم (28) من طلبة الجامعات السعودية الفائزين بجوائز أفضل مشاريع التخرج للبكالوريوس في الهندسة الكيميائية ، أو مشاريع التدريب التعاوني ، ضمن فعاليات الاجتماع الفني التاسع ، الذي يعد لقاءً فريداً للعلماء والباحثين والكيميائيين والمهندسين والخبراء والفنيين من مختلف أنحاء العالم. ويأتي هذا التكريم انطلاقاً من الدور الذي تضطلع به (سابك) لدعم مسيرة التقنية والتنمية في المملكة ، وإيماناً منها بدور الجامعات الحيوي في دفع حركة البحث العلمي من خلال الكوادر البحثية المنتمية إلى هذه الجامعات ، وما تمتلكه تلك الكوادر من معطيات وملكات علمية قل ما تجتمع مع بعضها في قناة واحدة غير الجامعات ومن هذا المنطلق دأبت الشركة على منح جوائز سنوية لأفضل مشاريع التخرج للبكالوريوس في الهندسة الكيميائية ، أو مشاريع التدريب التعاوني من خلال لجنة مكونة من أعضاء هيئة التدريس بمختلف الجامعات ومن شركة سابك ويستهدف البرنامج إعداد وتقويم العقول السعودية الواعدة ، وتحفيزها للإبداع، واستثمار كل ما تعلموه في مراحلهم الدراسية لإجراء تجارب ودراسات علمية تطبيقية حيث ان هناك قواعد ومتطلبات تم إعدادها وتطويرها من قبل اللجنة المشرفة على الجائزة. كما تقوم اللجنة بالاختيار، والتقويم ، والتحكيم بين أفضل المشاريع المتقدمة للجائزة. وتضم المشاريع ثلاثة أنواع يمكن دراستها وتشمل العمل التجريبي والعمل التصميمي والعمل المبتكر.