حبي للأمثال لا يعني ايماني بمضامينها.. فقد اعتني أيما اعتناء بمثل معين ولكن لا انطلق بهذا الاعتناء بالمطلق بل احتذي من ذلك المثل جزئية محددة وافقت واقعاً معيناً .. ورغم هذا التعلق بالأمثال الا أن هناك بعض الأمثال التي ارى انها تحمل التأثير السلبي الذي يقود الى الاعتقاد الفاسد. كالمثل الذي يقول : (ان لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) فأنا أحرص أن لا أردده وأن لا أوافق من يردده على مسمعي. لأن الاعتقاد به ينافي التعايش السلمي والتراحم والتآخي الذي هو من أهم تعاليم ديننا فلو اتخذ كل واحد منا هذا المثل منطلقاً له وقاعدة يتعامل بها مع أخيه الانسان فالنتيجة بالتأكيد ستكون التربص الكامل والحذر والانقضاض. فيقوله سمير ثم يصبح ذئباً ويردده أحمد فيصبح ذئباً ويعتنقه سعد فيكون ذئباً آخر ويبلور فكرته سعيد فتنتج مسلكاً، والنتيجة؟ لن تزيد على تأسيس مجتمع ذئاب لا أمان لها.. وبيئة متربصة كل فرد فيها يحذر الآخر بل يتحين الفرص لينقض عليه ليكون هو الذئب المفترس ويكون اخوه الانسان الفريسة. ولن يشغلنا ويأخذ حل تفكيرنا سوى حد الناب وابراز المخلب عندها تموت طيور الحب في صدورنا ويخنقنا الاختباء بكفوف التوقع ويحصرنا أكناف الغابة المفترسة.. ويجبرنا على الارتماء حول المستنقعات الآسنة بالتأكيد نحن لسنا كذلك ولكنا سنكون إذا أصبح تصيد الأخطاء.. ونصب المصائد.. وتسلق الخصوصيات كل منا نفسه ما أول عمل يقوم به عند دخوله دائرة عمله؟ اذا كان يتلخص في تحية التقرب لرئيسه ثم الهمس في اذنه بما يقوله فلان وما يفعله فلان فثق تماماً انك الذئب القادم الذي يخشى توهماً ذئباً آخر.. اذا علمت من نفسك مثل هذه التصرفات فلا تترك نفسك تضحك عليك وذلك بأن تبرر انحدارك الأخلاقي بأي تبرير.. وتؤطره ب (المحبة)، (الصدق) (الأحقية)، (التعاطف) مع رئيسي لطيبته والنصيحة بل احذر هذه التبريرات وبعثر ذاتك ستجد ان ضعفك صنع منك ذئباً يخشى الافتراس توهماً أو وصل إلى الاعتقاد المهلك. تصبيرة قال الشاعر : وضعيفة فإذا أصابت مقتلا قتلت كذلك قدرة الضعفاء الغالبية ان لم يكن الجميع يحملون الزمن فوق ما هو مستحق فكلما وجدوا امراً شاذاً او فعلاً غير سوي أو تنكراً من جاحد قالوا الزمن واخذوا يصبون جام غضبهم على الزمن، ياسادتي هونوا على انفسكم فان الزمن قدم ثورة تكنولوجية هائلة.. الزمن صبر على الانسان ليصنع له حضارة عظيمة سهلت عليه كل شيء الزمن تغير الى الأفضل الى الاجمل، والزمن لم يتغير تغيراً سلبياً، الزمن ايها السادة اصيل، بقي في ساعاته كما هو الليل والنهار والظهر والعصر والضحى، ولكن الانسان هو الذي تغير... أصبح اكثر أنانية أكثر اطماعاً أكثر نذالة، اكثر عقوقاً، الانسان هو الذي تغير تغيراً سلبياً الا من رحم ربي، ولم يكتف هذا الانسان بهذا التغير بل راح يمارس الاسقاط مبرراً كل تجاوزاته وظلمه وحقده وذلك بأن اسقط ممارساته الخاطئة على الزمن فكل يوم يمر نسمع أحدهم يقول الزمن تغير.. ما هذه الدفوعات الظالمة، ابعد كل ما تفعله ايها الانسان تنفي عنك التهمة بإلصاقها لغيرك؟، ايها الانسان اما ان تحاول التغيير او اترك الزمن يمارس عطاءاته وجماله واذهب الى مكان تجد أي شيء تسقط عليه جرائمك مع أخيك الإنسان .