شاركت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي ، في المؤتمر الثاني والثلاثين لجمعية نهضة العلماء في أندونيسيا ، الذي عقد في الفترة من 6 إلى 9 ربيع الثاني الجاري في مدينة مكاسار بأندونيسيا بعنوان ( دور العلماء في تقدم العالم الإسلامي ). ومثل الرابطة في المؤتمر الأمين المساعد للرابطة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزيد الذي القى كلمة معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي التي تضمنت رؤى الرابطة حول مهمة العلماء في نهوض الأمة المسلمة. وحيّا الدكتور التركي جمهورية أندونيسيا وعلى رأسها فخامة الرئيس الدكتور الحاج سوسيلو على الجهود التي تبذل في مساندة جهود علماء الأمة في توجيه الشعوب المسلمة ، وربطها بوثاق دين الإسلام العظيم ودفعها لاستعادة ريادتها الحضارية في العالم. وقال “ إن مهمة العلماء في نهوض الأمة مهمة كبيرة تحتاج إلى دعم قادة المسلمين، وقد أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله المبادرة في هذا الشأن عندما دعا إلى عقد مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي الذي عقد برعاية منه أيده الله في شهر ذي القعدة من عام 1426ه في مكةالمكرمة، وقد دعا قبيل المؤتمر لفيفاً من أبرز علماء الأمة لتسجيل مرئياتهم في علاج المشكلات والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي وعرضها على قادة المسلمين، وكان صدور ( بلاغ مكةالمكرمة ) عن هذا المؤتمر مرتكزاً للتعاون بين القادة والعلماء” مبيناً أن أمام العلماء للنهوض بالأمة في هذا العصر الذي يواجه فيه المسلمون تحديات داخلية وأخرى خارجية مهام كبرى في مقدمتها التعاون في توجيه الشعوب الإسلامية لاتباع المنهج الوسطي، ونبذ الغلو والتطرف ، واتخاذ الاعتدال منهجاً في الحياة ، وفق ما ارتضاه الله عز وجل لهم في قوله : “ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً “ , إضافة إلى الإسهام في إبراز أهمية وحدة الأمة الإسلامية، وذلك واجب العلماء والمثقفين ، من أجل تنشئة أجيال المسلمين على التعاون والتضامن واجتماع الكلمة، وإن تحقيق الوحدة الدينية والثقافية التي تناط مسؤوليتها بالعلماء خطوة مهمة في طريق الوحدة الشاملة. وأبرز معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي نهج المملكة في إصلاح حال الأمة بقوله “إن المملكة العربية السعودية اختارت نهج الإسلام منذ أن وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، وقد سار أبناؤه على نهجه ، وبذلوا جهوداً كبيرة لإصلاح حال الأمة، وتحقيق التضامن الإسلامي بين دولها، وهي تحرص على أن يأخذ المسلمون مكانة لائقة في العالم، وأن يعرضوا مبادئ الإسلام وينشروا ثقافته في التعاون مع شعوب العالم ومؤسساته لتحقيق المصالح الإنسانية المشتركة”. وأضاف “ جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للحوار ، من أجل تحقيق التفاهم والتعايش والتعاون العالمي في المشترك الإنساني ، وقد تشرفت رابطة العالم الإسلامي بعقد مؤتمرات للحوار إنفاذاً لتوجيهاته أيده الله في كل من مكةالمكرمة ومدريد وجنيف، وقد عرضت خلالها مبادئ الإسلام التي تحتاج إليها البشرية لتحقيق التعايش والتعاون والعدالة والأمن والسلام في العالم”. ودعا معاليه علماء الأمة المشاركين في هذا المؤتمر للتعاون في تحقيق المقاصد الإسلامية للحوار، وتعريف شعوب العالم بكنوز الحضارة الإسلامية، والرابطة مستعدة للتعاون مع جمعية نهضة العلماء في أندونيسيا في تنفيذ البرامج الإسلامية المشتركة. ونبه معاليه إلى ما يجري في فلسطين بقوله “ إن في الساحة الإسلامية عدداً من القضايا التي تؤرق المسلمين في العالم، ومن أبرزها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى وغيره من المساجد في فلسطين إلى جانب تنفيذ خطط تهويد مدينة القدس وطمس هويتها الإسلامية”.