إيماناً من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالأهمية البالغة للقدس الشريف ، فقد رأى أنه لابد من الإسهام في هذا الاحتفال الثقافي بهذه المدينة المقدسة ، والعمل على ابراز شيء من معالمها الحضارية ، وتاريخها الثقافي ، وموروثها الشعبي ، في محاولة منه للتنبيه على ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي ظالم ، يسعى إلى طمس هويتها الثقافية والحضارية ، وتزوير التاريخ المقدسي خصوصاً ، والفلسطيني عموماً ، وتسويقه عالمياً على انه تاريخ يهودي ، وتراث يهودي. وانطلاقاً من أهداف مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، التي من بينها تنظيم المعارض واقامتها ، نظم المركز معرضاً للتراث الفلسطيني والمقدسي ، لتوضيح عمق الانتماء العربي والإسلامي لفلسطينوالقدس ، من خلال عرض مجموعة من الوثائق ، والطوابع التذكارية ، والعملات المعدنية والورقية ، والخرائط ، والمخطوطات في موضوعات علمية مختلفة ، كتبت في فلسطين ، أو تحدثت عنها ، اضافة إلى مجموعة من الاشغال اليدوية الفلسطينية ، وبعض الكتب التي رصدت تاريخ القضية من جوانبها المختلفة. ومن المعروضات - كذلك - مجموعة من صور لمقالات نشرت في صحف عربية في أوج فترة الصراع ، تظهر شعور المثقفين العرب بالخطر القادم ، وما كتبوه في التحذير منه. وهذه المعروضات في مجملها تظهر نشاط الوجود العربي في تلك المنطقة قبل قيام الدولة العبرية ، التي أدى قيامها إلى كارثة كبرى ، تمثلت في تهجير ملايين الفلسطينيين ، ومسخ تاريخها وتزويره ، لاقناع العالم بالحقيقة المفروضة . كما عمل المركز على اصدار كتاب مصور يحتوي مجموعة من الصور تبين المعالم القديمة لبيت المقدس ، وغيرها من مدن فلسطين ، وأخرى تظهر الحياة اليومية للفلسطينيين ، وهي صور حية تحكي قضية القدس وقضية فلسطين. والامل أن يكون المعرض مع ما يصاحبه من محاضرات وكتب مطبوعة ومطويات ، مناسبة لتذكير الناس ، وخاصة غير العرب ، بالحق العربي الراسخ في أرض فلسطين ، وكيف أن المعتدي والدخيل تحول إلى صاحب حق يجلد بسياطه أصحاب الارض ، ويدمر منازلهم ، ويعيث فساداً في ممتلكاتهم تحت انظار العالم المتحضر ، الذي يشجب تارة ، ويعترض تارات ، لكنه لا يتوقف عن تقديم العون والسند للمعتدي ضد المعتدى عليه. كما يأمل مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن يكون قد قدم بمعرضه هذا شيئاً ولو يسيراً في ابراز قضية القدس وقضية فلسطين.