ترأس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول جلسة العمل الثانية في أعمال المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي المنعقد حالياً في مدينه جدة. وشارك في الجلسة رئيسة وزراء فرنسا السابقة أديث كريسون ومديرة برنامج الطاقة والبيئة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي فيرل فاندويرد وكبير المستشارين لشؤون البيئة في شركة أرامكو السعودية المهندس خالد أبو الليف. وقد رحب سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالحضور والمشاركين في أعمال الجلسة مشددا على أهمية هذه المنتديات التي تخدم البيئة وتحافظ عليها.. وقال “ إن الجلسة سوف تتطرق إلى تكنولوجيا الطاقة والطاقة النظيفة وتطوير الحلول المتعلقة لعلاج الآثار البيئية وتقليص نسبة الفقر” مشيراً إلى أن الجلسة ستتطرق إلى النفط والطاقة المتجددة وأن نجعل منهما عناصر مندمجة لا عناصر منافسة. بعد ذلك قدمت أديث كريسون ورقة عمل أشارت فيها إلى ما يشهده العالم الجديد من متغيرات وعلى وجهه الخصوص التأثيرات التي شهدها العالم دون استثناء منذ ما يقارب العشرين عاما الماضية ومن أبرزها الانبعاث الحرارية والغازية والمخلفات السامة التي أسهمت جميعها في تقلبات حادة في البيئة. وأضافت أن ما يحدث في العالم من تغيرات جعلنا نواجه التحديات للمحافظة على بيئة آمنة وسليمة ونظيفة كما جعل المعنيين في الحكومات والقطاعات المختلفة وكذلك أفراد المجتمع يدركون المخاطر التي بدأت تحدق بنا لمواجهاتها وإيجاد الحلول الملائمة على كافة الأصعدة من اجل تقديم منهجيه واستراتجيه واضحة لمواجهة التحديات. وشددت كريسون على أن دول العالم تعمل حاليا بما فيها دول الخليج على تطوير ودمج الطاقة النظيفة باعتباره حجر الزاوية للحفاظ على البيئة ، داعية إلى ضرورة استخدام الاستثمار كواحد من الحلول حيث توجد العقول والخبرات القادرة على تقديم كافة البرامج التي تسهم في حماية البيئة والأجيال القادمة. ولفتت إلى أن المرحل الحالية تتطلب تضافر الجهود ليس على مستوى الخليج فحسب وإنما على مستوي العالم من اجل الحفاظ على البيئة وليس صحيحا أن الثروة الصناعية احدث فقط تلوثا في البيئة وإنما ساهمت في تطوير الأرض والازدهار للبشرية ولكن لكل شي ثمن ويجب أن لا ندفع الثمن بصورة تؤثر على بيئتنا. وقالت إن دول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية تبذل جهود جيدة من اجل في مجال الطاقة المتجددة من اجل تلبية احتياجات التنمية في منظومة العمل الخليجي. و أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ان المملكة العربية السعودية تعتقد ان الطلب على الطاقة خلال الثلاثين والأربعين سنة القادمة سوف يزداد نتيجة نمو الاقتصاد العالمي وزيادة استهلاكه , مشيرا إلى ان ما يحتاجه العالم من الطاقة والوقود سوف يحتاج لكل المجهودات سواء بترول أم فحم أم انواع الطاقة الاخرى بما فيها الطاقة المتجددة. وقال سموه في مؤتمر صحفي أمس في جدة إن المملكة تسعى لتطوير هذه الطاقة بخاصة الطاقة الشمسية حيث يجب ان يكون لها دور كبير في هذا المجال وهي قائمة على هذا ففي جامعة الملك عبدالعزيز هناك دراسات ونشاطات تتعلق بالطاقة الشمسية وفي جامعة الملك عبدالله هناك اكبر معامل للطاقة الشمسية الموجودة في العالم. وأشار سموه إلى ان بعض المشروعات التي نفذتها وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه تعتمد على الطاقة الشمسية كما ان المجال يتسع لوجود فرص جذابة للاستثمار، مبينا إن المملكة تملك القدرات والكفاءات لتطوير هذه التقنيات بما يتوافق مع الاوضاع المحلية. وحول سؤال عن استخدامات الطاقة النووية السلمية في المملكة ودول الخليج بين سموه ان الأمر يدرس بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكدا ان هناك خطة عمل خليجية فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة ونظاماً بيئياً خليجياً ومنظومة نشطه من خلال مجلس التعاون تقوم بهذا العمل. وأفاد أن ارامكو لديها مشروعات تنفذ داخلياً لترشيد استهلاك الطاقة الشمسية وتوفيرها في المنشآت الخاصة بها ، حيث نفذت ارامكو مشروع جامعة الملك عبدالله وجزء من الطاقة التي تعتمد عليها الجامعة هي الطاقة الشمسية. كما بين سموه ان جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك عبدالله تقومان بمشروعات بحثية إضافة الى هيئة الكهرباء التي تعد استراتيجية استخدامات الطاقة المتجددة. واجاب سموه على سؤال عما اذا كان هناك توجه لانتاج الطاقة المتجددة وبالتالي تخفيض انتاج النفط في المملكة قائلاً “ان المخزون يفي بحاجة الانتاج واكثر من ذلك والسبب مختلف تماما لان المملكة العربية السعودية حين توفر الطاقة الشمسية محلياً فان ذلك يوفر مستقبل استهلاك الخام الذي يمكن تصديره باسعار افضل من الأسعار المحلية هذا هو السبب الاساسي” مفيداً سموه ان المخزون النفطي في المملكة كبير جدأ ولله الحمد. ودعا سموه الجميع الى المشاركة في كل عمل يتعلق بالبيئة وان تكون لديهم مساهمات مادية ومعنوية من اجل تطوير هذه التقنيات وبخاصة أننا نملك القدرة المالية وكذلك الكفاءات التي لا تتوفر في دول اخرى وان المشكلات التي قد تواجهنا في المجال البيئي قد تختلف عن المشاكل في دول اخرى. وقال ما شاهدته اليوم في هذا المنتدى يدل على وجود احساس من المواطنين في الدرجة الاولى والعلماء والخبراء وهو ما يثلج الصدر. وحول سؤال عن اجتماع أوبك القادم أوضح سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تسعى دائماً إلى استقرار سوق النفط وثباتها.