سخر الإعلام الإسرائيلي عبر أشهر صحفه من (فضيحة) جهاز الموساد ورئيسه، الذي يعتقد أنه خلف عملية اغتيال القائد العسكري لحماس محمود المبحوح التي تمت في أحد فنادق دبي الشهر الماضي. ونشرت الصحف الإسرائيلية مجموعة ساخرة من الكاريكاتيرات لأشهر الرسامين، وهم يتهكمون على غباء الجهاز في هذه العملية، وهو الذي طالما اعتبر رمزاً للفخر لنجاحه في تصفية العشرات، وكان حتى أيام قليلة ماضية من المواضيع المحرّم تداولها في وسائل الإعلام المحلية. وكانت شرطة دبي كشفت عبر مؤتمر صحافي تفاصيل التنفيذ وهوية العناصر المنفذة وصور جوازات سفر تعود لأوروبيين يعيشون في إسرائيل، ما جعل وسائل الإعلام الإسرائيلية تنتقد الموساد، ولم يسلم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره من النقد والسخرية خاصة لتمديده لرئيس الموساد مئير داغان سنة ثامنة اضافية. وفي الوقت الذي حاولت فيه الصحف العبرية شغل الرأي العام برسوم كاريكاتيرية بقضية رفيق الحسيني لإبعاد اهتمام الجمهور الاسرائيلي عن قضايا داخلية اسرائيلية شائكة مثل فضيحة الموساد، وهاجمت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل ساخر الا ان الجمهور الاسرائيلي لم يظهر تفاعلاً كبيراً على عكس ما أظهره من اهتمام بالغ لما سمّوه (فضيحة الموساد في دبي)، ما اضطر بدوره رؤساء تحرير الصحف العبرية الى العودة (مجبرين) لتناول الحدث الأهم لتنشر عدداً من الرسوم الكاريكاتيرية، قامت (العربية.نت) بترجمتها للعربية. حيث نشرت (يديعوت احرونوت) رسماً لاسرائيلية تبكي قائلة لزوجها: (يا كاذب!! كنت تتجول في دبي مع النساء الشقراوات!! ويرد هو: أنا للمرة العاشرة اقول لك هذا ليس أنا بل سرقوا هويتي!!. أما صحيفة (هآرتس) وعلى غير عادتها نشرت كاريكاتيرين اثنين ناقدين للموساد وواحد منهما على صدر صفحتها الاولى ظهر رسم كاريكاتيري للرسام الشهير بيدرمان: يسأل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، رئيس الموساد مئير داغان: (عندي سؤال واحد حول عملية الموساد في دبي: لماذا جميع العملاء يلبسون نفس نوع النظارات؟ ليرد عليه ان هذه العملية تمت برعاية شركة اوبتيكانا!! في اشارة لحملة دعائية لشركة محلية). وفي كاريكاتير آخر دمج فيه الرسام بين الصراعات الحزبية الداخلية مع (فضيحة الموساد)، ظهرت زعيمة المعارضة رئيسة الوزراء السابقة تسيبي ليفني والتي سبق أن اعلنت ضمن حملتها الانتخابية أنها عميلة موساد سابقة، تقول لخصمها موفاز المتنكر بملابس لاعبي التنس (أنا اعرف كل ألاعيب الموساد). في إشارة لتنكر رجال الموساد اثناء ملاحقتهم للمبحوح كما ظهروا في الاشرطة المسجلة بكاميرات شرطة دبي، حيث إن تسيبي ليفني تعتقد أن شاؤول موفاز يريد اغتيالها سياسياً من خلال إزاحتها عن رئاسة حزب كاديما.