في الهند.. النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين.. هذه هي خلاصة الحملة التي بدأها مجموعة من الهنود المسلمين وغير المسلمين، ووصفت بأنها فريدة وطموحة؛ لنشر الرسالة الحقيقية للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). وجاء على موقع (توسيركل) الإلكتروني الهندي أن مجموعة من العلماء الهنود من المسلمين والهندوس أقاموا حفلا في مدينة مومباي لتدشين حملة للتعريف برسالة الإسلام والنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، في مواجهة العديد من حملات التشويه التي يتعرض لها الإسلام. ونقل الموقع عن نزار محمد مادو رئيس الجماعة الإسلامية الهندية: (هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مثل هذه الفعاليات، ولا تقتصر على العلماء المسلمين؛ حيث لدينا مشاركون من مختلف الطوائف غير المسلمة؛ حيث لدينا أشقاء من طوائف أخرى، كالهندوس، ومارثا ساماج، وساتيا ساماج، وغيرها، يشاركون في تنظيم هذه الحملة). وأضاف مادو بالقول: إن (الهند مجتمع تعددي، ونود أن نطلب من إخواننا وأخواتنا (من أبناء الديانات والطوائف الأخرى) محاولة فهم الإسلام أيضا). وحضر حفل إطلاق الحملة العديد من غير المسلمين، لاسيما الهندوس، الذين يمثلون الأغلبية في الهند، إضافة إلى عدد من القادة والنشطاء الاجتماعيين، الذين أكدوا على أن دعوة الإخاء والسلام التي دعا إليها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في رسالة الإسلام، إنما هي دعوة عالمية، وليست للمسلمين وحدهم. وبحسب الموقع، فإن عنوان الحملة (محمد للجميع)، وسوف تشمل فعالياتها عرض حقائق ومعلومات عن الإسلام على جميع الهنود، وخصوصا غير المسلمين منهم؛ حيث سيقوم عدد من الشخصيات المسلمة ومن غير المسلمين بالسفر إلى جميع أنحاء البلاد؛ للتحدث مع الناس عن الرسالة الحقيقية للإسلام والنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). وبحسب رئيس الجماعة الإسلامية الهندية، فإن المشاركين في الحملة، سوف يركزون على توضيح مواقف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من عدد من القضايا المهمة أو الخلافية، مثل الظلم الاجتماعي، وقتل الأجنة الإناث، والمهر، وعمالة الأطفال، بالإضافة إلى موقف الإسلام من الخمور والفساد، وانتهاك حقوق الإنسان، والإرهاب، والعنف. وذكر مادو أن الحملة سوف تكون واسعة النطاق، وستستمر حتى الثامن والعشرين من فبراير الجاري. ويوجد في الهند أقلية مسلمة تقدر بحوالي 150 مليون نسمة، يشكلون نسبة 13.6% من إجمالي تعداد السكان البالغين 1.1 مليار نسمة، وهم ثالث أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان. رسالة عالمية: وفي الإطار، قال الدكتور بورشتام خديكار، وهو هندوسي علماني وناشط اجتماعي: من الخطأ أن تقتصر مثل هذه الحملات على المسلمين فقط. وأضاف خديكار الذي يرأس منظمة سيقا مارثا سانج الهندوسية: رسالة محمد عالمية، وتدعو إلى السلام والمساواة، وبلا حدود في طبيعتها؛ ولذلك يجب أن تسود القيم التي دعا إليها في رسالته، ومن الخطأ أن تقصر على المسلمين فقط. وقال الناشط الهندوسي الذي خاض حربا للقضاء على ما يعرف بالنظام الطبقي في الهندوسية:إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) دعا إلى المساواة بين البشر، وأضاف:إن (النبي محمد صلى الله عليه وسلم) كان يريد توحيد ودمج البشر.. إنه وجه نداء من أجل مجتمع أفضل، ومن أجل قيام الحكم الرشيد. وأشاد خديكار الذي يعمل بجامعة شيفاجي الهندية، بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) ك(نبي للسلام)، وقال: لقد تعلمنا من النبي محمد السلام والعدالة، إلا أنه أبدى أسفه لارتباط الإسلام بالإرهاب في الوقت الحاضر، وأكد أن محمدًا -(صلى الله عليه وسلم)- دعا إلى مناهضة العنف، وإلى الأخوة العالمية، بغض النظر عن الدين أو العرق. وأشار الموقع الهندي إلى هذا الناشط الهندوسي كثيرا ما أدمج في الاختبارات التي يقوم بها للطلبة في الجامعة التي يعمل بها مجموعة من الأسئلة التي تبرز جهود النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مجال محاربة الشرور الاجتماعية، بما في ذلك محاربة الرق.وفي هذا يقول خديكار: بعد قرون من وفاته (الرسول صلى الله عليه وسلم)، فإن تعاليم النبي محمد لا تزال بالغة الأهمية، وإنه لأمر مدهش للغاية أن ترى أنه بعد أكثر من 1400 سنة تجد أن لتعاليمه صلة كبيرة جدا بقضايا الحاضر.