تشهد مملكتنا المباركة تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة , وهذا ما شاهدناه في جميع القطاعات العام منها والخاص والتنافس الكبير القائم بينهم في سبيل الرقي ببلادنا , وما ذلك إلا لحبهم الشديد لوطنهم وحرصهم على التفاني وتقديم الخدمات والعمال بالشكل السليم والمطلوب . إذ إن قيادتنا الرشيدة تحث العاملين بالحوافز والجوائز . ومن التطور الذي ننتظره بشغف هو ذلك المشروع الضخم الذي قد بدئ فيه منذ فترة وهو مشروع القطار الذي سيربط بين مدينة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومحافظة جدة وبين المشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى وبإذن الله ستحل كثيراً من المشاكل والأزمات والازدحامات داخل المدن وفي المشاعر المقدسة لأن السيارات الصغيرة وحافلات النقل التي تقل حجاج بيت الله الحرام وتنقلهم بين المشاعر في مكةالمكرمة ومن ثم السفر بهم والانتقال إلى المدينةالمنورة والمكوث فيها وبعد ذلك عودتهم إلى جدة للارتحال إلى بلادهم سالمين غانمين ومن المؤكد أنهم يعانون كثيراً من هذه المشقة والعبء الكبير الذي يواجهونه خلال رحلتهم من قدومهم وحتى عودتهم ورجوعهم إلى بلادهم والذي يصبرهم ويحملهم المشقة هو مقصودهم الذي أتوا من أجله ولأجله ويدعون ربهم أن يضاعف لهم الأجر والثواب ويستجيب دعاءهم بالعودة بأمان وسلام. ولكن هؤلاء الحجيج قد فوضوا أمرهم إلى الله واستسلموا للواقع الذي تفاجأوا به ولم يتوقعوه أبداً ولم يدر في مخيلاتهم أنهم سيعانون من ركوب الحافلات والتي منها غير المريح بدنياً فلا تكييف إلا بالاسم وصيانة والمزيد من التوقف لإصلاح الأعطال وهذا يعود عليهم سلبياً بعدم الراحة النفسية والقلق الدائم لأي طارئ قد يحدث لا قدر الله تعالى , وبالتالي بدل أن يكون منشغلاً بالعبادة والطاعة والذكر لله يكون منشغلاً بالباص والطريق . هذه صورة نقلت من خلالها معاناة الحجيج وليس الكل وهي سلبية لتلك الحافلات لأن البعض منها لا تعمل إلا موسم الحج فقط ومن ثم تقف بلا صيانة دورية مستمرة إلى الحج الذي يليه وبصيانة خفيفة تزاحم المركبات في الطرقات في موسم الحج وهكذا . ولعل مشروع القطار الحل الأمثل والصائب لهذه المشاكل وكلنا موقنون بالحاصل وهذا لا يخفى على صغير ولا كبير لذلك شرعت حكومتنا الرشيدة ببدء العمل في مشروع القطار وحددت نقاط توقفه وخطة سيره ومراكز انطلاقه وهذه نقطة مهمة يجب على جميع القطاعات المعنية بالحج وخدمة الحجيج أن تعيها وتعمل حيالها كل ما يخدم الحجاج التابعين لها خلال تنقلهم بالقطار وذلك عند نقاط التوقف والوصول والمغادرة . والله من وراء القصد ,,,