وقفوا في مشهد دراماتيكي ، كل من يراهم يظن أن هؤلاء يتسابقون لدخول استاد رياضي لمشاهدة مباراة نهائي كأس ، ولكن عندما يكون المشهد أكثر قرباً ووضوحاً وتتجلى أمامهم الحقيقة ، سرعان ما يدركون أنهم غير ذلك ..إنهم سكان أحياء جنوبجدة يتدافعون بحثاً عن قطرة ماء في أحياء جدة ، بسبب انقطاع المياه عن أحيائهم وغيابها عن منازلهم لفترات طال أمرها نظراً لعدم ضخ المياه من العين العزيزية وفقاً لجدولة إدارة المياه بجدة، مما أدى إلى هذا الزحام اليومي للمواطنين حول الشبابيك للحصول على كبونات التحميل على الوايتات ..لقد تفاقمت ا لمشكلة والكل يتساءل مواطن ومقيم ..لماذا لا توجد حلول جذرية لهذه المشكلة التي أصبحت مزمنة والصيف يسرع الخطى نحو جدة ..هذه المدينة التي تواجه انفجاراً سكانياً ملحوظاً وتمدداً عمرانياً مستمراً في مساحتها مما يتطلب معه ضخ المزيد من الخدمات في شرايينها ، خاصة شبكات المياه . (الندوة) استطلعت آراء بعض المواطنين : المواطن علي الزهراني يقول: لقد طال انتظارنا وفي كل يوم تزيد المعاناة لأن مشكلة انقطاع المياه أصبحت هاجساً مستمراً ، ننام ونصحو ولا نجدها وقد أرهقتنا الوايتات التي لا نستطيع الحصول عليها إلا بشق الأنفس ، وهو يتساءل لماذا لاتنفذ إدارة المياه في محافظة جدة جدول توزيع المياه على الأحياء بدقة ، فالماء ينقطع لفترة طويلة تزيد أحياناً عن الثلاثة أسابيع ، وإذا وصلتنا فلا تزيد عن الساعة أو الساعتين ، لابد من وضع حل لهذه المشكلة . ويقول المواطن ماجد الدوسري إن مشكلة مياه جدة أصبحت لا تعترف بتعاقب الفصول لأن الصيف ليس وحده سبب المشكلة ، وإنما سوء التوزيع هو المشكلة ، لأن الماء متوفر في بعض الأحياء ومنتظم بينما البعض الآخر خاصة جنوبجدة هو الذي يعاني ، وأنا لا أعزي ذلك لسبب ازدحام الجنوب عن الشمال ، ولكن عدالة التوزيع في تقديري يمكن أن تحل المشكلة ، اضافة إلى التوعية بترشيد ا لاستهلاك لدى المواطن والمقيم. أما المواطن عوض الغامدي فيقول في أزمة المياه المستمرة في جدة حقاً كما يقولون مصائب قوم عند قوم فوائد ، فأصحاب الوايتات وجدوا ضالتهم في احتياجنا للماء وأخذوا في رفع الأسعار ، فمن يدفع أكثر يحصل على الماء ، بينما الجهات المعنية لا تحرك ساكناً ، وكأن المسؤولين لا يشعرون بمعاناتنا ، وشدد الغامدي على أهمية هذه المشكلة ووضع الحلول السريعة لها حتى لا تستفحل بصورة أكبر. ويقول المواطن عبدالله الشمراني إن مشكلة مياه جدة ظلت تراوح مكانها دون حل والصيف قد دخل علينا يحمل معه الحر والجفاف ، لذا نناشد المسؤولين في إدارة مياه جدة بالإسراع في حل هذه المشكلة ولكم أن تتخليوا أسرة بكاملها لا تجد الماء طوال أسبوعين أو ثلاثة ، كيف يكون حالها علماً بأن الماء هو عصب الحياة ، نرجو أن نجد أذناً صاغية لمناشدتنا. فيما يقول إبراهيم الزبيدي حتى لو صب الماء فإن شبكة جدة تحتاج إلى اعادة تأهيل لأن عمرها الافتراضي خاصة في الأحياء الشعبية قد انتهى لذا فلابد من تجديدها لأننا نلاحظ دائما في وجود الماء البرك والمستنقعات تملأ الشوارع لافتاً إلى ضرورة تنظيم التوزيع وقطع الطريق أمام أصحاب الواتيات الذين يستغلون مثل هذه القطوعات ويتحول الوضع إلى عملية ابتزاز للمواطن والمقيم وادارة المياه هي المسؤولة عن تنظيم التوزيع.