يتوجه الناخبون في سريلانكا إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء لاختيار رئيس جديد للبلاد، وسط وعود من الرئيس الحالي بضمان إجراء انتخابات نزيهة رغم تشكيك الجهات بجدية هذه التعهدات. من جانبها استكملت السلطات المختصة في سريلانكا إجراءاتها لاستقبال الناخبين في 12 ألف مركز اقتراع للتصويت على 22 مرشحا للانتخابات الرئاسية، من أبرزهم الرئيس الحالي ماهيندا راجاباكسي وقائد جيشه السابق سارات فونيسكا، في حين سيقوم نحو 250 ألف موظف حكومي بالإشراف ومراقبة الانتخابات. وقال نائب المفتش العام للشرطة السريلانكية غاميني نافاراثني إنه تم نشر 68 ألف عنصر أمن لحراسة مراكز الاقتراع وفرز الأصوات، في إطار تفعيل الخطة الأمنية المعدة لمواكبة الانتخابات الرئاسية التي ستستمر قيد التنفيذ لمدة أسبوع واحد بعد نهاية التصويت. من جانبه تعهد الرئيس راجاباكسي في بيان رسمي صدر الاثنين بضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، ودعا السلطات إلى القيام بكل ما من شأنه تسهيل عمليات الاقتراع وعلى نحو يفند -حسب قوله- مزاعم المعارضة، وأكد التزام حكومته بإجراء انتخابات هادئة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. في الأثناء أعرب وزير الخارجية روهيتا بوغولاما في تصريح إعلامي الاثنين عن مخاوفه من مجموعة مسلحة من مسرحي الجيش الموالين لقائد الجيش السابق والمرشح الرئاسي سارات فونيسكا الذين يتلقون -حسب زعمه- دعما من بعض الجهات الخارجية التي لم يحددها رغم التلميحات التي وجهها نائب عن الحزب الحاكم إلى الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس راجاباكسي دعا لإجراء انتخابات رئاسية قبل عامين من انتهاء ولايته الدستورية المفترض أن تستمر ست سنوات معتمدا على التأييد الشعبي له في أعقاب نجاح حملته العسكرية -التي قادها ميدانيا المرشح المنافس له- في القضاء على جبهة تحرير نمور التاميل العام الماضي. من جانبها اتهمت المعارضة الحزب الحاكم بالتخطيط لتزوير عمليات الاقتراع والتحضير لأعمال عنف بهدف استفزاز أنصار المعارضة، فضلا عن وجود مخطط -وفقا لما يردده أنصار المعارضة- لدى قوات الشرطة والجيش للقيام بانقلاب يبقي الرئيس راجاباكسي في السلطة في حال خسارته الانتخابات. وكانت المعارضة والحكومة قد تبادلتا الاتهامات أثناء الحملة الانتخابية بشأن النوايا السيئة لكلا الطرفين، ما رفع منسوب التوتر الأمني في البلاد وعزز احتمال وقوع قلاقل تتبع التشكيك بصحة نتائج الانتخابات التي يفترض أن تعلن رسميا الأربعاء المقبل. وفي هذا الإطار سجل مركز مراقبة أعمال العنف الانتخابي مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح المئات في عمليات استهدفت أنصار الجانبين أثناء الحملة الانتخابية. وفي تقرير أصدره مؤخرا أكد المركز وقوع تجاوزات خطيرة في النظام الانتخابي، إضافة إلى افتقار الهيئة المستقلة للانتخابات للسلطة الكافية التي تمكنها من ممارسة مهامها، ما قد يدفع للتشكيك بالنتائج وإثارة مخاوف جدية من احتمال وقوع مصادمات بين أنصار الطرفين.