افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية امس فعاليات المؤتمر السادس للخدمات الطبية للقوات المسلحة تحت شعار (جودة ,الوقاية , العلاج , التدريب)وذلك في قاعة المؤتمرات الملك فيصل للمؤتمرات بفندق انتركونتننتال بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصولة مقر الحفل معالي رئيس هيئة الأركان العامه الفريق الأول الركن صالح بن علي المحيا ومدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة اللواء طبيب كتاب بن عيد العتيبي. ثم صافح سموه رؤساء وفود المؤتمر السادس العربية للخدمات الطبية من الدول العربية والخليجية. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة رحب خلالها بالضيوف ، الذين يشاركون في هذا العرس العلمي ،في دولة دينها قائم على العلم ، وعمارة الأرض ، يكرم العلماء ، فيجعلهم ورثة الأنبياء ، ومليك يؤمن بأنه لا تطور ولا تنمية إلا بالعلم والعمل ، والبحث والإنتاج ، وقيادة تجهد في تيسير كل ما يعني شأن الأمة ، وشعب يطرق أبواب العلم ومعرفة ، من مشارق الأرض إلى مغاربها. وقال : للمرة السادسة ، نلتقي في محفل علمي ، يتوخى نعمة الصحة ، هبة الخلاق العليم ، محفل يتنفس علوما ، ويرتوي بحوثا ، ويسعى تطويرا ، واظبتم على انعقاده ، فأصبح معلما ومنارة بجهود علماء أجلاء وباحثين مجدين ، طالما طمحوا إلى خير الإنسان ووافر عافيته ، والتحية واجبة لمؤتمركم ، الذي أولى صحة المقاتل ، باذل النفس والنفيس في سبيل دينه ثم وطنه ، كل عناية ورعاية. وأضاف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان: منذ أكثر من شهرين ، فرض علينا قتال ، لم نسع إليه ، وظنت جماعة من المتسللين والمعتدين أن حدودنا مستباحة ، وما حسبوا أنهم سيواجهون رجالا ، تأبى نفوسهم أن يدنس أرضها أي معتد ، مهما كان دينه أو عرقه أو طائفته، مشيراً إلى بعض الأبواق الخارجية التي حاولت الإيهام بأن تلك الأحداث صراع طائفي ، يستهدف جماعة بعينها ، واعتداء على الجار لا يقره شرع ولا دين. وتسائل سموه:هل من يعتدي على بيتك تسأله عن هويته ، قبل أن تصده وترده خائبا ؟ والجار إذا اعتدى ، ولم يراع حق الجوار ، فلا حقوق له علينا ، فالمولى - عز وجل - يأمرنا في كتابه الكريم : “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”. ومضى قائلاً: أحيى من مؤتمركم هذا أبطال القوات المسلحة ، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، أبطال يعملون في صدق وإيمان ، ويتدربون في عزيمة وتصميم ، مستعدون للبذل والعطاء ، ومتأهبون للتضحية والفداء ، يرحبون بالشهادة ، ويسعون إلى تحقيق الانتصار ، رحم الله شهداءنا ،وشفى جرحانا ، وحمى المملكة ، وحفظها من كل شر وسوء. ودعا سموه المشاركين في المؤتمر إلى أهمية التحاور بوضوح وشفاقية ومصداقية والمشاركة في الأفكار والإعداد ، والآراء والتوجهات. ولفت النظر إلى عدم اشتمال بعض ملخصات الأبحاث في المؤتمر على النقاط الرئيسية الضرورية لفهم البحث والتعليق عليه ، والتي هي : غايته المستهدفة ، وأساليبه المتبعة ، ونتائجه الرئيسية ، ثم الخلاصة والتوصيات، ورأى سموه ضرورة التشديد على استيفائها ، في المؤتمرات المقبلة. وقال سموه: أشدت ، في مؤتمركم السابق ، بأبحاث ثلاثة ، تناولت “التكنولوجيا النانومترية” ، التي تبشر بإحداث ثورة في حياة البشر ، وطالبتكم - ولا أزال - أن تحوز هذه التقنية اهتمامكم ، ولا سيما في المجال الطبي ، حيث تفتح للمرضى آمالا عريضة في حياة أفضل ، كبناء أوعية دموية بالنانو تكنولوجي والتحكم في الكولسترول وجسيماته الحميدة ، وما يحدثه ذلك من ثورة في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية ، ومضادات حيوية باستخدام مركبات نانو الفضة ، قادرة خلال ساعات معدودة ، على قتل أشد أنواع الفيروسات خطرا ، والنانو بيوتك ، الذي يعد أحدث بديل للمضاد الحيوي متمنيا أن يرى هذه التقنية في الأبحاث المقبلة مع تطويرها ، وعدم الاكتفاء بسرد ما ابتكره الآخرون ، ونجحوا في استخدامه . وأضاف سموه قائلا: شغلتني قضية الأخطاء الطبية ، بعد أن كشفت وزارة الصحة ، بشجاعة ، عن عدة وفيات ، نجمت عن تلك الأخطاء ، وقد اطلعت على بحثين عنها ، سيعرضان في مؤتمركم هذا ، فتذكرت بحث إعداد الملف الإلكتروني للمرضى ، الذي عرض سابقا ، وقلت حينها : “إن الملف الطبي ، ليس هدفا في حد ذاته ، ولن تتحقق الفائدة المرجوة منه ، إلا إذا تكامل مع عدة برامج تطبيقية حيوية ، مثل : برامج الصيدلة الإلكترونية ، وإدارة الصور الطبية ، وبرامج مراقبة القرارات الطبية ودعمها ، وبرامج المكتبة الطبية الإلكترونية” ، ولتقليل تلك الأخطاء الطبية. وأشار سموه إلى ضرورة تكامل هذه الأنظمة الأربعة مع الملف الإلكتروني للمرضى ، وسرعة تنفيذها ، ليكن الهدف التقليل من الأخطاء ، إن لم نستطع منعها ، لأن الثمن قد يكون فادحا ، فحياة إنسان واحد أغلا من كنوز الأرض كلها. وتابع سموه بقوله: منذ عام 1995 ، والعالم منهمك في ما عرف بالاحتباس الحراري ، وكيفية المواءمة بين وقف ارتفاع حرارة الأرض ، وحاجة سكانها إلى التنمية والتقدم والغذاء ، المطلوبة مضاعفته ، بحلول العام 2050 ، لتلبية احتياجات العالم الجائع ، هذا في وقت لا تزال فيه الطاقة البديلة النظيفة تمثل واحدا في المائة من الحاجات الفعلية ، وعلى الرغم من أن مؤتمر المناخ التاريخي ، الذي عقد في كوبنهاجن ، الشهر الماضي ، لم يحقق تطلعات الدول النامية وطموحاتها في التنمية الاقتصادية والأمن الإنساني ، فإن اللافت هو عدم تعرضه لصحة الإنسان وما قد يهددها من أمراض صحية ونفسية ، واحتمال ظهور فيروسات وميكروبات ، قد تكون أشد فتكا من ازدياد حرارة الأرض ، فهلا تداركتم ما أغفله مؤتمر المناخ ، فتشتمل مؤتمراتكم المقبلة على دراسة تلك الأخطار والاستعداد لمواجهتها. وتطرق صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان إلى نقاط قوة المؤتمر ،في اهتمامه بالرعاية النفسية والاجتماعية للمرضى ، وهي ظاهرة ربما لا يراعيها بعض المستشفيات ، وهو جهد مقدر تشكر عليه إدارة المؤتمر. وقال : إنني أتفق مع الدراسات ، التي تؤكد أهمية الخدمة الاجتماعية ، ليس في المجال الطبي فقط ، وإنما في جميع مجالات الحياة ، ولكن ما لفتني ، هو محاولة إقحام الأخصائي الاجتماعي ، ليكون: “ممارسا مهنيا وعضوا فاعلا في الفريق الطبي”. لا أحد ينكر حيوية المهام ، التي يضطلع بها هذا الإخصائي ، ولكني لا أرى ضرورة جعله عضوا في الفريق الطبي ، فهذا لن يزيد دوره أهمية ، بل قد يعوقه ، والأفضل أن يركز في كيفية أدائه واجباته ، وأن يكون مساعدا فاعلا لكل من حوله ، وينفذ العلاج الاجتماعي الطبي بشقيه المباشر وغير المباشر ، وإذا كان للإدارة العامة للخدمات الطبية وجهة نظر أخرى ، فعليها دراسة الاتجاهات كافة ، وتحليلها ، والرجوع إلى ممارسات الدول ، التي سبقتنا في هذا المجال ، والرفع بما تتوصل إليه ، أما الرعاية النفسية ، فلا أحد ينكر إسهامها في العلاج الناجح لكثير من الحالات ، وكم كان بودي لو زادت أعداد البحوث ، في شأن الرعاية النفسية للمقاتلين ، وخاصة أن 25% من إصابات الحروب هي حالات اضطراب نفسي ، وتزيد تلك النسبة بين العسكريين في الخطوط الأمامية. والمح سموه إلى الأبحاث التي علق عليها في المؤتمر السابق ، وهي المسح الصحي للعسكريين.. وقال في هذا الصدد : إنها قضية مهمة ، لأنها تمس الأمراض المزمنة بينهم ، ومعدلاتها ، وعوامل خطرها ، وبعد أن استمعت إلى الجزء الثاني من البحث ، أجد أن الباحث يدق أجراس الخطر في قضية هي شاغلنا الأساسي ، ألا وهي المحافظة على الكفاءة الثلاثية ، الصحية والبدنية والنفسية ، التي تعد من أهم مقومات الكفاءة القتالية ، الجرس الأول : 69% من العينة تعاني من البدانة وزيادة الوزن ، والجرس الثاني : 30% تعاني ارتفاع ضغط الدم والسكري ، القاتلين الصامتين ، أما الجرس الثالث ، فهو استفحال عوامل الاختطار ، والرأي عندي أنها نتائج تحتاج الى المزيد من التحليل التفصيلي ، لمعرفة أسباب تلك النسب المخيفة بين رجال القوات المسلحة ، فضلا عن ضرورة ربط هذه النتائج بالأبحاث ذات العلاقة ، وليكن بعد ذلك ، الاهتمام الكامل بالكشف الطبي الأولي للملتحقين بشرف الخدمة العسكرية ، طبقا للمعايير الطبية الدقيقة ، بما في ذلك تحديد الأمراض الوراثية ، فضلا عن منهجية الفحوصات الدورية ، والعناية باللياقة البدنية والمسابقات الرياضية ، وأن يصبح اجتياز اختبار اللياقة البدنية شرطا أساسيا ، عند الترقي أو الابتعاث أو التعيين في مناصب قيادية ، إنني في انتظار خطة متكاملة ، نضمن عند تنفيذها اللياقة الثلاثية ، منذ الالتحاق بالخدمة العسكرية وحتى التقاعد . وأضاف سموه : كنت أود أن نحافظ على ما تحقق ، في المؤتمر السابق ، من نقاط قوة ، فقد طرحتم ، مثلا ، في المؤتمر الخامس ، محور “الجديد في الطب” ، وقلت لكم ، حينئذ: “إننا من خلاله نستطيع أن نستقطب التقنيات الجديدة في عالم الطب ، وعلى مؤتمركم المقبل أن يطرح تقنيات جديدة ، نكون نحن المصدرين لها ، وليس المستفيدين منها أو مستهلكيها فقط” ، ولكني افتقدت هذا المحور في مؤتمركم الحالي ، مثال أخر ، كنتم قد بدأتم في إنشاء محاور وإعداد أبحاث في الطب البديل ، والطب المبني على البراهين ، والطب الصناعي ، وأثريتموها بدراسات جيدة ، ولكني ، بالمثل ، افتقدتها ، اليوم ، على الرغم من أهميتها. وأشار سموه إلى نسبة البحوث الخاصة بالطب العسكري وفروعه المختلفة ، حيث تزيد على الخمسين في المائة بقليل ، وقد يكون ذلك من نقاط قوة في المؤتمر هذا ، إذا قيس بالمؤتمرات السابقة.. ورأى أنها نسبة ينبغي رفعها لتفوق خمسة وسبعين في المائة على الأقل ، لأن أحدا لن يهتم برجال القوات المسلحة وكفاءتهم القتالية والصحية قدر اهتمام الإدارة العامة للخدمات الطبية. وقال: استرعى انتباهي بحثان على قدر كبير من الأهمية ، أولهما “تعامل العناية المركزة مع حالات الإرهاب” ، ولا شك أنه موضوع يستحق الدراسة والبحث ، وآمل التوسع فيه مستقبلا ، ليشمل حالات الإرهاب : الكيماوي والبيولوجي والإشعاعي ، فضلا عن جرحى المعارك الحربية ، أما الثاني ، فتناول “عوائق الجودة في المستشفيات العسكرية وكيفية التغلب عليها”. بحث مهم ، وجاد ، اتسعت فيه العينة ، فخرج بنتائج جيدة ومقترحات طموح ، ينبغي ترجمتها الى خطة عمل تفصيلية ، ويلاحظ أن ايا من مؤتمراتكم لا يكاد يخلو من موضوع يخص “الجودة” ، وهو جهد نابع من إدراك الإدارة العامة للخدمات الطبية لأهميته ، وكما أقول دائما إنه لا خير في عمل من دون جودة ، ولا جودة من دون قياس ، ولا قياس من دون معايير ، في انتظار خطة العمل التي تحقق شعاركم :”جودة الوقاية والعلاج والتدريب”. وفي ختام كلمة سموه عبر عن شكره وتقديره لمدير العام للإدارة العامة للخدمات الطبية ومنسوبيها كافة ، لبذلهم صادق الجهد في الرعاية الطبية والنفسية والبدنية ، للقوات المسلحة السعودية ، ولا سيما دور الإدارة الفاعل ، في المنطقة الجنوبية ، خلال عمليات دحر المتسللين والمعتدين. بعد ذلك تسلم الأمير خالد بن سلطان هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير عام الخدمات الطبية بالقوات المسلحة. عقب ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر واطلع خلاله على عدد من شركات ومصانع الأدوية وجناح الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بالإضافة إلى جناح مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية ومستشفى القوات المسلحة بالرياض. بعد ذلك أدلى سموه بتصريح صحفي عقب افتتاح المعرض أوضح فيه أن الموقع الجديد لمستشفى القوات تم تحديده بجوار جامعة الأميرة نورة وان الانتقال إليه سيكون على مراحل وهو الآن في مرحلة التصميم وسيتم البدء في بقية المراحل اعتباراً من السنة القادمة. وأشار سموه إلى أهمية مؤتمر الخدمات الطبية الذي يناقش أموراً في غاية الأهمية والأهم هو عمل التوصيات والتطبيق المنطقي واصفاً المؤتمر بأنه عمل جبار تشكر عليه الخدمات الطبية للقوات المسلحة. ورداً على سؤال حول الدراسة التي طرحت في المؤتمر حول بعض الأمراض لدى العسكريين مثل السمنة والضغط والسكري هل سيكون هناك قرارات حول هذا الموضوع أجاب سموه “هذا ما ذكرته في خطابي أنه يجب إعادة النظر في أشياء كثيرة وأنه سيكون هناك نشاط بدني رياضي صحي للعسكريين ويربط من خلاله الترقيه وتقليد المناصب وغيرها والخدمات الطبية تنظر منها الاقتراحات التي تساهم في تخفيض نسبة ما الأمراض التي تطرقت إليها هذه الدراسة. وعن أحداث الحدود الجنوبية وإمكانية إعادة تنظيم بعض الأمور فيما يتعلق بالحدود قال سموه: إن الحدود قائمة ومتفق عليها من كلا الحكومتين والحكومة اليمنية مشكورة تقوم بحمايتها مثل ما نحميها وما حدث أن زمرة من المتسللين الذين أرادوا بطريقة أو بأخرى الاعتداء والقنص على أبناء المملكة والحمد لله دحرناهم حسب ما ذكرته يوم أمس الاول ، وهناك بعض القناصة تم السيطرة عليهم وبحول الله وقوته وأن أي معتد على أرض المملكة سيفكر كثيراً قبل الاعتداء عليها. وأضاف سمو مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية: إن المناطق الحدودية منذ أكثر من شهر ولله الحمد يتم التحكم فيها كما أن وزارة الداخلية تعمل على مواجهة التعامل مع المتسللين والمهربين سواء مهربين مخدرات أو سلاح. وردا على سؤال عن إمكانية علاج الجرحى في الخارج أجاب سموه أن جرحى القوات المسلحة في المعارك تعطى لهم الأولوية الكاملة بالإضافة إلى أن مدير عام الخدمات الطبية لديه توجيهات بأن الأولوية للجرحى وإذا لم نستطع علاجهم في الداخل فإنه يتم علاجهم في الخارج في أسرع وقت. وفي ختام الحفل قام سموه بجولة على جزء من المستشفى الميداني المنقول جوا ويضم غرفة عمليات وعناية مركزة. حضر الحفل قادة أفرع القوات المسلحة وممثلو الوفود العربية للخدمات الطبية المشاركين في المؤتمر.