اخشى أن يأتي اليوم الذي نصبح فيه جميعاً منظرون ونرمي جزافاً بالحلول لاية مشكلة أو معضلة أو قضية ونحن نتوسد الابراج العالية العاجية ، حيث نجد أن المشكلات الاجتماعية والنفسية وحتى الاقتصادية أكبر عدداً من الحلول المطروحة اذا كانت هناك حلول اصلاً ولا استطيع اختزال الكم الهائل من المشكلات المجتمعية في المساحة المتاحة لمقالي الأسبوعي. ومما أقض مضجعي القضية الأخيرة المثارة على صدر صفحات صحفنا المحلية والتي يدعي بعضها السبق في نشر الفضائح وكأن القضية صيد ثمين يجب ان يتقاسمه القوم مرة باسم المسؤولية ومرة لاطلاع أصحاب القرار ومرة ثالثة لاثبات ان الجميع متواجد ساعة الحدث اما قبل الحدث - فالعيون مغمضة والجفون مسبلة والابتسامة عريضة والبشت سيد الموقف ، وحتى أكون أكثر تحديداً ابين ما تعانيه فتيات دار مكة والتابعة للشؤون الاجتماعية والذي صرح خلال المشكلة مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة د. علي الحناكي بأنه على علم بشكاوى سوء المعاملة في الدار. قبل حصول المشكلة والتي قامت خلالها أحداث داخلية لنيل حقوق مشروعة ديناً وعرفاً وإنسانياً ، الا اذا كانت هذه الأخيرة هي الحل الأخير أو الشماعة التي تعلق عليها مشكلاتنا مع الأسف الشديد. فهل يكفي العلم بالمشكلة وحتى ان كانت تلك الشكاوي كيدية أو لانتزاع حقوق غير مشروعة فما الحلول التي اتبعها المسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية. نحن نعلم تماماً ان النزيلات لهن قضايا ، ولسنا بصدد الحديث عن مسببات تلك المأسي التي قد يكون ذهب ضحيتها هؤلاء النسوة. أو الشابات وحتى القاصرات وتم الحكم عليهن بموجب احكام شرعية تقدر وتحترم ولكن المتابع للأوضاع المأساوية التي تعيشها النزيلات بدار الفتيات يخفي داخله ما الله به عليم. من سوء معاملة وسوء نظافة ، وسوء تغذية. وبحكم متابعتي لأداء بعض هذه الدور سواء دور الملاحظة أو دور الفتيات ودور الرعاية الاجتماعية التابعة اصلاً لوزارة الشؤون الاجتماعية نجد كمّاً هائلاً من المشكلات اسبابها عدم توظيف المؤهلين علمياً في العمل وتحديداً في عمليات التوجيه والارشاد النفسي فنجد أعمال الاخصائيين الاجتماعيين تسند إلى العمالة الأجنبية وكم من المآسي التي تعج بها هذه الأماكن كما تجد البيروقراطية الإدارية من أهم مسببات هذه المشكلات فحتى وقت قريب طالبت بتخصيص دور ملاحظة للشباب والأطفال في مكةالمكرمة بدلاً من اقتيادهم إلى مدينة جدة وقضاء فترة التحقيق والعقوبة بين مجرمين فبدلاً من أن ينصلح حال الطفل نراه غداً الُخط قتال القتلة . ان لم ينضم لقائمة الخارجين على القانون. وحتى نقارن بين هذه الاشكالية واشكاليات أخرى لا تبعد عن نفس المسار كقضية هروب نزلاء مستشفى الأمل في جدة وتوابعها الزلزالية وقضية احتراق مريض نفسي في المصحة النفسية بالطائف أو مَنْ تعرض للضرب المبرح منهم ، وغيرها من المشكلات الخطيرة على الإنسانية قبل الإنسان عليه أرى تشكيل لجنة على مستوى عال مشكلة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المالية ، ووزارة التربية والتعليم العالي ، ومجلس مكةالمكرمة الذي لم نرَ له اثراً في الكثير من القضايا ، ولهم العذر وان فرحنا بتشكيل مجلس محافظة جدة والذي رعاه محافظها الأمير مشعل بن ماجد مؤخراً ، ولابد من تحسين أوضاع نزيلات الدار حسب الحاجة ونحن نسمع ونرى الجهود الموفقة حتى من أصحاب المقدرة المالية بتبني مشاريع خيرية كما هو حاصل في سجون جدة بدعم مالي سخي من الشيخ محمد بن عبداللطيف جميل. ونؤكد ختاماً: ان من اقتادهم الشيطان وحتى عدم الايمان عند ارتكاب جريمة ما. يجب ان لا نتفرج عليهم خصوصاً اذا كنَّ مستضعفات خاتمة: من أقوال جان جاك رسو: السلوك الإنساني نتاج البيئة المحيطة