ذكرت في مقالي السابق المعنون ب(ماذا ينقص مكةالمكرمة 1) بعضاً من النقاط الهامة منها: توسعة المطاف ، وحماية مكة والمشاعر المقدسة من السيول ، والمواصلات في مكة ، وتوزيع مياه زمزم ، والشكل الجمالي لواجهات المنازل بمكة ، وأستطرد اليوم لأكتب عن بقية ما تحتاجه مكةالمكرمة ، لتكون المدينة الأجمل والأحسن والأفضل في العالم كله. فإليك أخي القارئ بعضاً مما تحتاجه مكةالمكرمة: سادساً: نظافة الهواء في منطقة المسجد الحرام: من المهم جداً أن نعطي منطقة المسجد الحرام مساحات كافية لتجديد الهواء ودورانه الطبيعي فيها ، لأن منطقة الحرم هي المنطقة الأكثر انخفاضاً في وادي إبراهيم الخليل عليه السلام ، لذا يجب أن نحافظ على مستوى جيد من دوران الهواء وتجديده طبيعياً في هذه المنطقة، لئلا تكون منطقة حبس وتجمع للعوالق من غبار وغازات ناجمة عن احتراق الوقود الذي تنفثه عوادم السيارات ، فتصبح منطقة غير نقية مائة بالمائة ، والمختصون في البيئة والجغرافيا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه النقطة الهامة. سابعاً: التدخين في مكة: وهذا موضوع هام جداً ، لابد أن نهتم به ، وعلينا أن نُفعل المرسوم الملكي الصادر قبل أعوام بمنع التدخين في الدوائر الحكومية ، ليشمل أيضاً منع التدخين والشيشة في مكةالمكرمة كلها ، وذلك بمنع بيع السجائر والجراك والشيش في كامل مكةالمكرمة ، كما أقترح أن يصدر قانون يعاقب المدخنين علناً في المنطقة المركزية من أقصاها إلى أقصاها. وأن توضع غرامات لمن يخالف هذه التعليمات. فنحن مثلاً نعاقب من لا يرتدي حزام الأمان في السيارات ، أو من يقطع الإشارة ، لأن ذلك سيؤدي إلى حوادث مميتة أو معيقة ، فما بالك بالتدخين المسبب للسرطان لمن يدخن ولمن يستنشق الدخان وهو لا يدخن (التدخين السلبي) وما بالك بمن لا يحترم قدسية المكان؟!. ثامناً: الزي الإسلامي في مكةالمكرمة: يجب أن يرتدي أهل مكةالمكرمة والعاملون فيها أزياء إسلامية، أياً كانت نوعها ، مثل : الثوب والغترة والشماغ، وأمثالها من الأزياء الإسلامية التي يرتديها إخواننا المسلمون في أرجاء العالم، طالما هم داخل هذه المنطقة ، والبعد كل البعد من ارتداء البنطلونات والتيشيرتات ، والترينق سوت ، والقبعات والبرانيط وغيرها من الملابس الدخيلة على بلادنا ، والتي يحمل الكثير منها شعارات منافية للدين ، وذلك لإضفاء الهيبة والقدسية على منطقة الحرم. لأننا نشاهد حاليا كثيرا من الناس ولا أقول الشباب فقط أصبحوا يتحللون من الملابس المعتادة للمجتمع ، وأخذوا يرتدون ملابس أجنبية بعضها يحمل عبارات تناوئ الدين والعرف والتقاليد ومنافية للأخلاق. وأنا هنا لا أحرم أو أحلل ارتداء أزياء أو ملابس معينة ، ولكنني أريد أن يُحترم بيت الله كما يحترم أي مكان رسمي آخر ، فنحن عند مقابلتنا لوزير أو أمير مثلاً، فإننا ننتقي أجمل وأفضل الملابس ، ولا يمكننا أن نذهب بملابس عادية ، أو ملابس إفرنجية في أمكنة معينة احتراماً لها، لذا، فإننا نعتني بأنفسنا وبملابسنا ، فكيف بنا عندما ندخل بيت الله ، فهو أولى أن يقدر وأن يحترم ، يقول تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) فما بالك بالمسجد الحرام ، وما يحيط بالمسجد الحرام. تاسعاً: العمالة الأجنبية حول المسجد الحرام: أنا لا أعرف كيف تحولت جميع المحلات التجارية حول المسجد الحرام ، وكذلك في الشوارع القريبة منه ، إلى بائعين غير سعوديين؟!. وأكاد أجزم بأن (99%) من البائعين والعاملين في المحلات التجارية وفي الفنادق هم من غير السعوديين. والشيء الذي يدمي القلب أن هؤلاء يخاطبون الناس من حجاج ومعتمرين وزائرين بلغاتهم ، أو بلغة عربية ركيكة (مكسرة) غير مفهومة ، كما إنهم يقدمون للحجاج بضائع رديئة رخيصة سريعاً ما تعطب وتخرب ، مما يعكس عدم أمانة هؤلاء البائعين وعدم رضى الحجاج عن أهل مكة. كما يعكس هذا أن هناك خللاً في التركيبة الاجتماعية للمجتمع المكي ، بتعيينهم لغير سعوديين ليديروا المحلات التجارية بدلاً منهم ، بينما هم اكتفوا بجني الأرباح وهم في بيوتهم ، ولقد أخبرني مسئول، بأن ما يُحَوَّل سنوياً من أموال إلى بلدان هؤلاء العاملين يقدر بسبعين مليار ريال سعودي. وهو مبلغ هائل ضخم ، من الأفضل والأجدى أن يبقى في البلد ويصرف على مواطني وأبناء هذا البلد ، فأرجو إحلال العمالة الأجنبية بعمالة سعودية ، واستصدار قانون يعاقب أصحاب المحلات التجارية حول المسجد الحرام وخاصة في المنطقة المركزية لمكةالمكرمة ، في حالة مخالفتهم للقوانين التي تلزمهم بسعودة جميع العاملين لديهم. عاشراً: بائعو المساويك (الأسوكة): يجب أن نعتني اعتناءً كبيراً بتجارة بيع المساويك ، وأن نجعل لها أماكن بيع خاصة حول المسجد تكون مصممة بطريقة حضارية جميلة ، وذلك بإيجاد أكشاك صغيرة أو مظلات تتناسب مع المكان ، وتكون بحجم ولون واحد ، وأن نلغي طريقة حفظ المساويك الحالية ، والتي تتخذ من أوراق الأسمنت مكان حفظ لها ، مما يعرضها للتلوث. فيجب أن نظهر هذه البضاعة بمظهر لائق بها ، فالسواك من السنة كما نعرف، ويقبل على شرائه الحجاج والمعتمرون والمواطنون بشكل كبير. فنرجو أن تحظى هذه التجارة بنوع من الاهتمام .. وللحديث بقية .. ويا أمان الخائفين.