حذرت الجمعية السعودية لطب العيون المواطنين والمقيمين من النظر إلى قرص الشمس بشكل مباشر أو غير مباشر باستخدام نظارات أو عدسات لمشاهدة الشمس أثناء الكسوف وذلك لما قد يسببه من حروق بالمركز البصري في شبكية العين. ودعت رئيسة لجنة التوعية الصحية بالجمعية واستشارية طب وجراحة العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتورة آمال الحميدان إلى تجنب النظر المباشر إلى الشمس، مؤكدة أن النظارات الشمسية بكافة أنواعها ليست كافية للوقاية من خطورة الأشعة المنبعثة من قرص الشمس عند النظر إلى قرص الشمس مباشرة. وقالت “ يُمكن للراغبين في متابعة الكسوف النظر غير المباشر من خلال نظارة شمسية في صورة الشمس المنعكسة على سطح بركة من الماء أو من خلال فيلم داكن جداً من “أفلام أشعة اكس” أو من خلال النظارات الخاصة بالوقاية من ضوء اللحام الكهربائي الحار أو من خلال أجهزة التليفزيون فقط “. من جانب آخر قال استشاري الشبكية في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ورئيس العلاقات العامة بالجمعية الدكتور حسن الذيبي “إنه أثناء الكسوف تبدو أشعة الشمس غير قوية وقد لا يتقلص بؤبؤ العين عند النظر مما يسمح بكمية كبيرة جداً من الأشعة فوق البنفسجية من النفاذ والوصول إلى الشبكية مما يسبب تلفاً في الخلايا بالنقطة البؤرية من الشبكية ويؤدي بالتالي إلى إتلاف جزئي أو كلي لخلايا الشبكية مما يسبب ضعفا دائما في الإبصار في إحدى العينين أو كلتيهما لا قدر الله”. وأشار إلى أن مثل هذا التلف للإبصار يمكن أن يحدث حتى لو كان التحديق في الكسوف لفترة قصيرة ولا يتبين الأثر الناجم عن ذلك إلا بعد عدة ساعات. وينصح الدكتور الذيبي المواطنين والمقيمين بأخذ الحذر بعدم النظر في أي وقت من الأوقات إلى الشمس خلال فترة الكسوف حفاظاً على سلامة أبصارهم مع ضرورة تجنيب الأطفال النظر إلى قرص الشمس أثناء الكسوف وإبقائهم داخل المنازل طوال فترة الكسوف، مؤكدا خطورة النظر في قرص الشمس فترة الكسوف الأمر الذي قد يسبب العمى حتى لو استخدمت النظارات الشمسية. من جهة أخرى يقوم مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ممثلاً بالمرصد الفلكي بمشاهدة فلكية للكسوف الجزئي للشمس المتوقع حدوثه يوم غد الجمعة باستخدام المناظير الفلكية بسايتك والنظارات الخاصة بالكسوف مع شرح علمي عن الظاهرة ابتداءً من حدوث الظاهرة عند الساعة 8,15 وحتى الساعة 10,00 صباحاً. وأوضح المشرف على المرصد الفلكي لسايتك الدكتور علي الشكري أن هذه الظاهرة ستحدث بإذن الله يوم غد الجمعة ككسوف حلقي للشمس حيث يبدأ مسار الكسوف الحلقي من تشاد وغرب وسط أفريقيا الوسطى لحظة شروق الشمس ويقطع وسطها ليتجه إلى شمال الكونغو وواغندا ثم كينيا فجنوب الصومال ويترك قارة أفريقا ويعبر المحيط الهندي إلى شمال سريلانكا وأقصى جنوب الهند فبورما ثم إلى وسط الصين حتى يغرب قرص الشمس على ساحلها الشرقي ولا ينتهي بعد الكسوف ويرى كسوفًا جزئيًا في جميع أنحاء العالم ما عدا قارات أستراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية والمتجمدة الشمالية وغرب وشمال أوروبا والمحيطات الأطلسي والهادي والمتجمد الشمالي. وحذر الدكتور الشكري من عدم النظر بصورة مباشرة إلى الشمس أثناء الكسوف الحلقي أو الجزئي مهما صغر الجزء المضيء والظاهر منها, فالنظر المباشر إلى قرص الشمس المضيء في أي وقت قد يسبب تلفا للعين أو ربما يؤدي إلى فقدان كلي للبصر العمى.