إن التربية الصحيحة للأبناء تحتاج إلى حرص دائم من الآباء على رعايتهم والوقوف إلى جانبهم في كافة مراحل حياتهم , ويجب على الآباء أيضاً تقريب المسافة بينهم وبين أبنائهم والتعرف على تطلعاتهم وميولهم وأفكارهم والعمل على حل مشاكلهم في حينها دون أي اهمال من جانبهم , حتى يتمكنوا من معالجة أخطاء أبنائهم وسلبياتهم في وقتها , إن قيام الآباء بإرشاد أبنائهم وتوعيتهم بطريقة أكثر ليونة دون استخدام العنف معهم , تساعد أبناءهم على الاعتراف بأخطائهم وإصلاحها والرجوع إلى رشدهم دون تكرارها فضلاً على تقبلهم لنصائح آبائهم بصدر رحب , ففي حالة استخدام الآباء العنف (والشتم) بصفة مستمرة عند كل خطأ قد ينعكس سلبياً على حياة أبنائهم ويصبح التعامل معهم في منتهى الصعوبة ولا يستمعون إلى نصائح آبائهم , وبالتالي تكثر مشاكلهم وتتكرر أخطاؤهم , لذا من الأفضل أن يتعامل الآباء مع أبنائهم كأصدقاء حتى يقتربوا منهم أكثر ويعترفوا لهم بأسرارهم الشخصية إن وجدت ويتعرفوا على أفكارهم وميولهم بصورة أكبر تجعلهم يحافظون عليهم من كافة الأخطار والمشاكل المعاصرة التي أصبحت تنال من بعض الشباب والفتيات في أيامنا هذه , إن توجيهات الآباء لأبنائهم بصفة مستمرة وجلوسهم معهم كل آن وآخر وإعطائهم النصائح المفيدة , يحد من أخطائهم وتتلاشى مشاكلهم ويصبحوا قادرين على تحمل مسؤولية أنفسهم واتخاذ القرار, وبالتالي يتمكنوا من تجاوز المحن والتحديات التي قد تقابلهم في أمورهم الحياتية , فالرعاية ومتابعة الآباء لأبنائهم تساعد بشكل مباشر على استقرار الأسرة واستقرار كافة أفرادها , خاصة إذا كانت الرعاية نابعة من المنهج الإسلامي القويم منهج كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , فبدون شك هذا المنهج يوفر للأسرة المسلمة وكافة أفرادها الحماية الكاملة من تلك المخاطر الحياتية والأمراض المعاصرة التي باتت تهدد مستقبل أسر بأكملها وتصيب أبناءنا وبناتنا , وباتت تلاحق شباب وفتيات الأمة وتلهيهم عن ذكر الله وتعاليم الإسلام , فالأسرة المؤمنة التي تقوم على تطبيق أركان الإسلام وتسعى إلى تنفيذ أوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وتعمل على تربية أبنائها على الإيمان والتقوى تعيش حياة عزيزة وكريمة وتضمن لها ولأبنائها السعادة الكافية التي تجعلهم يعيشون في أمان واطمئنان, قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت الآية 30).